موقع أمريكي: معركة قادش غيرت التاريخ من خلال أول معاهدة سلام
أكد موقع "هيستوري أوف ياسترداي" الأمريكي، أن معركة قادش تعتبر من أشهر وأكبر المعارك المعروفة في تاريخ البشرية، على الرغم من أنها لم تستمر سوى ليوم واحد فقط، ولكنها كتبت تاريخ جديد.
وتابع أنه كان لا مفر من المواجهة، لكن الطرفين (الفراعنة والحيثيين) كانا واثقين من الانتصار، وتحولت المعركة الضخمة التي لم يربحها أحد من الطرفين على ما يبدو إلى أن تكون أكبر معركة عربات حربية تم خوضها على الإطلاق حتى الآن، وأقصر معركة حيث استمرت يومًا واحدًا فقط، في لحظة واحدة تغير كل شيء، فكانت النتائج غير متوقعة وغير مرضية للجميع.
وأضاف أن الملك المصري العظيم رمسيس الثاني كان يسعى لتوسيع إمبراطوريته من الشرق وضم سوريا وانتزاعها من الحيثيين، واستعادة مدينة قادش التي يسيطر عليها الحيثيون، وكان الوضع تحت السيطرة المصرية واشتبكت اثنتان من أعظم القوى في العالم في معركة شرسة على عربة حربية تطورت إلى مذبحة.
وأشار إلى أن الارتباك كان كليًا عندما اندفعت 6 آلاف عربة في المعركة، وملأت سحب الغبار الهائلة السماء وأعمت الجميع، وتحولت المياه الزرقاء لنهر العاصي إلى محيط من الدم، وأصبح الصراع الذي لا مفر منه على السلطة والأراضي واحدة من أكبر المعارك وأكثرها إثارة للإعجاب في العالم.
وأكد الموقع أن هذه المعركة الكبرى، التي رويت لاحقًا وأعيد سردها لآلاف السنين، استمرت يومًا واحدًا وكانت النتيجة مخيبة للآمال لكلا الجانبين، ومع ذلك تم الإشادة بها في جميع المعابد الرئيسية في جميع أنحاء مصر، وأسفرت عن أول معاهدة سلام دولية مسجلة في العالم، وكان من المفترض أن يكون لها عواقب غير مسبوقة على كلتا الإمبراطوريتين، وصدى غير متوقع، ونتائج لا يمكن لأحد أن يحلم بها.
- المسيرة إلى قادش
ووفقًا للموقع، انطلق رمسيس الثاني بقواته نحو سوريا، وكان من المفترض أن يستغرق الأمر أكثر من شهر لكنها كانت معركة لا مفر منها، وكان عليهم مواجهة جيش الإمبراطورية الحيثية القوي في معركة أخرى من أجل الأراضي والسلطة والنفوذ في منطقة الشام.
وتابع الموقع الأمريكي، أنها لم تكن معركة قادش الأولى، بل كانت معركة أخرى في المعارك العديدة التي خاضت على مدى قرون بين القوتين العظميين في ذلك الوقت، وكانت قادش الخطوة المنطقية الأولى في حملة طويلة لاستعادة الأراضي التي كانت تحت السيطرة في سوريا وفلسطين، لكن هذه المرة لم يكن الشاب رمسيس وجيشه الكبير وحدهم.
وأضاف أن قادش كانت مدينة قديمة من منطقة الشام، تقع بالقرب من منابع نقطة العبور على نهر العاصي، وكانت تسيطر على الجزء الشمالي من طريق البقاع، وتربط الساحل بسلسلة الجبال، وكانت مكانًا استراتيجيًا.
- انتصار مصري
وأكد الموقع أنه عند الحديث بشكل استراتيجي، كانت المعركة من الناحية الفنية انسحابًا للحيثيين وانتصار للمصريين، ولكن في الحقيقة لم يكن نصر المصريين هو المرجو من المعركة وظلت المعركة بمثابة كابوس يطارد الملك الشاب رمسيس الثاني ولكنه لم يستسلم بسهولة وأبرم أول معاهدة سلام في التاريخ، وحول نصره الصغير لإنجاز تاريخي كتب في جميع المعابد والقصور والغرف الجنائزية الشهيرة في مصر.
وتابع أن معاهدة السلام التي تحمل اسم "السلام الأبدي" لم يوقعها الأمير مواتلي بل وقعها شقيقه حطوسي الثالث الذي خلفه عام 1281 قبل الميلاد، لأن المعاهدة لم تكتمل إلا بعد ستة عشر عامًا من ذلك اليوم التذكاري، تمت كتابة المعاهدة في الأصل باللغة البابلية، اللغة الدبلوماسية في ذلك الوقت.
وأضاف أن الوثيقة التي هي أول معاهدة سلام دولية نجت في التاريخ المسجل نقشت لأول مرة في لوح فضي ثم نُسخت لاحقًا على جدران المعبد المصري في الكرنك والراماسيوم، حيث وصفت معركة قادش بأكملها، ظل الملكان مخلصين للمعاهدة وتمتعت آسيا الصغرى، نتيجة لذلك، بنصف قرن من السلام والاستقرار.