رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. أبرز أعمال إسماعيل فهد إسماعيل التي ناقشت القضية الفلسطينية

 الروائي الكويتي
الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل

تحل غدا الأحد، الذكرى الـ 4 لرحيل الروائي الكويتي  إسماعيل فهد إسماعيل والذي رحل في 25 من سبتمبر 2018، ويعد المؤسس الحقيقي لفن الرواية في الكويت، ونشر روايته الأولى "كانت السماء زرقاء" في عام 1970، ثم "المستنقعات الضوئية" في عام 1971، تلتها رواية "الحبل" في عام 1972، ثم "الضفاف الأخرى" في عام 1973، وصدرت "ملف الحادثة 67"، و"الشياح" في العام نفسه 1975، وغيرها من الأعمال وصولا لـ "صندوق أسود آخر" في عام 2018.

وتعد فلسطين قضية محورية في أعمال إسماعيل فهد إسماعيل، وترصد “الدستور” أهم الأعمال الإبداعية التي تناولت القضية الفلسطينية.

وتشير الناقدة العمانية منى حبراس السليمية عبر دراستها النقدية المنشورة عبر موقع تكوين تحت عنوان "فلسطين في الرواية العربية" إلى أن يُشكل إسماعيل فهد إسماعيل ظاهرة روائية خاصة، ليس بسبب إنتاجه الروائي الغزير وحسب، ولكن لإخلاصه الفريد للقضية الفلسطينية في عددٍ كبير من رواياته، منوعًا حضورها ما بين موضوعٍ رئيسٍ تارة وموضوعٍ ثانوي تارة أخرى. ولا ينفصل هذا الحضور عن خلفيته الإيديولوجية التي يصدر عنها، بالإضافة إلى أسباب احتكاكه المباشر بتحولات القضية الفلسطينية في أكثر من قطر عربي أقام فيه، كما لازم طوال مراحل حياته عددًا من الشخصيات والأصدقاء الفلسطينيين، لا سيما أولئك الذين أقاموا في الكويت زمنًا، أو ممن التقاهم في الشتات؛ الأمر الذي جعله متبنيًا للقضية الفلسطينية، لا على المستوى الشخصي والإنساني وحسب، ولكن على المستوى الفني كذلك.

 

ملف الحادثة 67

تدور أحداث هذه الرواية، التي كُتبت في عام 1975، في غُرف التحقيقات والتعذيب وما بينها، تتخللها أماكن أخرى ترد في سياق التذكر، من دون أن يعرف القارئ البلدَ الذي يجري فيه التحقيق، أو مكان إقامة المتهم قبل إلقاء القبض عليه.

تلفت منى حبراس إلى أن هذه الرواية تتضمن "إشاراتٍ ثلاثًا تضع القارئ في السياق الزمني للحدث، وأولى تلك الإشارات هو الرقم 67 في العنوان، الذي يحيل مباشرة إلى نكسة عام 1967، وضياع ما تبقى من أراضٍ فلسطينية، أما الإشارة الثانية فهي ما كان يبثه المذياع الذي يصر المحققون على الاستماع إليه فيما يحققون مع المتهم، فيبث نُتفًا من أخبار حرب 67 الدائرة في الأثناء، فتشغلهم عن الإنصات لأقوال المتهم وتوسلاته. وثالث الإشارات هي جنسية المتهم الفلسطينية التي قامت دليلًا أول -حسب المحققين- على ارتكابه الجريمة؛ فهو فلسطيني والقتيل فلسطيني كذلك، وتزامن وجوده في مسرح الجريمة لحظة إلقاء القبض عليه، وبهذا تكتمل عناصر الجريمة التي لا ينقصها غير اعتراف المتهم بارتكابها

وتأتي رواية  “على عهدة حنظلة ”والتي صدرت عام 2017، وتَروي مجريات الأيام الأخيرة من حياة ناجي العلي في لندن، بعد تعرضه للاغتيال من قاتل مجهول برصاصة مسدسٍ كاتمٍ للصوت سكنت رأسه في تاريخ 22 من يوليو 1987، وهو في طريقه إلى عمله في صحيفة القبس الدولية، ليدخل في غيبوبة امتدت 38 يومًا.

تؤكد منى حبراس على أن إسماعيل فهد إسماعيل لم يرَأفقًا يدعو إلى التفاؤل في القضية الفلسطينية من خلال رواياته الأربع، ولعله كان كذلك لأنه خبر الكواليس، وعرف كيف يوشم الظلم على جلد ضحاياه. ولكن ماذا لو كُتب لإسماعيل أن يعيش ليشهد بدايات عام 2021، هل كان سيرى أملًا قادمًا من بعيد؟ ربما.

وتشير حبراس إلى أن "تستعيد الرواية شخصية ناجي العلي في سرير المستشفى منذ اليوم الأول بعد الثلاثين من غيبوبته تلك بوعي يأبى أن يكتمل، وإن اكتمل فإن حواسه لا تسنده للإتيان بردة فعل إزاء ما يدور حوله، فما يلبث أن يسقط في حلكة الغياب من جديد. تتناقص ساعات غياب وعيه يومًا بعد آخر، حتى يوشك القارئ أن يصاب بأمل إمكانية أن يعيد إسماعيل فهد إسماعيل ناجي العلي إلى الحياة من جديد بحياة افتراضية، ولكن إسماعيل يقرر عدم الخروج على الواقع، فيرحل صاحب حنظلة في اليوم الثامن بعد الثلاثين في المستشفى بلندن.