العقوبات ونظام سويفت.. كيف سيرد الغرب على ضم روسيا لأراض أوكرانية؟
تعتزم روسيا ضم أراض أوكرانية جديدة في ظل الاستفتاءات الجارية في مناطق أوكرانية، حيث تصوّت مناطق خاضعة لسيطرة موسكو في شرق وجنوب أوكرانيا لليوم الثاني على ضمّها إلى موسكو، وسط رفض واعتراض من قبل الدول الغربية.
العقوبات الغربية وسيلة للرد
اتفق عدد من الدول الأوروبية على فرض عقوبات على النظام الروسي حال ضم روسيا لأراض أوكرانية جديدة في ظل الاستفتاءات الجارية في مناطق أوكرانية.
وبحسب صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، تضغط الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أجل اتخاذ إجراءات صارمة ضد روسيا، بما في ذلك طرد المزيد من البنوك الروسية من شبكة سويفت وحظر واردات الماس، حيث يضع التكتل جولة جديدة من العقوبات بشأن حرب أوكرانيا.
وتطالب دول من بينها بولندا ودول البلطيق بإجراءات جديدة والتي من شأنها أيضًا أن تستهدف السلع الفاخرة وتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني وصناعات البرمجيات الروسية.
كما تضغط ألمانيا من أجل عقوبات أكثر صرامة، وقد عممت اقتراحًا يدعو إلى فرض حظر على شركات الاتحاد الأوروبي التي تقدم التمويل لمناجم المعادن والأتربة النادرة في روسيا، وفرض حظر على واردات اليورانيوم من البلاد، واتخاذ مزيد من الإجراءات ضد البنوك والأفراد.
كما تريد دول الاتحاد الأوروبي التوقف عن تصدير الفحم المتخصص المستخدم في تكرير النفط في روسيا.
تحالف سياسي عسكري أوروبي أمريكي لمواجهة روسيا
ووفقا لما نقلته شبكة دويتش فيله الألمانية عبر نسختها الإنجليزية، فإن هناك موقفا شبه موحد من الدول الأوروبية وواشنطن للرد على روسيا.
فمن جهته حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن روسيا من أنه ستكون هناك تكاليف "سريعة وشديدة" إذا استخدمت موسكو استفتاءات "زائفة" لضم المزيد من أوكرانيا.
وقال بايدن في بيان: “الاستفتاءات الروسية صورية - ذريعة كاذبة لمحاولة ضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي"، وقال: "سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لفرض تكاليف اقتصادية إضافية سريعة وشديدة على روسيا".
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن برد "سريع وحازم"، إذا مضت روسيا في ضم أراضي أوكرانية لها، بعد الاستفتاءات، كما وعد باستمرار دعم الشعب الأوكراني وتزويده بالمساعدة الأمنية لمساعدته على الدفاع عن نفسه ضد الغزو الروسي.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة لن تعترف أبدا بالأراضي الأوكرانية على أنها أي شيء آخر غير جزء من أوكرانيا.
بينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن العالم سيدين "الاستفتاءات الزائفة" التي نُظمت في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، وقال زيلينسكي في خطابه اليومي للأمة "سيتفاعل العالم بشكل عادل تماما مع الاستفتاءات الزائفة - سيتم إدانتها بشكل قاطع".
كما أدان قادة مجموعة الدول السبع “G7” بشدة ما يسمى بالاستفتاءات في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا، وفقًا لبيان مجموعة السبع، تحاول روسيا خلق ذريعة زائفة لتغيير وضع الأراضي ذات السيادة الأوكرانية.
وقال البيان "هذه التصرفات تنتهك بوضوح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتتعارض تماما مع حكم القانون بين الدول".
وأضافت مجموعة السبع أن نتيجة الاستفتاء لن يكون لها أي أثر قانوني أو شرعية، وأضاف البيان "لن نعترف أبدا" بهذه الاستفتاءات التي تبدو أنها "خطوة نحو ضم روسي" ولن "نعترف أبدا بضم مزعوم إذا حدث".
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، إنه يجب تعليق عضوية روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وقال ميشيل “عندما يشن عضو دائم في مجلس الأمن حربا غير مبررة، حربا تدينها الجمعية العامة، فإن تعليق ذلك العضو من مجلس الأمن، في رأيي، يجب أن يكون تلقائيا”.
ومن جانبه قال الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، إن ما يسمى بالاستفتاءات كانت "خدعة روسية" لإضفاء الشرعية على وجود القوات الروسية في المناطق المحتلة في أوكرانيا.
وقال بوروشنكو إن التصويت على الضم لم يكن "بالتأكيد" استفتاء، مضيفا أنه من المستحيل لوجستيا تنظيم استفتاء فعلي في مثل هذا الوقت القصير، وأضاف أنه واثق من أن المحكمة الدستورية الأوكرانية ستحكم بعدم دستورية الاستفتاء.