في ذكرى رحيله.. من هو القديس بيـــو من ﭘياترلشينا الكاهن؟
تحي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكري القديس بيـــو من ﭘياترلشينا الكاهن، إذ روى الأب وليم عبد المسيح سعيد-الفرنسيسكاني سيرته قائلاً: ولد الأب بيو في "بْيَاتْرَلْشينا " بجنوب إيطاليا يوم 25مايو 1887، تقبل سرّ العماد في اليوم الثاني لولادته وأعطي في المعمودية اسم فرنسيس، نشأ في أسرة فقيرة أنه منذ سن الخامسة كان الطفل يتمتع بنعمة مشاهدة العذراء مريم التي كان يكنُّ لها عاطفة قوية، أنّه كان هادئًا، خجولاً، متحفظًّا لا يحتمل سماع الإهانات، أمّا أفضل صديق له فكان ملاكه الحارس.
وتابع: كرّس القديس بيو نفسه للربّ وللقديس فرنسيس الأسيزي منذ سن الحادية عشرة، لم يقف أبواه في وجه دعوته ، وفي الخامسة عشرة من عمره سنة 1902 كان يتحرّق شوقًا ليمنح كلَّ شيءٍ إلى الله فرافقه والده إلى دير الآباء الكبّوشيين حيث أمضى فترة الابتداء، وهناك لبِس ثوب الرهبنة واختار لنفسه اسم الأخ بيو دي "بياترلشينا"، كان مبتدئًا مثاليًّا؛ ومنذ ذلك الحين بدأت تحدث معه ظواهر غريبة.
وأوضح: كان هذا المبتدىء الشاحب الفارع القامة يستغني عن الطعام بشكل تام مكتفيًا بالمناولة اليومية وقد أمضى واحد وعشرين يومًا يتناول القربان المقدّس فحسب، طلب منه رئيسه بأمر الطّاعة أن يأكل، أطاع لكنه تقيّأ كلّ طعامه وعندما حاول معلم الابتداء حرمانه من المناولة أشرف على الموت.
وتابع: فرض القدّيس بيّو على نفسه عذابات وإماتات، ومن عاداته السهر طويلاً ليصلّي، بَيْد أن الشيطان لم يكن مسرورًا من إماتاته الشاقة وسهره الطويل، فقد حوّل لياليه إلى حلبة صراع وعراك وجعل لياليه مضطربة، ولم يكن أحدٌ يرضى بأن يكون جاره في الغرفة، كان يرتّب حجرته ويخرج، وما إِن يعود حتى يجدها مبعثرة تمامًا، فالكتب على الأرض والمحبرة مقلوبة ومكسورة وسريره مقلوبًا، وكثيرًا ما كان يخرج في الصباح، وقد ظهرت على وجهه آثار المعركة كالأورام واللطمات الزرقاء.
وواصل: تحوّل بسرعة مذهلة إلى رجل الصلاة والشفاعة، وأهدي موهبة ذرف الدموع إذ كان يترافق مع السيّد المسيح في آلامه لرؤيته البشرية منجبلة بالخطيئة وهكذا أصبحت رسالته واضحة في نَظَره: المشاركة في سرّ الفداء، اهتمّ رؤساؤه كثيرًا بصحّته فحالما أبرز نذوره المؤبدة في 27 يناير1907، أمروا له بعطلة طويلة يقضيها في بيته الوالدي في "بياتْرَلْشينا" ليستعيد صحّته، بقي هناك حتى سنة 1916.
وتابع: سيم كاهنًا في 10 أغسطس 1910 وكان له من العمر 23 عامًا تَلا قدّاسه الأول في كنيسة رعيته اضطرته ظروفه الصحية للمكوث عدة سنوات فى قريته ثم انتقل لاحقا إلى دير يوحنا روتوندو، وبقى فيه لا يغادره حتى وفاته وانشا مشفى سماه بيت تخفيف الآلام للعناية بالمرضى.
وتابع: وكان الناس يتهافتون إليه ليعترفوا بخطاياهم، لما تمتع به من عطايا روحية فكان يقضي ساعات طوال في كرسى الاعتراف، فى خضم الحرب العالمية الثانية، علم المؤمنين أن يتسلحوا بالصلاة فانشأ جماعات صلاة انتشرت في المعمورة، ومازالت حتى يومنا هذا، نال عام 1918م نعمة سمات المسيح التى ظلت دامية تسبب له الأوجاع مدة خمسين سنة فقد كان يمشى بصعوبة على رجليه المثقوبتين، وعلى المذبح اصبحت الدماء تسيل من كفيه، حتى رحل عام 1968م أعلنه البابا يوحنا بولس الثانى قديساً عام 2002م.