بيزنطيو مصر يحيون ذكرى النبي يونان والقديس قذراتوس
أتم أتباع كنيسة الروم الملكيين البيزنطية في مصر، طقوس إحياء تذكار القديس النبي يونان وتذكار القدّيس الرسول قذراتوس الذي كان معاصراً للرسل.
واشتملت أجواء الاحتفال على عظة قالت فيها الكنيسة، على لسان رعية الكنائس: «أنا أيضًا، عندما كنت في العالم، كنت أركض أحيانًا على طرق إسبانيا، مسرورًا بجعل عدّاد السيّارة يرتفع إلى 90 كيلومترًا بالساعة: يا للحماقة! وعندما لاحظت أنّه لم يعد هناك أفق، خاب أملي كَمَن يملك حريّة هذا العالم، لأنّ الأرض صغيرة، ندور حولها بسرعة. إنّ الإنسان محاط بأفق صغيرة ومحدودة. مَن لديه نفس عطشى لأفق لامتناهية، فإنّ أفق الأرض لا تكفيه: إنّها تخنقه، ليس هنالك عالم كبير كفاية له، ولا يجد ما يبحث عنه إلاّ في عظمة الله ووسعه. يا أيّها الأناس الأحرار الذين تسافرون حول العالم، لا أحسد حياتكم في هذا العالم، فأنا المحبوس في دير وعند أقدام الصليب، لديّ حريّة لامتناهية، لديّ سماء، لديّ الله. يا لكبر هذا الحظّ أن يكون لديك قلب يعشق الله!».
واضافت: «أيّها الأخ المسكين روفايل!... واصل الانتظار، واصل الرجاء، بهذا الصفاء الوديع الّذي يمنح الرجاء الأكيد؛ ابقَ جامدًا، ومسمَّرًا، وسجين إلهك عند أقدام بيت قربانه. اسمع في البعيد الضجيج الّذي يُحدِثه الّذين يذوقون طعم الأيّام القليلة لحريّتهم في العالم؛ اسمع في البعيد أصواتهم، وضحكهم، وبكاءهم وحروبهم. اسمع وتأمّل للحظة، تأمّل بإلهٍ لامتناهٍ، بالإله الّذي صنع السماء والأرض والإنسان، السيّد المُطلَق للسموات والأرض، للأنهار والبحار. تأمّل بالذي، بلحظة، أخرج من العدم كلّ ما هو موجود، فقط لأنّه أراد ذلك».
واختتمت: «تأمّل لحظةً بحياة المسيح، وسترى أنّ ليس فيها حريّات، ولا ضجيج، ولا أصوات؛ سترى ابن الله خاضعًا للإنسان؛ سترى يسوع الطائع والخاضع، والّذي، في سلام هادئ، لا نظام حياة له سوى إتمام مشيئة أبيه. وأخيرًا، تأمّل بالمسيح المسمّر على الصليب. فما نفع التكلّم عن الحريّات؟».