«جلاد دنشواي وملك المرافعات».. تعرف على إبراهيم الهلباوي أول نقيب للمحامين
لُقب بملك المرافعات وشيخ شيوخ المحاماة، واشتهر بأنه كان يهز مصر كلها بفضل حججه القانونية خلال مرافعاته، عاش على مدى عمره يحبه البعض ويبغضه البعض، كما وصفه عبد العزيز البشري في مجلة "المرآة".. إنه إبراهيم الهلباوي، أول نقيب للمحامين في مصر.
"الهلباوي" من مواليد محافظ البحيرة فى 30 إبريل عام 1858، وكان والده يعمل بالزراعة، تلقى تعليمه بالكتاب ثم انتقت إلى الأزهر وهو من تلاميذ جمال الدين الأفغاني.
لم يتخرج الهلباوي من كلية الحقوق، بل ولم يتم تعليمه بالأزهر، ولكنه عمل بالمحاماة التي لم تكن تشترط تعليما محددا وقتها، حتى صار من أبرز المحامين وأشهرهم، إلى أن تم انتخابه أول نقيب للمحامين عام 1912.
أعد الهلباوي، في بدايته أنه تلقى الفلسفة والمنطق والبلاغة والرياضة، كما درس الفقه والنحو والمنطق على أيدي علماء الأزهر، بما جعل منه خطيباً مفوهاً وممثلاً رائعاً يمزج بين العربية الفصحى والعامية البسيطة ويتحرك بخفةٍ ورشاقة، وعنده قدر على جذب انتباه المحكمة وشدها إلى مقصاده.
بلغ من شهرته بين الأعيان أن أحدا يستطيع أن يقتل القتيل وأن يأتي بالهلباوي ليضمن له البراءة، إلا أنه قد سُجل عليه سقطة كبيرة حطت من قدره عند الكثير وهي تمثيل الإدعاء ضد فلاحي دنشواي، الذين قال في وصفهم بالمحكمة بأنه سفلة وأدنياء نفوس قابلوا الأخلاق الكريمة للضباط الإنجليز بالعصى و النبابيت.
وتسبب هذا الأمر في الكثير من الأزمات له، بل أن خطبه السياسية مع الحركة الوطنية ومحاولاته للانخراط مع الكفاح السياسي والخطب ضد الإنجليز لاحقا، كان يتم إفسادها بوصفه "جلاد دنشواي"، بما كان يقلب الإعجاب بأسلوبه إلى هتاف وتحرك ضده.
بذل الهلباوي أقصى مستطاعه للتكفير عن هذه السقطة، واتخذ حجج كثيرة لتبرئة نفسه منها أنه أجبر على ذلك سواء من الحكومة المصرية أو الاحتلال، إلا أنه لم يفلح وظل الأمر يلاحقه إلى أن توفي في 1940 عن عمر يناهز الـ83 عاما.