قتلتها سيدتها اليهودية.. من هي الشهيدة مطرونة؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الثلاثاء، بذكرى استشهاد القديسة مطرونة.
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إن في هذا اليوم استشهدت القديسة مطرونة وكانت خادمة لامرأة يهودية، وكانت مسيحية عن أبائها، وكانت سيدتها تغريها باعتناق الديانة اليهودية، فلم تقبل ولذلك كانت تهينها وتثقل عليها الخدمة.
وفى بعض الأيام أوصلت سيدتها إلى مجمع اليهود ثم عادت فدخلت بيعة المسيحيين.
ولما سألتها سيدتها إلى أين ذهبت ولماذا لم تدخلي مجمعنا، أجابتها القديسة "إن المجمع الذي لكم، قد ابتعد الله عنه، فكيف أدخله، وإنما المكان الذي يجب الدخول إليه هو البيعة التي اشتراها السيد المسيح بدمه".
فغضبت سيدتها لذلك، وضربتها ضربا شديدا، ثم حبستها في موضع مظلم، مكثت فيه أربعة أيام بلا أكل ولا شرب، ثم أخرجتها وضربتها ضربا موجعا، وأعادتها إلى الحبس فتنيحت فيه، فأخذتها سيدتها بعد موتها إلى أعلى مسكنها وألقتها إلى أسفل، ليقال انها سقطت عفوا، لأنها خافت أن تطالبها الحكومة بدمها، فداهمها السخط الإلهي فزلت قدمها وسقطت إلى أسفل وماتت وذهبت إلى الجحيم، أما القديسة فقد انتقلت إلى النعيم الدائم.
و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير الآباء القديسين و الشهداء (السنكسارات)، وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية، وهو يستخدم التقويم القبطي والشهور القبطية (ثلاثة عشر شهرًا)، وكل شهر فيها 30 يوم، والشهر الأخير المكمل هو شهر نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير. والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية.
جدير بالذكر أن “السنكسار” مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، وأن نأخذ عبرة ومثالًا من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.. فالعصمة لله وحده، ولا يوجد بشر على وجه الأرض معصومًا من الخطأ بداية من الأنبياء وحتى الطفل الوليد.