قديسة الملكيين في مصر.. من هي العظيمة في الشهيدات «أوفيميّا»؟
تحتفل كنيسة الروم الملكيين بذكرى القديسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا، وقالت عنها الكنيسة إنها ولدت في خلقيدونية، وعاشت في عهد الطاغية غاليروس، واستشهدت سنة 304، في أثناء المجمع الخلقيدوني الملتئم سنة 431، لما اختلف آباء المجمع الأرثوذكسيون وأصحاب بدعة القائلين بطبيعة واحدة في المسيح، كتب كلٌ من الفريقين بياناً بمعتقده ووضعه في التابوت المحتوي على جثمان القديسة أوفيميّا العظيمة في الشهداء.
وعندما فتحوا التابوت، وجدوا قانون المعتقد الأرثوذكسي القويم في يدها، وقانون المعتقد الهرطوقي تحت أقدامها، وبذلك ثبتت الشهيدة الإيمان الأرثوذكسي مجترحة بعد الممات أعجوبة باهرة تذكرها الكتب الطقسية بالفخر وعرفان الجميل.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة قالت خلالها: "ذاق ربّنا الموت، ولكنه في المقابل شقّ طريقًا سحق فيه الموت، فهو خضع للموت وذاق مرارته عن رضى ليدمّره رغمًا منه، لأن ربّنا "خَرَجَ حامِلاً صَليبَه" بأمرٍ من الموت، لكنّه صرخ على خشبة الصليب وأخرج الموتى من الجحيم.
هو "ابنُ النَّجَّار" الممجّد الذي نزل على عربة صليبه ووقف فوق فم مثوى الأموات الشَّرِه، ونقل الجنس البشري إلى ملكوت الحياة ولأنّ الجنس البشري سقط إلى مثوى الأموات بسبب شجرة المعرفة، فإنّ شجرة الصليب رفعته إلى مسكن الحياة، إنّ خشب شجرة الحياة قد تطّعم بالمرارة؛ أمّا خشب الصّليب، فقد تطعّم بالطيبة ليتسنّى لنا أن نرى فيه قائدًا لا تقاومه أي خليقة.
المجد لك! فقد ألقيت صليبك جسرًا فوق الموت، فيعبره البشر من بلاد الموت إلى بلاد الحياة، المجد لك! فقد كَسوت جسد آدم البشري وجعلت منه مصدر حياةٍ لجميع البشر، نعم، أنت حيٌّ! لأنّ جلاّديك تصرّفوا مع حياتك كما يتصرّف الزارعون: فهم بذروا حياتك في أعماق الأرض كما يُبذَر القمح، ليَنبُت القمح ويُنبِت معه الكثير من الحبوب أيضًا.
تعالوا نجعل من محبتّنا مبخرةً كبيرة وجامعة؛ ودعونا نجود بالأناشيد والصلوات لذاك الذي جعل من صليبهِ مبخرةً للألوهية العظيمة وأغدق علينا جميعًا بدمه وفرةً وغزارة.