الحوار الوطني.. مقرر «الإصلاح المالى»: تعظيم الإيرادات وسد عجز الموازنة على رأس أولوياتنا
أكد النائب البرلمانى السابق، الدكتور طلعت خليل، مقرر لجنة الدين العام وعجز الموازنة والإصلاح المالى بالمحور الاقتصادى بالحوار الوطنى، أن الحوار فرصة ذهبية للأحزاب السياسية لتبرهن على فاعليتها فى العمل العام من خلال تقديم رؤى وحلول مبتكرة لحل مختلف المشكلات. وأضاف، فى حواره لـ«الدستور»، أنه يؤمن بأن مشاركة الأحزاب تسهم فى حل المشكلات التى تواجه مصر عبر الاستفادة من الكوادر وأصحاب الخبرات.
■ ما رؤيتك لعمل اللجنة؟
- بشكل عام رؤية اللجنة للعمل خلال الفترة المقبلة أن نستمع لكل الأشخاص والكيانات المتخصصة التى ستشارك فى الحوار الوطنى على أن نتولى بلورة تلك النقاشات فى ورقة عمل تحتوى على خطوات محددة.
■ هل هناك قائمة بأبرز الأمور والملفات التى ستحظى بأولوية فى النقاشات؟
- من وجهة نظرى لا بد من تعظيم إيرادات الدولة بشكل قوى، لأننا نعانى من عبء الدين الذى أصبح مرهقًا جدًا، ولا بد من سد عجز الموازنة أيضًا من خلال زيادة الموارد ودون إضافة أى ضرائب جديدة.
على الجانب الآخر لا بد من خفض المصروفات وترشيد النفقات فى بعض الأوجه، إضافة إلى أن الموازنة لا بد أن تتسم بالبنود الستة الدولية مثل الشفافية والاتساق والشمول والترابط، كل هذه البنود لا بد أن تكون المرجع فى إعداد أى موازنات.
أقصد بكلمة شمول الميزانية ألا تكون إيرادات الدولة خارج الموازنة، فى النهاية ما يتم إنفاقه فى الموازنة العامة لا بد أن ينال رضا المصريين، فإذا أنفقنا مبالغ لا تنال رضاهم فسنكون أمام مشكلة كبيرة.
■ كيف ترى تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على هذا الملف؟
- الأزمة الاقتصادية العالمية تركت آثارًا على كل دول العالم، وهناك أزمات اقتصادية داخل مصر ينبغى التعامل معها.
الحوار الوطنى سيسهم فى حل تلك المشكلات ووضع روشتة للتعامل معها، بشرط أن يقف الجميع على قلب رجل واحد لمناقشة كيفية العبور من هذه الأزمة من خلال إخلاص النوايا وإعلاء المصلحة الوطنية وتنفيذ الحلول التى تم التوافق عليها.
■ وما رأيك فى الاختيارات الخاصة بالمقررين والمقررين المساعدين للحوار الوطنى؟
- الاختيارات التى خرج بها اجتماع مجلس أمناء الحوار الوطنى تتمتع بقدر عالٍ من الخبرات والثقة والتخصص فى الملفات التى يتضمنها الحوار.
كما أن هذه الاختيارات تبشر بتحقيق أهداف مرجوة من الحوار الوطنى والوصول إلى نتائج مرضية.
■ كيف تقيّم الحوار الوطنى بشكل عام؟
- نتمنى أن يكون على قدر تطلعات الشعب المصرى، وأن تسوده الجدية بالشكل الذى يمكنه من تقديم حلول فعالة لمشكلات المجتمع، لا سيما فى تلك الظروف الاقتصادية الحالية، كما يجب أن يخرج الحوار بتوصيات وحلول للمشكلات بما يضمن نجاح هذا الحوار والوقوف بجانب المواطن فى تلك الفترة الراهنة.
■ برأيك ما الهدف الرئيسى من إجراء الحوار؟
- يمثل الحوار الوطنى أهمية كبرى خاصة الآليات والمخرجات التى تنبثق عنه، فهذا الحوار ليس حوارًا مجتمعيًا وليست به توصيات فقط، فالأمر أشمل وأعم بفضل وجود متخصصين سيدلون بآرائهم فى جميع الجوانب خاصة ما يتعلق بالسياسات الاقتصادية.
ويتوجب على اللجان أن تبلور مخرجاتها بشكل واضح، لكى نصل إلى حلول، لأن الأصل فى عقد الحوار هو التوصل لحلول لما نواجهه من أزمات.
■ هل ترى أن إجراء الحوار جاء فى توقيته المناسب؟
- الحوار يعد خطوة مهمة، ولكن المهم الآليات والمخرجات التى ستنتج عنه، فالحوار جاء فى توقيت مهم فى ظل المشكلات والأزمات التى يعانى منها الاقتصاد المحلى تأثرًا بالأزمة العالمية مثل التداعيات التى خلّفتها الحرب «الروسية الأوكرانية».
■ هل يمكننا القول إن الحوار فرصة حقيقية للتشاور بين جميع القوى وتقريب وجهات النظر؟
- لا شك أن الحوار الوطنى فرصة حقيقية من أجل التشاور والتباحث من جميع التيارات والاتجاهات الفكرية من أجل العمل معًا لخدمة الوطن، وإيجاد السبل اللازمة التى تتطلبها المرحلة الحالية من حلول ومقترحات وأفكار خارج الصندوق لمواجهة التحديات.
■ البعض يحاول تشويه عمل الحوار ويدّعى كذبًا أنه للاستهلاك الإعلامى ولن يلتفت إلى مخرجاته، ما تعليقك؟
- هذه الادعاءات قفز على الأحداث، لأننا حاليًا فى مرحلة الإعداد، وعملية الحوار ذاتها لم تحدث بعد، ولا يمكن أن نتهم السلطة وندّعى أنها لا تملك الجدية أو ليست لديها الجدية فى الأخذ بمخرجات الحوار أو ما سينتج عنه.
الخطوات المقبلة وجدية الحوار ترد على المشككين وتزيل أى تخوفات لدى البعض، خاصة بعد اختيار شخصيات لها مكانتها وخبرتها التاريخية كمقررين ومقررين مساعدين للجان النوعية للحوار الوطنى بعضهم من المعارضة، وسط تنوع فى اختيار مقررى اللجان.
هذا أمر جيد يعكس جدية الحوار، ونتمنى أن يخرج حوار يكون على قدر تطلعات الشعب والمواطن المصرى البسيط، وأن نحاول أن يكون هناك تخفيف فى الأعباء الاقتصادية على المواطنين الذين تحملوا الكثير خلال الفترة الماضية.
■ كيف ترى مشاركة مختلف التيارات الفكرية فى الحوار؟
- أساس الحوار أن يفتح الباب لمشاركة جميع التيارات الفكرية وألا يكون مقصورًا على أصحاب الرؤى المتوافقة فقط، لأنه إذا تطابقت الأفكار والرؤى فستكون بلا معنى وبلا هدف.
لا بد أن نستمع لجميع الأفكار وأن تكون مختلفة ومتنوعة ولها مخرجات ودراسات جيدة وجديدة، وهذا الأمر نحن معنيون به، لأنه لم يتم اختيارنا للحديث فقط، نحن جئنا بدراسة واضحة ونأمل أن نقدم مخرجات صحيحة واضحة.
أرى أن الحوار فرصة جيدة من أجل التشاور والتباحث والالتقاء بين جميع الأفكار، من أجل العمل معًا لإيجاد السبل اللازمة التى تتطلبها المرحلة الحالية من حلول ومقترحات خارج الصندوق لمواجهة التحديات التى نمر بها.
ونتمنى أن يكون الحوار على قدر تطلعات الشعب المصرى الذى سيتابع جلساته فى القريب، وأن نحاول أن نخفف من الأعباء الاقتصادية التى تثقل كاهل المواطنين.