سياسيون عن زيارة الرئيس لقطر: تقارب الدولتين يؤسس لشراكة استراتيجية تدافع عن مصالح العرب
ثمّن سياسيون وخبراء الزيارة التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الدوحة ولقاءه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، ردًا للزيارة التى أجراها الأمير إلى القاهرة فى يونيو الماضى.
واكتسبت الزيارة والتقارب المصرى القطرى أهمية كبيرة لدى البلدين والمنطقة، لأنها تؤسس لشراكة استراتيجية تنهى سنوات من التباعد بين الشقيقتين اللتين تلعبان أدوارًا رئيسية فى حفظ استقرار المنطقة والدفاع عن مصالح الوطن العربى فى ظل موجة الاستقطاب والتباعد بين الغرب والشرق التى تتجلى مظاهرها بوضوح فى الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على اقتصاديات العالم وتوازناته السياسية.
صالح غريب: بداية انفراجة لأزمة ليبيا.. وتعزز التعاون الاقتصادى
قال الصحفى والكاتب القطرى، صالح غريب، إن زيارة الرئيس السيسى الدوحة جاءت فى توقيت مهم، نظرًا للأوضاع التى تمر بها الأمة العربية، خصوصًا فى ظل الأزمة الروسية الأوكرانية والصراع الروسى الصينى مع الغرب، والملف النووى الإيرانى، إلى جانب مناقشة تطوير العلاقات القطرية المصرية بعد تبادل الزيارات بين المسئولين القطريين والمصريين، وفى مقدمتها زيارة أمير قطر القاهرة فى يونيو الماضى.
وأضاف لـ«الدستور»: «زيارة الرئيس السيسى تأتى فى ظروف مهمة خصوصًا فيما يتعلق بالتوافق بين الدولتين لإنهاء الأزمة فى ليبيا، بعد زيارة رئيس البرلمان الليبى عقيلة صالح الدوحة ومن هنا تكمن أهمية الزيارة. وتابع أن هذه الزيارة اكتسبت أهمية قصوى؛ لأنها الزيارة الأولى للرئيس السيسى لقطر، وبذلك تنهى سنوات من القطيعة وعدم التوافق بين الدولتين فى الملفات العربية، وإنهاء هذه القطيعة مكسب كبير للبلدين والأمة العربية، لما لمصر من دور مؤثر مع قطر فى القضية الفلسطينية والأزمة الليبية. وأوضح أن زيارة الرئيس السيسى الدوحة لاقت ترحيبًا من القيادة والشعب القطرى، لأن هناك جالية مصرية كبيرة تسهم فى نهضة قطر الحديثة، ولهذا رسخت الزيارة لعلاقات قوية فى المستقبل، ولعل المشروعات الاقتصادية وتضاعفها بشكل كبير فى الفترة الأخيرة دليل على علاقات متميزة سوف تخدم الشعبين القطرى والمصرى.
وتابع: «لعل الجانب الاقتصادى هو الأبرز بعد الملف السياسى الذى حملته الزيارة، فقد وضع كل من الدوحة والقاهرة عددًا من المجالات الاقتصادية والتجارية بين البلدين حسب احتياج كل دولة». واستطرد: «وقعت الدوحة اتفاقًا مع شركة لتوريد اللحوم إلى القاهرة وزيادة عدد الرحلات الجوية بين البلدين والنقل الجوى، ولعل الاستثمار القطرى فى مصر كان يتركز فى الأراضى، مثل استصلاح الأراضى للزراعة أو بناء مجمعات فندقية أو منازل سكنية أو غيرها من الأمور التى تقدمها مصر وتسمح بالاستثمار فيها، وبالتالى سوف نشهد تطورًا وارتفاعًا فى الواردات والصادرات بين البلدين فى المستقبل بعد أن تسرى هذه الاتفاقيات وتصبح فعلية على أرض الواقع».
إيمان زهران: تبشر بمزيد من الاستثمارات فى القاهرة
ثمّن سياسيون وخبراء الزيارة التى أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الدوحة ولقاءه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، ردًا للزيارة التى أجراها الأمير إلى القاهرة فى يونيو الماضى.
واكتسبت الزيارة والتقارب المصرى القطرى أهمية كبيرة لدى البلدين والمنطقة، لأنها تؤسس لشراكة استراتيجية تنهى سنوات من التباعد بين الشقيقتين اللتين تلعبان أدوارًا رئيسية فى حفظ استقرار المنطقة والدفاع عن مصالح الوطن العربى فى ظل موجة الاستقطاب والتباعد بين الغرب والشرق التى تتجلى مظاهرها بوضوح فى الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على اقتصاديات العالم وتوازناته السياسية.
كشفت الدكتورة إيمان زهران، أستاذة العلاقات الدولية، عن أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الدوحة تأتى أهميتها فى ظل عدد من السياقات الإقليمية والدولية، أبرزها أن الزيارة تأتى قبل انطلاق القمة العربية بالجزائر خلال نوفمبر المقبل، وكذلك أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك.
وأضافت «إيمان»: «كما تتزامن الزيارة مع جملة من التطورات الدولية المتسارعة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع والمستجدات بالشرق الأوسط، والعملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وانعكاساتها المتباينة على عدد من الملفات الحيوية، وفى مقدمتها ملف الأمن الغذائى وملف الطاقة وملف اللاجئين». وأكدت أن الزيارة تأتى فى إطار البناء على ما سبق من توافقات وتفاهمات المباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين، بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائى المشترك على جميع الأصعدة. وبالنظر إلى حجم استثمارات قطر فى القاهرة، فهناك ما يقرب من ٤٥٠٠ شركة مصرية وقطرية، تستهدف القطاعات المصرفية، والعقارات والفنادق. وأشارت إلى أنه عقب إطلاق الحكومة وثيقة سياسة ملكيتها، والتى حددت أهدافًا فيما يتعلق بالحزم التحفيزية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وزيادة حجم القطاع الخاص، فضلًا عن العديد من الخطوات لتهيئة المناخ الاستثمارى ودعم استقراره بالقاهرة، وهو ما دفع العديد من الصناديق السيادية بمنطقة الخليج للاستثمار بالشركات المصرية، ومن ثم فمن المتوقع أن تُسفر الزيارة عن جذب مزيد من الاستثمارات القطرية إلى مصر.
طارق فهمى: تدشن مرحلة جديدة من «الفوائد المتبادلة»
أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى قطر تمثل مرحلة جديدة من العلاقات المصرية القطرية، تدعم التعاون العربى المشترك، خاصة قبل عقد القمة العربية فى الجزائر، نوفمبر المقبل، كما أن هناك إمكانية للتركيز على القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الملف الليبى وقطاع غزة والتطورات على الساحة السورية وبحث أمن الخليج العربى.
وأضاف «فهمى»: «نحن نتحدث عن مرحلة عنوانها (المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة)، خاصة أن أمير قطر زار مصر بالفعل منذ أشهر، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات، وهناك عدد من مجالات التعاون المشترك بين البلدين، ولن تتوقف الاستثمارات القطرية فى الأصول المصرية، لا سيما أن قطر تبنى شراكة جديدة مع مصر، وهناك قضايا إقليمية محل تعاون أيضًا».
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن زيارة السيسى مهمة، فهى تأتى بعد ٣ أشهر من زيارة الشيخ تميم بن حمد القاهرة، ومناقشة قضايا متعددة، فضلًا عن تطوير العلاقات فى منطقة الخليج، لا سيما أن قطر ثمّنت دور مصر الاستراتيجى فى حماية الأمن القومى العربى والخليج خلال لقاء الرئيس السيسى والشيخ تميم بن حمد.