ملتحٍ ومنتقبة يشردان فتاتين فى الشارع ويتحديان قرار الدولة
واقعة مؤسفة شهدتها منطقة شارع المحولات بالهرم، بعد قيام صاحب عقار بطرد وتشريد شقيقتين في العقد الثاني من عمرهما من شقتهما الكائنة بنفس البناية، وهما "رانيا عبدالبديع" خريجة ثقافة وإعلام، وشقيقتها الكبرى "هبة عبدالبديع" مهندسة زراعية، طمعاً منه في التعويض المالي الذي خصصه لهم جهاز تعمير القاهرة الكبرى، بعد صدور قرار بإزالة المبنى لتنفيذ أحد المشروعات القومية للدولة، وهو مشروع محور عمرو بن العاص الذي يربط بين الطريق الدائري الشمالي والطريق الدائري الجنوبي بمحافظة الجيزة، لتجد الفتاتان نفسيهما في الشارع، لم تجدا مكانا تحتميا به من بطش هذا الشخص وأسرته سوى مسجد قريب من محل سكنهما، لتمكثا به، وتتخذانه سكنا مؤقتا لهما حتى تحصلان على تعويض جهاز التعمير.
كانت بداية الأزمة- على حد وصف رانيا- عندما حضر إلى العقار موظفو جهاز تعمير القاهرة الكبرى، لحصر المنازل الخاضعة لتنفيذ مشروع محور عمرو بن العاص، وتعويض أصحابها التعويض المناسب، سواء أصحاب الأملاك أو حتى الإيجار الجديد، وهو ما ينطبق عليها هي وشقيقتها، حيث قالت: "قمنا بإيجار هذه الشقة منذ شهر أبريل الماضي، عقب وفاة والدتنا، ومنذ تلك اللحظة حررنا عقد إيجار جديد مع صاحب العقار، ونقوم بدفع فواتير الإيجار والمياه والكهرباء بصفة شهرية، وجميع الإيصالات والأوراق موجودة معانا، فوجئنا منذ عدة أسابيع بموظفي جهاز تعمير القاهرة الكبرى، يخبروننا بوقوع المنزل في حيز تنفيذ أحد المشروعات القومية".
وأضافت: "سيتم تعويض أصحاب العقار وأيضًا مستأجري الشقق بنظام القانون الجديد، عن أي ضرر يلحق بهم، وبالفعل تواصلنا معهم وقدمنا جميع الأوراق المطلوبة، وقاموا بإبلاغنا بأننا من مستحقي التعويضات، وقمنا بإنهاء جميع الإجراءات القانونية مع الجهاز، وفي انتظار وصول شيك التعويض، وبمجرد علم أسرة صاحب العقار بالأمر، قاموا بمهاجمتنا، ومحاولة الاعتداء علينا بسكاكين المطبخ، اعتراضًا منهم على قرار جهاز تعمير القاهرة الكبرى بتعويض مالي لنا، وطمعًا في صرف التعويض لهم، بجانب التعويض الذي سيحصلون عليه بصفتهم ملاك العقار".
وتابعت: "وخوفًا على أرواحنا، قمنا بتحرير محضر إثبات حالة وعدم تعرض ضدهم، ولكننا لم نستطع الصعود إلى الشقة مرة أخرى من وقتها بسبب قيامهم بتوجيه أفظع الشتائم لنا، وكل ما حاولنا فعله هو الحصول على ملابسنا فقط، ومن وقتها نعيش داخل أحد المساجد المجاورة للمنزل، في انتظار توقيعهم على محضر عدم تعرض، وأيضاً موعد صرف التعويض والحصول على شقة في مكان آخر".
وأكدت شقيقتها الكبرى "هبة" أن ما حدث معهما بسبب طمع أصحاب العقارات الذين يتظاهرون بالتدين وارتداء النقاب وتربية اللحية، وهو عكس تصرفاتهم تمامًا، مطالبة الجهات المسئولة بسرعة إنقاذهما مما يحدث لهما، ومعيشتهما في المسجد بصفة يومية، موجهة الشكر في الوقت نفسه للشخص المسئول عن المسجد للاستجابة لهما وحمايتهما من الشارع.