«افتراء».. مى نور الشريف توضح حقيقة بيع مقتنيات والدها
الفنان الراحل نور الشريف عرف عنه العلم الغزير والرغبة في انتهام العلوم والآداب من أمهات الكتب، واشتهر بتنظيراته في السينما والمسرح، وبمشاهدة أعماله نكتشف أنها كانت تحمل شحنة ثقافية إبداعية بعمق وبساطة في آن واحد، كما أن الكثير من أعماله كانت في الأصل نصوصا لكتاب من أصحاب القامات العالية وفي مقدمتهم أديب نوبل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وعلاء الأسواني وغيرهم، كما جسد العديد من الشخصيات من صناعة وحضارة الأمة كلها وعلى رأسها "ابن رشد" والرسام ناجي العالي وغيرهما، ولا أحد ينسى وقوفه على خشبة المسرح يؤدي أدواره بعذوبة بلغة عربية فصحى تبهر كل من يحضره، كل هذا وراءه امتلاك نور مكتبة كبيرة تحوي آلاف الكتب والمراجع والتحف الفنية.
شائعات عن بيع مقتنيات نور الشريف على الأرصفة
توفى نور الشريف في الحادي عشر من أغسطس 2015 وأثير جدل واسع عقب وفاته حول مكتبته الثرية وحول مصيرها، إلى أن خرجت الشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي مصحوبة بصور لمقتنيات الفنان الراحل الخاصة مع أخبار تؤكد عرضها للبيع على الأرصفة وفي سوق الأنتيكات وعلى الأرصفة، وهو ما تسبب في حزن الوسط الثقافي ومحبيه المقدرين بالملايين في مصر والوطن العربي.
مي نور الشريف: لم نفرط في مقتنيات والدي وعلى المتشكك زيارة جناحه في مكتبة الإسكندرية
تواصلت" الدستور" مع ابنته الفنانة مي نور الشريف لمعرفة حقيقية ما حدث فردت قائلة: "إزاي نفرط في حاجات بابا، قبل ما الناس تتكلم تروح تتفرج عليها في مكتبة الإسكندرية"، وقد أوضحت في حالة غضب شديدة أن الحديث عن التفريط في مقتنيات الفنان نور الشريف هو نوع من الافتراء على الفنانة بوسي وبناته، ومن باب أولى أن يطالب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بأن يتم إنشاء متحف يضم مقتنياته، التي لا تقتصر على الكتب فقط، ولكن العديد من التحف واللوحات، علاوة على أزياء من شخصيات قد أداها.
وتكمل ابنة الراحل أنه بعد وفاة والدها رفضت أن تغير من ديكور المنزل، حتى بعد عودة أمها الفنانة بوسي للعيش فيه، حافظت على ذات الشيء ولم يحركوا أي منها، وكان اختيارهم لإيداع مقتنياته داخل مكتبة الإسكندرية بديلًا عن تركها في المنزل هو للمحافظة عليها ووضعها إرثا تستفيد به كل الأجيال القادة والبشرية عمومًا، كونها واحدة من أكبر المكتبات في الشرق الأوسط والعالم، وهو أسوة بعدد من المفكرين والفنانين الراحلين ومنها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.
مدير مكتبة الإسكندرية: مقتنيات نور الشريف في يد أمينة ولم تُمس
وفي هذا السياق تواصلت "الدستور" مع مدير مكتبة الإسكندرية أحمد زايد الذي نفى بدوره صحة تلك الأنباء التي تتحدث عن بيع مقتنيات نور الشريف قائلًا: المكتبة لها تاريخ طويل في حفظ الوثائق والكتب والمقتنيات الخاصة، ولا يمكن أن ترمي أو تفرط في أي غرض يودع إليها، والحديث عن ذلك يسيء لأكبر صرح ثقافي في مصر، ولها أسلوب في حفظ الوثائق والكتب معروف منذ تم إنشائها قبل 20 سنة، وقام بوضعه والإشراف عليه متخصصون في هذا المجال.
وأكمل أن نور الشريف فنان عظيم يجب الحفاظ على مقتنياته، وما وصلنا من أسرته في مايو 2016 حوالي 6 آلاف و22 كتابا، بالإضافة إلى 167 ورقة تضم أوراقا وعقودا خاصة بشركات إنتاجية، و9 كراسات بخط يد نور الشريف تحتوي خواطر وملاحظات.
وأردف أن تلك المقتنيات تجاور ما أودعه ورثة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل من ممتلكاته، وجميعها موجودة في المكتبة ومفهرسة ومدونة، والكتب موجودة بالعدد على الأرفف ويمكن لأي شخص الاطلاع عليها.
كما نفى مدير المكتبة تسلم مقتنيات أخرى غير المذكورة التي أشيع أنها تُباع حاليًا قائلا: المكتبة لم تتسلم ألبومات ولا صورا ولا جوائز ولا دروعا تخص نور الشريف غير ما ذكرته، ولدينا تأمين وكاميرات في مكتبة الإسكندرية لا يوجد في أي مؤسسة في مصر، لذا إن سرقت فهي من منزله وليست من المكتبة .
المكتبة في بيان رسمي: يمكن لمحبي نور الشريف زيارة مقتنياته في جناح خاص
وفي بيان رسمي صادر عن مكتبة الإسكندرية، أعلنت عن أنه لا علاقة لها بما تم تداوله مؤخرا في مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود بعض مقتنيات الفنان الراحل نور الشريف تباع في الأسواق والمزادات.
وأكدت المكتبة أنها قد تسلمت إهداءً من أسرة الفنان الراحل في مايو 2016، حصلت بموجبه على حوالي 6022 كتابًا، بالإضافة إلى 167 ورقة، وهي عبارة عن بعض الأوراق والعقود الخاصة بشركته الإنتاجية، وكذلك 9 كراسات بخط يده مدون بها بعض الخواطر والملاحظات، ويمكن للزائر تفقد الكتب بقاعة اطلاع المجموعات الخاصة والكتب النادرة بمستوى B2، حيث إنها مفهرسة ومدرجة على قاعدة بيانات المكتبة ويمكن للزائرين والباحثين الاطلاع عليها في أي وقت.