القصة الكاملة لمأساة أسرة فقدت طفلها فى «بالوعة» أثناء عودته من درس للقرآن بسوهاج
شهدت محافظة سوهاج خلال الأيام الماضية حادثًا مأساويًا راح ضحيته طفل بريء في عمر الزهور كان عائدًا من درس لحفظ القرآن الكريم، مما أثار ردود فعل وسخط واسع من أهالي المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنه الطفل الوحيد لأختين شقيقتين، وكان خلوقًا ومتفوقًا في دراسته، وحريصًا على حفظ القرآن الكريم.
بداية و تفاصيل الواقعة
«آلو النجدة إلحقونا فيه عيل وقع فى بلاعة صرف صحي في أول شارع سيتي وغرق».. بهذه الجملة تلقت عمليات النجدة اتصالًا من أحد المارة، وعلى الفور تم إخطار جميع الجهات المعنية من قوات الإنقاذ النهرى ومدير الأمن وقسم شرطة ثان سوهاج وحى شرق والإسعاف لمكان البلاغ عقب التأكد من صحته.
وباجراء التحريات الأولية وسؤال المارة تبين سقوط طفل 11 عامًا يدعى عمر أشرف تلميذ بمدرسة «الأرقم الخاصة» أثناء عودته من درس لحفظ القرآن الكريم بشارع «سيتي» الذي تتم فيه أعمال تطوير على يد مقاولين ليلقى مصرعه في الحال، حيث تبين أنها ترعة مغطاة وليست بالوعة صرف صحي، بشارع سيتى بدائرة مركز ومدينة سوهاج.
انتشال الجثة والتصريح بالدفن
على الفور حضرت القيادات الأمنية بالمحافظة مصطحبة معها قوات من الإنقاذ النهري للبحث عن الطفل داخل الترعة المغطاة في المكان الذي سقط فيه حتى تم العثور على الجثة بمساعدة الأهالي وذلك في تمام الساعة الخامسة عصرًا حتى قبل أذان المغرب.
وتم إخطار النيابة العامة وتحرير المحضر اللازم لمعرفة وجود شبه جنائية من عدمه، فى المقابل كلف اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج بتحويل الأمر للنيابة العامة للكشف عن الإهمال والتقصير فى ترك الترعة بدون غطاء من عدمه.
الري وشركة مياه الشرب بسوهاج ينفيان مسئوليتهما عن الترعة سبب الحادث
من جانبه، قال المهندس مجدي إبراهيم وكيل وزارة الري بسوهاج، إن الترعة تتبع بالفعل الإدارة العامة للصرف، وأنه جرى تغطيتها في عام 2010، لافتًا إلى أن جميع تغطية فتحات الترع تكون بالخرسانة المسلحة وليس بالحديد الزهر.
وأضاف «إبراهيم»، في تصريحات صحفية، أن المنطقة الآن بالكامل في مرحلة تطوير لخطوط المياه والصرف، وجميع المرافق، بخلاف أعمال التجميل، وبالتالي فالترعة خارج ولاية مديرية الري، وبدورها الآن في ولاية المقاول الذي ينفذ مشروع التطوير، بعمل فتحات في الترعة لها أغطية حديد زهر، وعمل جزيرة في المنتصف تخدم الشارع، وذلك بإشراف من الوحدة المحلية لمركز ومدينة سوهاج، لافتًا إلى أن ما يتردد هو أن المقاول شال الأغطية الزهر من الفتحات أثناء العمل.
بدوره، نفى المهندس محمد صلاح الدين عبدالغفار، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، مسئولية الشركة عن الفتحة المكشوفة بالترعة المغطاة التي سقط بها الطفل أثناء عودته من درس لحفظ القرآن الكريم، مما نتج عنه غرقه ووفاته.
وقال «عبدالغفار»، في تصريحات له، إنها ليست بلاعة ولكن الطفل المذكور وقع في فتحة ترعة مغطاة مسروق غطاؤها، وتم انتشال جثته، والموضوع ليس له علاقة بشركة المياه أو الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، ورغم ذلك قامت الشركة بإرسال فريق عمل قام بتغطية 4 فتحات مكشوفة في الترعة بعد سرقة أغطيتها، مؤكدًا تعاون الشركة مع أي بلاغات بوجود بلاغات أوفتحات ترع مكشوفة وتغطيتها.
وأكد عبدالغفار، أن فتحات أعلى الترع لا تخص شركة المياه، ومسئولية الشركة هي فتحات بلاعات خطوط الصرف الصحى، وهناك متابعة مستمرة لها للتأكد من أنها ليست مكشوفة وتتم تغطيتها في حال سرقة أغطيتها.
النيابة تصرح بالدفن والأهالى يشتاطون غضبًا
وفي حالة من الحزن والأسى شيع المئات من أهالي قرية «باصونة» بمركز المراغة، جثمان الطفل إلى مثواه الأخير بمقابر أسرته بمسقط رأس والده، بعد تصريح النيابة العامة بدفنه لعدم وجود شبهة جنائية في الحادث.
وعمت حالة من الحزن والاستياء بين أوساط الأهالي بمختلف أنحاء محافظة سوهاج، وتحولت صفحات «فيسبوك» إلى دفتر عزاء في وفاة الضحية، مع هجوم على مسئولي المحافظة واتهامهم بالإهمال وعدم المتابعة، مطالبين بتحديد المتسببين الحادث لعدم تكراره.
محافظ سوهاج يشكل لجنة من الرى وشركة المياه والوحدات المحلية لمراجعة البلاعات
وقرر اللواء طارق الفقي، تشكيل لجنة من الري والصرف الصحي والوحدات المحلية لمراجعة غرف التفتيش بنطاق المركز، وتغطية بالوعات الصرف الصحي والري المفتوحة.
كما أعادت صب أسقف غرف التفتيش المتهالكة، وضع علامات وأشرطة تحذيرية علي المناطق الجاري بها العمل حفاظًا على سلامة المواطنين، وذلك في إطار توجيهات اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، بتفقد الشوارع وتغطية البالوعات ووضع إشارت تحذر المارة منها.
برلمانية تقدم استجواب لوزيرى الري والتنمية المحلية بسبب غرق الطفل بالترعة المغطاة
وتقدمت النائبة نانسى نعيم عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لوزير الري بعد غرق الطفل عن من المسئول عن تغطية الترع.
وقالت النائبة عبر صفحتها الرسمية: «عن واقعة سقوط طفل بإحدى البلاعات وفقط في محافظتنا تسأل الحي يقولك مجلس المدينة تسأل مجلس ومدينة سوهاج يقولك أنا باكتب تقارير واخليت مسئوليتي (شارع سيتي بالذات مقسوم نصين نص حي شرف ونص مجلس مدينة) تسأل المحافظة يقولك ده وزارة الري».
وتابعت نعيم: «بناءً عليه: تقدمت بسؤال لوزير التنمية المحلية ووزير الري بخصوص سقوط أحد الأطفال في بلاعة غير مغطاة بشارع سيتي، حيث إن المنطقة محل الحادث هي ترعة مغطاة منذ سنوات وبها فتحات تقوم الوزارة بتعقيم الترع من خلالها وبسرقه الغطاء لهذه النقطة تعرض أحد الأطفال للسقوط بها مما أدي إلى وفاته على أن يكون الرد مكتوبا عملًا بحكم المادة 200 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب».