الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة الأب يعقوب أسقف مصر
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بذكرى نياحة الأب يعقوب أسقف مصر.
وقال كتاب التاريخ الكنسي «السنكسار» الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا والذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إنه في مثل هذا اليوم من سنة 804 ش (28 أغسطس سنة 1088 م) في عهد رئاسة البابا كيرلس الثاني البطريرك ال 67 تعيد الكنيسة بتذكار الأب الطاهر القديس يعقوب أسقف مصر. اشتاق هذا القديس إلى عيشة الرهبنة منذ حداثته فمضي إلى برية القديس مقاريوس وسكن في قلاية هناك سنين كثيرة ثم رسموه رئيس شمامسة علي كنيسة دير الأنبا يحنس. ونظرا لحسن سيرته وعظم فضله وتقواه رسموه أسقفا علي مصر. فلما جلس كرسي الأسقفية زاد في صلاته ونسكه وعبادته وقد استمر مدة رئاسته معلما ومرشدا ورادعا للخطاة ولما أكمل جهاده الحسن مرض ثم استدعي شعبه وأوصاهم محذرا إياهم أن لا يستهينوا بالوصايا الإلهية مبينا لهم كيف تكون دينونة الخطاة وبعد ذلك رسم علي وجهه علامة الصليب المجيد وأسلم روحه الطاهرة بيد الرب.
يذكر أن الكلمة العربية "أسقف" مقتبسة عن اللفظ اليوناني "أبسكوبوس" التي معناها "مشرف". وهذه الكلمة اليونانية استعملت في الترجمة السبعينية عن ألعازار الكاهن وعن قواد الجيش وقد استعملت هذه الكلمة خمس مرات في العهد الجديد. ففي (أعمال 20: 28) يدعو الرسول بولس شيوخ كنيسة أفسس "أساقفة" ويقول إن واجبهم أن يرعوا كنيسة الرب. وكان في كنيسة فيلبي عدد من الأساقفة (فيلبي 1: 1). وفي (1 تيمو 3: 2-7) يعدد الرسول المؤهلات التي ينبغي أن تتوفر في الأسقف. أمّا الموظفون الآخرون الذين يذكرهم الرسول فهم الشمامسة وفي (تيطس 1: 5- 9) يذكر الرسول مرة ثانية المؤهلات التي ينبغي أن تتوفر في الأساقفة الذين يذكرهم أيضًا باسم الشيوخ.
ويمكن أن تلخص هذه المؤهلات فيما يأتي:
أنه ينبغي أن يكون الأسقف زوج امرأة واحدة وله أولاد في الخضوع، وينبغي أن يكون طاهر الخلق كن طاهر الخلق كريمًا جوادًا، وينبغي أن يكون له صيت حسن لدى الذين هم في الخارج، وينبغي أن يكون صحيح الإيمان سليم المعتقد، ومن جهة المقدرة الشخصية ينبغي أن يكون كفؤًا، قادرًا على أن يعلم الآخرين. وقد اكتمل نضوجه من حيث السن، ومن الواضح أن الرسول يتكلم عن نفس الوظيفة الواحدة، مرة باسم شيخ ومرة باسم أسقف. وفي (1 بط 2: 25) يدعى المسيح راعي النفوس وأسقفها.