كيف تؤثر مواقع الفتاوى المتشددة على المستفتي وسبل الإقناع؟
أجرت دار الإفتاء دارسة لتوضيح السبل التي تستخدمها المواقع المتشددة لطرحها فتاوى شاذة تؤثرعلى المستفى، وكشفت الإفتاء أن التأثير "الشكلي" بموقع "إسلام ويب"، تعتبر متمثلة في تصميمه وتصفحه وتطويره وأقسامه من أكثر الجوانب التي يهتم بها القائمون على الموقع، الأمر الذي أهله للفوز أكثر من مرة بالجائزة الأولى في "المحتوى الالكتروني"؛ وهي الجائزة التي تمنح لأفضل موقع حكومي إلكتروني من حيث: فعالية المحتوى وتكامله والتقنيات والتصميم وسهولة التصفح والاستخدام والشمولية، ومن الملامح التي تؤكد ذلك:
- تصميم الموقع وأرشفته على نحو يراعي المعايير العامة في التصميم؛ ما يحسن من فرصته في الظهور في النتائج الأولى على محركات البحث، ومن هذه المعايير:تنفيذ التصميم باستخدام تقنيات التصميم العالمية القياسية بما يتوافق مع الأداء الجيد لتصفح الموقع.اعتماد أشهر اللغات وقواعد البيانات: PHP, MySQL أو أكواد الـ html5 والتقنيات الحديثة بشكل عام.فحص الموقع بحيث يكون خالي من (Back door)، والذي يعمل على فتح بعض الثغرات الأمنية في النظام، وبالتالي يمكن اختراقه أو إصابته.فحص التوافق للموقع مع كافة متصفحات الإنترنت: Internet Explorer, Firefox Chrome.. وغيرها.
- ربط كافة الروابط الرئيسية أو الفرعية في كافة الصفحات، وتخصيص روابط مواقع التواصل الاجتماعي كل محتوى في صفحة، والطباعة وغيرها بحيث يتم نشر المقال أو الخبر بسهولة من قبل المستخدم.
- تخصيص أقسام منفصلة لفئات وموضوعات إسلامية محددة؛ مثل: أقسام للصم، والأطفال،والشباب. وأخرى لموضوعات ثابتة مثل: شهر رمضان، والحج والعمرة، على النحو التالي:
- تخصيص بوابة افتائية ودعوية بالموقع للصم تقوم على ترجمة المواد الشرعية إلى لغة الإشارة العربية والدولية وعرضها على هيئة فيديوهات.
- تخصيص قسم بعنوان "بنين وبنات" للأطفال يتسم بأسلوب عرض جاذب للطفل،متضمنًا؛ تعليم قصص القرآن وقصص الأنبياء والأخلاق والعلوم... وغيرها.
- تخصيص قسم لـ"المواريث" يتضمن؛ حاسبة الميراث، وإحالة المسائل المعقدة كالمناسخات ومسائل الحمل والمفقود والوصايا ونحوها مما يتطلب إجابة مباشرة ومحررة إلى قسم الفتوى.
- تخصيص قسم بعنوان"نافذة واحة رمضان"، والتي بلغ عدد متصفحوها عام 2017 (670.751) مشاهدة إلكترونية؛ تعني بتناول كل جوانب العبادات الخاصة بشهر رمضان.
- تخصيص قسم بعنوان "نسك"؛ يحتوي فتاوى ثابتة لكل التساؤلات بشأن أحكام الحج.
- تخصيص قسم بعنوان "للشباب فقط" يتضمن عدد من المقالات التي تهم فئة الشباب، تشمل موضوعات: ضوابط فترة الخطوبة، التدخين، الأخلاق، الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام،...وغيرها من القضايا).
- التفاعل الكبير مع الجمهور بأكثر من وسيلة سواء بالاعتماد على المسابقات، وإتاحة الفرصة لإضافة صور لألبومات الموقع، وتقديم الاقتراحات،... وغيرها من السبل.
- تعدد خدمات الموقع بحيث يسهل على المستخدم الوصول إلى المعلومات؛ مثل: ربط الأعلام بتراجمها، بحيث يستطيع المستخدم ومن خلال تصفحه لمحتويات المكتبة الوصول إلى ترجمة الأعلام الواردة أسمائهم في صفحات المكتبة المختلفة.وتخريج الأحاديث النبوية بعزوها لمصادرها مع عرض شرح وافي لهذه الأحاديث.وتفسير الآيات القرآنية، من خلال عرض تفسيرها في جميع كتب التفسير الموجودة في البرنامج في وقت وحد، مع عرض سبب نزول الآية إن وجد.
أما عن التأثير الخطابي فإنه إلى جانب الاهتمام بتصميم الموقع وشكله؛ يحرص القائمون على الموقع على تنويع محتوى وأدوات الخطاب الذي يتم تقديمه للمتلقي لتحقيق أكبر قدر من المتابعة، ويمكن ملاحظة مظاهر التأثير الخطابي، بالنظر لما يلي:
- التأثير على عواطف المتلقي من خلال استخدام لغة انفعالية والاستشهاد بأحاديث الترهيب والترغيب، ما يسهل عملية تقبل المتابع لخطاب الموقع بصورة عاطفية وليست عقلية.
- الإكثار من الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين وبعض أقوال الشيوخ المعاصرين؛ مما يوحي لمتلقي خطاب الموقع من العامة أن القائمون على الموقع يتسمون بالعلم الغزير وبالتالي ترسيخ مبدأ الثقة في كل ما يصدر عنهم وتقبل المتلقي خطاب الموقع دون تفكير.
- الإكثار من المسابقات العلمية التي يشترط الموقع أن تكون الإجابة عليها من محتوى المادة العلمية المعروض في المواقع وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يزيد من التفاعل داخل الموقع، إلى جانب إنه يزيد من البحث في المادة العلمية للموقع وتشربها في ذهن المشارك في المسابقة.
- الاعتماد على أسلوب "الأثر التراكمي"؛ القائم على تكرار الفتوى بنفس الطريقة أو بطريقة مختلفة، ما يؤدي إلى ترسيخها واستقرار معانيها عند السائل، وزيادة نسبة تذكرها لديه، حيث يقوم الموقع بتكرار الفتوى الواحدة في أكثر من موضع ويربط بعضها ببعض، كما أنه يحيل السائل إلى الفتاوى المشابهة.
- الحرص على إظهار التقارب والود والمعرفة التامة بالمستفتي وأحواله من خلال؛ الإجابة على كل تساؤلات المستفتيين حتى لو تكرر، والدعاء للمستفتي، وفي كثير من الأحيان يجيب الموقع بأن المستفتي عليه تجنب الوساوس حيث يبدو من تساؤلاته السابقة إنه يعاني من وساوس. وكل هذه الأمور تعمق من ثقة المستفتي في الموقع والقائمين عليه.
- تجنب الإجابة على التساؤلات ذات الطابع السياسي أو التعقيب على الفتاوى الصادرة من الجهات الإفتائيةالرسمية بشكل مباشر؛وبالتالي لا يخسر الموقع أي من المتابعين باختلاف توجهاتهم.