حدث تاريخي على أرض الواحات: تعامد الشمس على «معبد هيبيس» بالخارجة
شهدت محافظة الوادي الجديد، اليوم الثلاثاء، حدث تاريخي على أرض الواحات بعد تعامد الشمس على قدس أقداس معبد هيبيس بمدينة الخارجة، بعد شروق الشمس في تمام الساعة ٥:٣٩ بالتوقيت المحلي لمدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادي الجديد بمصر وتوثيق لتعامد أشعة الشمس على قدس أقداس معبد هيبيس أشهر المعابد الأثرية والمتبقي من العصر الصاوي الفارسي والبطلمي
وقال الدكتور عبد العزيز طنطاوي رئيس جامعة الوادي الجديد، أن هذا الحدث يظهر مرتين في العام "يومي ٧ إبريل و٦ سبتمبر" من كل عام حيث تقوم أشعة الشمس بالتسلل من مدخل المعبد الرئيسي إلى محوره الذي يصنع مع الشمال الحقيقي زاوية قدرها ٨٢,٦ درجة باتجاه عقارب الساعة وهي نفس الزاوية الأفقية التي تصنعها الشمس ظاهرياً عند شروقها في اليومين المذكورين ، ما يعني أن تصميم المعبد روعي فيه توجيه محوره الرئيسي بحيث تتم ظاهرة التعامد على قدس أقداسه في هذين اليومين دون غيرهما، وهو الأمر الذي أعطى لهذين اليومين خصوصية متصلة بالثقافة الدينية والشعائرية المرتبطة بهذا المعبد والتوقيت الذي بني فيه وربط بين مواسم الزراعة والحصاد.
وأضاف طنطاوي أن أهمية هذا المعبد تكمن في كونه يمثل العصور التاريخية المختلفة الفرعونية والفارسية والبطلمية والرومانية ، كما أنه المعبد المصري الوحيد المتبقي من العصر الصاوي الفارسي وشيد لعبادة الثالوث المقدس (آمون- موت -خونسو).
يذكر أن المعبد يحمل اسم واحة الخارجة (هبت - هيبس) ، وقد شُيِّدَ على مساحة قدرها ٧٩٨ متراً مربعاً (طوله ٤٢ متراً وعرضه ١٩ متر) في عصر الملك الفارسي دارا الأول (٥١٠-٤٩٠ ق.م)على بقايا معبد قديم يرجع الي عصر الأسرة السادسة والعشرين (٦٦٤ ق.م) ، وربما كانت له أصول قديمة ترجع الي عصر المملكة المصرية الوسطى (حوالي ٢١٠٠ ق.م) ، وفي العصور اللاحقة للعصر الفارسي أضيفت للمعبد إضافات عديدة حتى اكتملت عناصره وكان ذلك في الفترة ما بين عام ٣٩٠ ق.م و٦٩م.
واسم "هيبس" هو الاسم القديم لمدينة الخارجة والاسم اليونانى للكلمة المصرية القديمة "هبت" التي تعنى المحراث.