دراسة لـ«الإفتاء»: المواقع المتشددة تسيطر على كل محركات البحث.. فاحذروا منها
فى ظل التطور التكنولوجى الهائل بات استخدام محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعى أسهل وسيلة للوصول للإجابة عن أى تساؤل، حتى فى الشأن الفقهى والشرعى، إلا أنه فى حال قادتك الظروف للاستعلام عن حكم شرعى من خلال تصفح الإنترنت، سوف تجد أولى النتائج صادرة عن المواقع ذات الطابع المتشدد، ولن تظهر المؤسسات الدينية الرسمية المصرية سوى فى آخر نتائج البحث.
ومنذ أيام، حذر الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، من تلك الظاهرة، حيث أوضح أن محرك البحث «جوجل» أصبح مصدر معرفة الدين عند الكثير من الناس، من خلال الاختيارات العشوائية للمواقع السلفية والإخوانية التى تتصدر محرك البحث الشهير.
وكانت لدار الإفتاء المصرية دراسة حول «تحليل النهج الإفتائى للمواقع الإلكترونية الإسلامية.. دراسة حالة موقع (إسلام ويب)».
وقالت الدار، فى دراستها، إن هناك عددًا من الخصائص الفنية والتفاعلية لا بد أن تتوافر للمواقع الإلكترونية لكى تكون قادرة على تحقيق عنصر التميز فى طرح محتواها، والجذب لأكبر عدد ممكن من المتلقين. وتتمثل الخصائص الفنية، وهى المرتبطة بالجوانب التقنية والربط بمحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعى، فى توافق تصميم الموقع مع محركات البحث وقواعد الأرشفة، وتصميم الموقع الإلكترونى بتقنية «Responsive design» حتى يمكن عرضه بشكل مناسب على الهواتف الذكية، وإنشاء لوحة تحكم خاصة لإدارة جميع المحتويات، بجانب ربط الموقع الإلكترونى بمواقع التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب، جوجل بلس، لينكيد إن، والاهتمام بسرعة تحميل الصفحات فى الموقع.
أما الخصائص التفاعلية، فهى المتعلقة بمحتوى الموقع والتعامل مع الجمهور، وتتطلب جودة المحتوى من حيث وفرة المعلومات المنشورة وشمولها وتغطيتها مجالات تخصص الموقع وأهدافه مع توافر سهولة تصفح الموقع. وأشارت الدراسة إلى أن كل هذه العوامل فطنت إليها الجماعات المتطرفة وباتت تراعيها بشكل دقيق عند بناء المواقع الخاصة بها مع عملية تطوير المحتوى الرقمى المعروض عليها، مما جعلها تتصدر كل محركات البحث.
وتناولت الدراسة شرحًا تفصيليًا للمحتوى الذى يقدمه موقع «إسلام ويب»، حيث عملت على تحليل المحتوى المطروح من خلال الموقع وإبراز الأخطاء الواردة فيه التى تمثل خللًا جسيمًا فى مضمون وشكل الفتوى المقدمة للجماهير، فابتعد الموقع، فى كثير من الأحيان، عن الواقع مما أدى لإنزال حكم شرعى غير منضبط. وأشارت إلى أن تجمع عدد من جوانب القصور لدى المتصدرين للفتوى فى الموقع أدى لضعف تصويرهم للمسائل الواردة لهم، بجانب وقوع «إسلام ويب»، فى كثير من الفتاوى فى خطأ التكييف غير المنضبط للمسألة، ما أدى فى النهاية إلى فتوى غير منضبطة بعيدة عن الواقع فى كثير من الأحيان، كما يمكن وصفه باعتباره «مفتى مقلِّد» مع وجود عدد من جوانب العوار.
من ناحيته، قال الدكتور إبراهيم نجم، المستشار الإعلامى لمفتى الجمهورية مدير مركز سلام لدراسات التطرف، إن القائمين على الموقع يعملون على تنويع محتوى وأدوات الخطاب الذى يتم تقديمه للمتلقى لتحقيق أكبر قدر من المتابعة، حيث تم استخدام التأثير على عواطف المتلقى من خلال استخدام لغة انفعالية والاستشهاد بأحاديث الترهيب والترغيب، ما يسهل عملية تقبل المتابع لخطاب الموقع بصورة عاطفية وليست عقلية.
ولفت إلى أن الإكثار من الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة والتابعين وبعض أقوال الشيوخ المعاصرين؛ يوحى لمتلقى خطاب الموقع من العامة أن القائمين على الموقع يتسمون بالعلم الغزير وبالتالى ترسيخ مبدأ الثقة فى كل ما يصدر عنهم وتقبل المتلقى خطاب الموقع دون تفكير.
وأشار إلى أن تلك المواقع تعمل على الإكثار من المسابقات العلمية التى يشترط الموقع أن تكون الإجابة عنها من محتوى المادة العلمية المعروض فى المواقع وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعى وهذا يزيد من التفاعل داخل الموقع، وأشار إلى تجنب الإجابة عن التساؤلات ذات الطابع السياسى أو التعقيب على الفتاوى الصادرة من الجهات الإفتائية الرسمية بشكل مباشر وبالتالى لا يخسر الموقع أيًا من المتابعين باختلاف توجهاتهم.