راح ضحيته 50 ناقدا وفنانا.. تفاصيل أسوأ ليلة في تاريخ المسرح المصري
تمر اليوم الذكرى الـ17 لحريق مسسرح بني سويف، وهو اليوم الذي كان في بدايته يوما عاديًا، ونهايته كان ذكرى أليمة في نفس كل مثقف مصري، كان ذلك في الخامس من سبتمبر من عام 2005، وكان المشهد يدور حول أن قصر ثقافة بني سويف يستضيف العرض المسرحي "من منا"، لفرقة نادي طامية بالفيوم، ويقدم على مسرح القصر.
وبالرغم من مرور الكثير من الأحداث المؤلمة، يبقى هذا الحريق من الأحداث التي يتذكرها الجميع كل عام في نفس الوقت، فهو الحادث الذي أدى إلى استشهاد 52 فنانا وناقدا مصريا، بالإضافة لعشرات المصابين.
أما عن تفاصيل ما عرف إعلاميا بـ"محرقة بني سويف" فقد بدأت الحكاية بعرض مسرحي "من منا" لفرقة نادي طامية بالفيوم بقاعة الفنون التشكيلية الملحقة بقصر ثقافة بني سويف، وشاءت الأقدار أن تسقط شمعة من يد أحد الممثلين لتلتهم النيران المسرح بأكمله نظرا لتأخر عربات الإطفاء، مع زيادة عدد الضحايا نظرًا للاعتماد على الجهود الشخصية للمواطنين في نقل الضحايا بدلاً من عربات الإسعاف، وكانت الحصيلة 52 قتيلا وعشرات المصابين شيعوا في جنازة حضرها وزير الثقافة آنذاك "فاروق حسني"، والذي أعلن مسئوليته الأدبية عن الحادث، إلا أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رفض قبول استقالته.
وقالت الروائية سلوى بكر حينها، وكانت إحدى المثقفات الموقعات على بيان منذ عام 2005، لمحاسبة كلا من وزير الثقافة، الداخلية، والصحة، إن كل الأصدقاء من المثقفين الشهداء هم ثروة من ثروات مصر، وبفقدانهم فقدت مصر جزء مهم من ثروتها، فقد كانوا مجموعة متميزة من الشباب المتخصصين بالمسرح.
وعن مسئولية الحريق رأت “بكر” أن هناك شقين لهذ المسئولية، شق جنائي وشق سياسي، فوزير الثقافة آنذاك "فاروق حسني" تقع عليه المسئولية السياسية، نظرًا لوقوع الحادثة أثناء فترة توليه لوزارة الثقافة، ولكن لا تقع عليه أي مسئولية جنائية.
وأضافت “بكر” أن المسئولية الجنائية للحادث تقع على الثقافة الجماهيرية، والمسئولين عن المسرح، الذين سمحوا بإغلاق المسرح على الحضور، وهم على علم بأن الديكور يحتوي على مواد قابلة للاشتعال، ودون وجود تأمين للمسرح ضد الحرائق.
وأشارت سلوى بكر إلى أنه من الوارد أن تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة، وأن هناك حلول لضمان عدم تكرارها وهي ليست حلول سحرية، ولكن المشكلة تكمن في عدم اختيار الأشخاص المناسبين للعمل في المكان المناسب، فالمشكلة سهل أن يتم حلها إذا كانت هناك رغبة في ذلك.
ومن جانبها أعربت المخرجة المسرحية عبير علي، في حينها، عن أملها في أن تكون ذكرى الحريق في كل عام هي فرصة لفتح طاقات نور جديدة، تسعى لتكوين شعب مثقف.
وأضافت “عبير” أنها تتمنى أن يشهد المهرجان القومي للمسرح المقام بشهر ديسمبر في كل دورة يتم إقامتها، تدريب لعدد من الشباب، لتكون بمثابة تكريم للأرواح التي استشهدت في سبيل الارتقاء بالمسرح.
وأشارت إلى أنه يجب إنشاء مسارح وفق لقواعد الدفاع المدني، لضمان عدم تكرار تلك الفاجعة.