رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السويسري هو الحل.. لماذا يجب أن يعود فايلر معشوق الجماهير لقيادة «المارد الأحمر»؟

فايلر
فايلر

٩٠ دقيقة أخيرة تفصل الأهلى عن رحيل البرتغالى ريكاردو سواريش، بعد رحلة قصيرة لم يحصل فيها على فرصة عادلة للتقييم. 

ربما كان المدرب الشاب ضحية التوقيت الصعب، ربما كان ضحية الإصابات وقرار اللعب بالناشئين، وربما كان ضحية اختياره. لكن فى نهاية الأمر الناجحون لا يقبلون بأن يكونوا ضحايا أبدًا.

ويجد مجلس إدارة الأهلى نفسه فى موقف صعب للغاية وهو يبحث عن اسم بديل يعالج به العوار الذى يعانيه الفريق مؤخرًا.

ما بين السويسرى رينيه فايلر، والبوسنى وحيد خليلوزيتش، والبرتغالى كارلوس كيروش، تنصب اهتمامات الأهلى، مع وجود احتمالية التعاقد مع اسم جديد أيضًا.

فكيف يختار الأهلى رجل المرحلة؟ ومن الأصلح لها؟

بداية.. إذا كنتُ محل مجلس إدارة الأهلى، فإننى مطالب أولًا بأن يكون المدرب الجديد صاحب سيرة ذاتية جيدة، أو اسم جماهيرى لامع، لأننا ما زالنا أمام جرح «سواريش» الذى كان سببه الرئيسى الخوف من الجماهير.

صحيح أن «سواريش» لم يقدم أى برهان على أحقيته بتدريب الأهلى، لكنه فى المقابل لم يجد اللاعبين المناسبين، ولعب الأهلى بناشئين عادوا من منازلهم بعد فترة راحة ٣ أشهر، وهذا مناخ لا يُمكّنك من أن تُصدر حكمًا عادلًا وتُقيّم تجربة مدير فنى جديد.

كان قرار الأهلى برحيل «سواريش» قبل ٣ أسابيع من الآن عاطفيًا بالأساس، وكان منطقه الوحيد هو النجاة من الغضب الجماهيرى الكبير.

وتجنبًا لمثل هذه المواقف، وللنجاة من الضغوط المماثلة، على إدارة الأهلى أن تنتقى مدربًا «مَرْضيًا عنه من الأهلاوية»، مدربًا يتغنى باسمه الجمهور، يحبه قبل أن يقدم شيئًا، يرون الجيد منه ولو قليلًا، ولا يحاصرونه بالتشكيك مثل آخرين.

هنا سنجد أسهم السويسرى رينيه فايلر هى الأعلى على الإطلاق، فهو معشوق الأهلاوية، وأكثر من أحبته الجماهير بعد مانويل جوزيه فى الألفية الجديدة، ثم يأتى بعده وحيد خليلوزيتش، لما له من تجربة جيدة مع المنتخب المغربى، بينما سيكون كارلوس كيروش محل انقسام كبير.. لماذا؟

لأن البرتغالى لعب مع منتخب مصر بفلسفة براجماتية قامت على تحقيق المكاسب دون أسلوب لعب ممتع، ووجد نقدًا شرسًا من قطاع كبير جدًا، والأمر نفسه سيكون موجودًا من اللحظة الأولى حال تعاقد معه الأهلى.

أما إذا ذهب الأهلى إلى اسم جديد، فيجب أن يكون مدربًا حاصلًا على بطولات وأرقامه جيدة، لأن البحث عن «المدرب المشروع» لن يكون مُرضيًا للجماهير.

صحيح أننا أمام مرحلة حداثة فى كرة القدم، والفكر الشاب هو السائد فى كل مكان بالعالم، لكن بعد تجربة «سواريش» سيكون الأمر قاسيًا إذا فشلت المغامرة ثانية.

أما من الناحية الفنية، فإن «فايلر» أيضًا هو المدرب الأمثل للأهلى، لأنه صاحب فلسفة لعب هجومية تناسب عقلية الأهلاوية، من حيث الاستحواذ الكامل والتحكم بالرتم، والابتكار فى خلق عدد كبير من الفرص، وكذلك تسجيل الأهداف والمكاسب الكبيرة.

«فايلر» كان أفضل ما يميزه هو ملاءمته لعقلية جمهور الأهلى، الذى لا يشبعه القليل، ولا يحب المكسب سوى بالأرقام الكبيرة والاكتساح.

والأهم من كل ذلك أنه على اتصال دائم بكرة القدم الحديثة، وكيفية تطوير طرق اللعب، وله أثر كبير فى تحديد إمكانات كل فرد، والسبيل الأنسب لاستخراج الأفضل من كل عنصر، ولنا مثال رائع له مع رمضان صبحى بالتحديد، وكيف طوره وجعله لاعبًا أكثر فاعلية أمام المرمى.

«فايلر» نجح فى بناء فلسفة لعب، وطوّر العناصر، وقادر على تكرار ذلك من اليوم الأول، فهو من المدربين الذين يتركون أثرًا سريعًا، ويؤتون ثمارًا عاجلة، فى حين سيحتاج أى مدرب آخر لقراءة الواقع، ومعرفة التفاصيل، ثم اتخاذ القرارات، وهذا قد يكلف الأهلى ضريبة جديدة هو فى غنى عنها. 

لكن هناك «مطبات» ربما تعوق عودته، فهل ما زال موقفه من العمل فى مصر كما هو؟ وهل يقبل محمود الخطيب بعودته؟.. ربما أصبح موقف السويسرى مرنًا، وتغيرت معطيات «كورونا» التى جعلته يفضل البقاء رفقة أسرته، لكن سيظل موقف «الخطيب» هو المعضلة.

«بيبو» فاوض «فايلر» كثيرًا وقدّم له كل الامتيازات، فأغضبه بشدة رفض السويسرى، وهو ما جعله متعنتًا ورافضًا فكرة عودته حينما عرض عليه البعض ذلك.

لكن مع المشاكل الصعبة التى وقع فيها الفريق، ومع ضيق ومحدودية الحلول والأطروحات البديلة، قد يعدل رئيس الأهلى عن موقفه، لأن المدرب السويسرى هو الحل المثالى، فى توقيت ندرت فيه الحلول بالأساس.