ليدا ناصرى.. من لاجئة لمتسابقة فى ملكة جمال إنجلترا
كونها لاجئة كان لديها مصير غير محتوم، ليدا ناصري التي تنافس على لقب ملكة جمال إنجلترا اليوم في المسابقة التي تقام في فندق تاج القريب من قصر باكنجهام، بعد رحلة استغرقت 20 عاما للتخلص من الصراعات التي عانت منها في بلادها، وكسر المحرمات المحافظة فيما يتعلق بدور المرأة، ودافعها الآن هو استخدام منصة المسابقة وخبراتها لتثقيف النساء وتمكينهن أينما كن.
ولدت ناصري التي تتحدث ست لغات في كابول عام 1996، وهو نفس العام الذي وصلت فيه حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان لأول مرة، وعندما كانت في الثالثة من عمرها تحطم صاروخ عبر سطح المنزل، وقررت والدتها بريشنا التي كانت بالكاد في العشرين من عمرها، أنه على الأسرة الفرار.
من أفغانستان عبروا إلى إيران براً ثم تركمانستان، وأخيراً روسيا، لمدة عامين في موسكو عملت والدتها ليلًا ونهارًا في صنع الطعام وبيعه في البازار المحلي لجمع الأموال لدفع المال للمهربين لنقلهم إلى أوروبا والحرية "كل ما فكرت فيه أمي هو البحث عن الأمان لي ولشقيقتي الصغرى سوريا.. قالت: أين وإلى أي بلد لم نكن نعرفه".
كانت محطتهن الأولى في أيدي المهربين هي بولندا، حيث أصبحت ذكريات ناصري أكثر وضوحًا، وأوضحت: "أتذكر أن كل ما فعلته هو إمساك يد أمي.. كنت أخشى أن أتركه لأنني رأيت سلسلة طويلة من الناس يسيرون خلفنا.. لأنني كنت صغيرًا، كانت ذاكرتي الحقيقية الوحيدة هي رؤية ركب الناس وأقدامهم ووحلهم".
ووفقا لموقع ذا ناشونال تم نقلهم أخيرًا كجزء من مجموعة مكونة من 50 شخصًا، كانت وجهتهم هي ألمانيا التي وصلوا إليها عبر رحلة غادرة في زورق، شعرت بالأمان لأول مرة في برلين عندما كنت طفلاً.. كان شعاعا من الضوء.. لحظة سكون وسلام.
في عام 2011 جاءت الخطوة الأخيرة، انتقلت العائلة إلى إنجلترا. "أمي عرفت كم كنت أرغب في إنهاء دراستي في لندن"، حيث درست للحصول على مستويات A في كلية أوكسبريدج في غرب لندن، لكن عندما انتهت أخبرت أسرتها أنها تريد البقاء لتذهب إلى الجامعة.
ستصل اليوم إلى فندق المسابقة، ستقوم بتسجيل الوصول وتفريغ حقائبها وجميع مكياجها، وتلتقي بمصفف شعرها ثم تختار مجموعتين واحدة للملابس غير الرسمية والأخرى للفساتين الرسمية، وتشمل الإكسسوارات إمكانية الاختيار بين الأقراط المرصعة بالماس أو القلادة، تستمر المنافسة لمدة ساعتين فقط ولكنها بالتأكيد ستغير حياتها.