بعد تحذير «النقل».. «الدستور» تخترق تطبيقات تزعم بيع تذاكر القطارات
تطبيقات وهمية غير رسمية تنتشر في الفترة الحالية على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم إمكانية حجز تذاكر القطارات من خلالها فيما يمثل خلق سوق سوداء لهذه التذاكر يخالف سوقها الرسمية، الأمر الذي جعل هيئة السكة الحديد تحذر من وجود تلك التطبيقات والتعامل معها، مؤكدة أنها تتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاهها وتجاه من يتعامل معها.
وأوضحت الهيئة في بيان لها أن التطبيق الرسمي الوحيد لحجز تذاكر قطارات السكك الحديدية هو تطبيق باسم “ENR” على أجهزة أيفون، وباسم قطارات مصر حجز واستعلام على أجهزة الأندرويد وإنه لا يمكن لأي تطبيق آخر القيام بحجز التذاكر.
"الدستور" توصلت إلى عدد من هذه التطبيقات الوهمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واختراقها اختراقًا موثقًا بالتسجيلات والصور لكشف تورطها في بيع تذاكر القطارات في السوق السوداء المشبوهة على مواقع الإنترنت.
مجموعة وهمية تزعم توافر التذكرة والسعر أغلى من الحقيقي
البداية كانت في أحد "الجروبات" التي حملت اسم حجز "قطارات مكيفة"، ودُوّن أعلى صفحتها رقم التواصل للحجز والاستعلام.
اتصال تليفوني أجرته "محررة الدستور" بالرقم التليفوني المُدون على صفحة "جروب" الحجز الوهمي على أنه رقم التواصل والحجز، ادعت خلاله حاجتها لحجز تذكرة قطار من القاهرة إلى الإسكندرية من الدرجة الثانية مكيفة يوم الجمعة في الساعة الحادية عشرة صباحًا، وبعد لحظات أكد لها الشخص الذي رد على هذا الاتصال، والذي تبين أنه يدعى "أيمن" أن طلبها متوفر، ولكن موعد القطار المتوفر يختلف قليلًا إذ أن موعده الحادية عشر والربع، وبسؤالها عن سعر التذكرة قال إن سعرها 75 جنيهًا.https://soundcloud.com/el-dostor/zh7jlh2lo7is?ref=clipboard&p=a&c=1&utm_campaign=social_sharing&utm_medium=text&utm_source=clipboard
مكسب 20 جنيه في التذكرة الواحدة
ذات التذكرة بكافة تفاصيلها سألت عنها "المحررة" إحدى الحسابات الوهمية الأخرى، التي نشرت على العديد من الصفحات عن إمكانياتها توفير تذاكر القطارات وحجزها والتي تحمل اسم “meska meska” وفيها جاء سعر التذكرة 85 جنيهًا أي بزيادة عشر جنيهات عن "الجروب الوهمي" السابق.
جديرًا بالذكر أن السعر الحقيقي لتلك التذكرة وهي القاهرة – الإسكندرية درجة ثانية مكيفة بمحطة السكك الحديدية هو 65 جنيهًا فقط، وهو ما يُظهر قيمة الربح الغير مشروع الذي تحققه هذه "الجروبات" من وراء هذا الأمر، والذي يصل إلى عشرون جنيهًا في التذكرة الواحدة.
الحجز بالواتس آب وقبلها بيومين
تحت اسم "حجز قطارات" ادعى كذلك أحد "الجروبات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إمكانية حجز قطارات من خلال التواصل عبر تطبيق "واتس آب" (اشترط المسئول أن إمكانية الحجز تكون قبل الموعد المطلوب بيومين).
استخدمت "المحررة" الرقم التليفوني للتواصل عبر تطبيق "واتس آب" بهذه المجموعة ومن خلالها اشترط المسئول أن إمكانية الحجز مُشترطة فقط بأن يكون قبلها بيومين وذلك بإرسال رسالة نصية إليكترونية جاهزة جاء فيها "أهلًا بكم في خدمة حجز القطارات، الحجز قبل السفر بيومين أو أكثر".
صفحة أنشئت منذ عام ومسئولها يُدعى "حسن"
باختيار عينة عشوائية من صفحات "المجموعات الوهمية لحجز تذاكر القطارات"، لكشف المسئول عن إنشائها فكانت صفحة تحمل اسم "قطارات مصر- حجز واستعلام"، والتي تبين أن شخصًا يدعى “حسن” مصنف كمسئول عن إنشاء هذه الصفحة كما أن إنشاء هذه المجموعة في 24 أبريل 2021، وآخر تغيير لها كان في 3 يناير 2022 وكان اسمها قبل تغييره هو "INFOR GINEER".
القانون يُجرّم
القانون رقم 277 لسنة 1959 فى شأن نظام السفر بالسكك الحديدية والمُعدل بالقانون 94 لسنة 2018، حظر في مادته الثالثة شراء تذاكر السفر بقصد بيعها، وأكد أنه لا يجوز لغير الموظف المختص بيع التذاكر أو عرضها للبيع، وذلك بما يقضى على ظاهرة بيعها بالسوق السوداء.
كما جاءت التعديلات الأخيرة على القانون والصادرة برقم 94 لسنه 2018، بتغليظ العقوبة فى حال المخالفة لتقضي بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تجاوز 20 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين في حالة ضبط سمسار يبيع التذاكر بالسوق السوداء.
المتحدث الرسمي لهيئة السكة الحديد سابقًا: تُسىء للهيئة وللبلاد
أكد المهندس رضا أبو عرجة نائب رئيس مجلس الإدارة لقطاع السلامة وقطاع الموارد البشرية والمتحدث الرسمي لهيئة السكة الحديد سابقًا في حديثه لـ"الدستور" أن تحذير الهيئة للمواطنين من عدم التعامل مع تطبيقات تدعي بيع تذاكر القطارات يعني أن الهيئة على علم ودراية بكافة ما يحدث من تلاعبات في هذا الأمر من قبل تلك المجموعات وغيرها وهو ما يعني أنها ستتخذ إجراءً حاسمًا ضد هذه المجموعات والمتعاملين معها.
وأضاف أن تلك "الجروبات" والتطبيقات الوهمية تسىء إلى سُمعة الهيئة وسمعة البلاد، وذلك لأن القائمين عليها يشترون عددا كبيرا من التذاكر لبيعها وتحقيق أرباح كبيرة من ورائها، مؤكدًا أن تلك التذاكر تكون معرضة أن تباع أو لا وهو ما يدفع القائمين على هذه المجموعات إلى رفع سعر التذاكر التي يبيعونها عن سعرها الأصلي تحسبًا لهذا الأمر.
وأشار إلى أن هذا يعني أن تنفذ كميات التذاكر التي توفرها الهيئة نفاذًا وهميًا، أي أن يصعد المواطن ليجد أن القطار "فاضي"، وهو ما يعكس صورة سلبية عن الهيئة على الرغم من توفيرها مقاعد كافية لما يزيد عن متوسط المواطن المصري من حاجته للسفر، بالإضافة إلى أعمال التطوير الضخمة التي قامت بها هيئة السكك الحديد في الفترة الأخيرة وذلك من أجل راحة المواطن وخدمته على أعلى مستوى.
لذا وجه عرجة تنبيهًا على المواطنين بضرورة عدم تعاملهم مع هذه التطبيقات والمجموعات الوهمية بل والإبلاغ عنها لشرطة النقل والمواصلات أو للهيئة نفسها، وذلك حرصًا على الحفاظ على سمعة هذه الهيئة العريقة وحفاظًا كذلك على سمعة البلاد.