«الآن أتكلم».. مذكرات خالد محيى الدين تكشف أسرار ثورة 23 يوليو
تمر اليوم الذكرى الـ100 على ميلاد البرلماني المصري الراحل خالد مُحيي الدين، أحد أبرز قيادي ثورة يوليو 1952، والمولود في 17 أغسطس عام 1922.
لماذا أتكلم الآن؟
الكاتب الصحفي نبيل أباظة، قدَّم حوارًا مطولًا مع المناضل الراحل خالد محيي الدين، عبر صحيفة "الأحرار"، تحت عنون "لماذا أتكلم الآن؟"؛ أجاب فيه الأخير حول أسباب عدم نشره لكتاب "الآن أتكلم"، وأشار وحكى فيها سر قصة "الكراسة الزرقاء".
وعن أسباب اختياره توقيتًا بعينه لكتابة مذكراته، قال خالد محيي الدين: "غير صحيح أنني اخترت توقيتًا معينًا، فمنذ خمس سنوات، وأنا أؤجل كتابة مذكراتي عن ثورة يوليو حتى أجد الوقت لأتفرغ للكتابة قبل أن تضيع المعلومات عن ذهني، ولكن دكتور رفعت السعيد، جعلني أحسم الأمر وخصصت ثلاثة أيام في الأسبوع لكتابة المذكرات، وقد كان".
قصة «الكراسة الزرقاء»
وعن سؤاله حول قصة الكراسة الزرقاء، التي حرص على ألا تقع في أيدي أحد طوال هذه الفترة، يقول خالد محيي الدين، بعد أن أُبعدت إلى جنيف، نصحني صديقٌ عراقي وآخر مصري في الأمم المتحدة في المقر الأوروبي، أن انتهز هذه الفرصة لأدوِّن مذكراتي عن البدايات الأولى لثورة 23 يوليو 1952، وقصة تنظيم الضباط الأحرار، والخلافات التي حدثت حتى أزمة مارس 1954، وإبعادي عن مصر، وقد تركتها في الخارج حتى بعد رجوعي إلى مصر عام 1956.
وسأل أباظة: "من قرأ كتابك (الآن أتكلم).. أندهش عندما ذكرت أن اليسار كان هو المخطئ في خلافاته مع عبدالناصر، وسبب الدهشة أنك من اليسار، وأنك أيضًا اختلفت معه؟!".
وجاءت إجابة خالد محيي الدين: "لقد ذكرت الحقيقة، فاليساريون تسرّعوا ودفعوا الأمور دفعًا إلى التصادم المبكر.. أما موضوع أنني يساري، فالمبادئ اليسارية في ذلك الوقت كانت مُنصبَّة كلها على القضية الوطنية والحركة الوطنية".
ولفت محيي الدين، إلى أن مجموعة الضباط الأحرار التي قامت بالثورة ليلة 23 يوليو، من أفضل الأشخاص، وكانوا مجموعة فاضلة؛ لأنهم لم يقتلوا بعضهم بعضًا كما حدث في كثير من الثورات التي قامت في دول أخرى، واختلفوا مع بعض، ولكنهم كانوا يحترمون بعضهم، لذلك فأنا أقول إن البلد كانت محظوظة بهم، فهذه المجموعة تصرفت بحكمة وبحب للوطن دائمًا.