منها الهجرة الجماعية والتغيرالمناخي.. القصة الكاملة لحرائق الغابات حول العالم
اجتاحت حرائق غابات مميتة خلال الفترة الماضية مساحات شاسعة في دول أوروبا نتيجة الموجات الحرة الشديدة التي يشهدها العالم الفترة الحالية، حيثُ أسفرت تلك الحرائق عن خسائر مادية كبيرة وسقوط مئات القتلى وفرار آلاف السُكات من منازلهم.
وبحسب آخر بيانات أصدرها نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبية التابع لبرنامج مراقبة الأرض للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس"، فإنَّ المساحات التي اجتاحتها النيران في الأيام الماضية تخطّت المساحة الإجمالية للأراضي المُحترقة خلال عام 2021.
وعن سبب اندلاع الحرائق بأوروبا، يرى الخبراء أنَّ الهجرة الجماعية للأوروبيين من قرى الريف إلى المُدن، لا سيما ترك القرى النائية وعدم الاهتمام بها خاصة المناطق المكتظّة بالأشجار والغابات، حول هذه القرى إلى قنابل موقوتة قابلة للاشتعال في أي لحظة.
التغير المُناخي
ووفقًا لرئيس المركز العالمي لرصد الحرائق، يوهان غولدامر، أنَّ زيادة نسبة الحريق بالمناطق المكتظة بالأشجار والغابات، يرجع إلى التغير المُناخي، حيثُ أصبح له بعدًا جديدًا مخيفًا أدى يؤدي إلى زيادة تواتر حرائق الغابات وشدتها وجعلها أكثر خطورة.
وبحسب دراسة نشرت في يونيو الماضي في مجلة كليمايت "Environmental Research: Climate"، خلص بعض علماء المناخ إلى أنه من المحتمل أن يكون تغير المناخ قد جعل موجات الحر أسوأ.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير عام 2022، إن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان وما ينتج عنه من جفاف، قد دول أوروبا تشهد عدد حرائق أكبر بنسبة 30 بالمئة في غضون 28 عامًا.
وردا على ما إذا كان للاحترار العالمي دور في نشوب هذه الحرائق، قالت فريدريك أوتو المحاضر الأول في علوم المناخ في معهد جرانثام لتغير المناخ في "إمبريال كوليدج" لندن، "هذا صحيح، وبشكل خاص في جنوب أوروبا، حيث ارتفعت الحرائق الناجمة عن موجات الحر ودرجات الحرارة المرتفعة والجفاف والرياح العاتية، مما يجعل حرائق الغابات الصيفية "القاعدة الجديدة".