اليوم العالمي للشباب
إحتفل العالم منذ عدة ايام باليوم العالمى للصداقة وقد تناولنا تلك المناسبة لتوضيح الأهميته الإجتماعية والانسانية للصداقة ومدى تأثيرها الإيجابى والسلبى بين الاصدقاء.
وهذه الايام يحتفل العالم ايضاً باليوم العالمى للشباب وأحسب ان تلك المناسبة تأتى أكثر أهمية من سابقتها حيث انها تتعلق بالشريحة الأهم من شرائح المجتمعات قاطبة ....وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ان يكون يوم الثانى عشر من شهر اغسطس من كل عام للاحتفال بالشباب وذلك بناء على التوصية التى قدمها المؤتمر العالمى لوزراء الشباب والذى عقد فى مدينة لشبونة البرتغالية عام 1998 وذلك للتركيز على دور الشباب فى المجتمع ولفت النظر العالمى الى بعض القضايا القانونية والثقافية المحيطة بالشباب ...ومنذ هذا القرار يتم اطلاق شعارات مختلفة كل عام توضح الهدف الرئيسى من الاحتفالية... فعلى سبيل المثال
كان شعار الاحتفال عام 2017 "الشباب يقود الإستدامة" وعام 2018 تحت عنوان "إبداع – إنطلق" وعام 2021 "تحويل النظم الغذائية" أما شعار هذا العالم سوف يكون
"قامت مريم وذهبت مسرعة" وقد أختار البابا فرنسيس السادس بابا الفاتيكان هذا الشعار والذى اقتبسه من انجيل القديس لوقا إشارة الى شخصية السيدة "مريم" لتكون ملهمة للشباب وتساعدهم فى مواجهة تحديات حياتهم ليكونوا ناجحين فى حياتهم ومستقبلهم.
وتتلخص اهداف واهمية اليوم العالمى للشباب فى العديد من النقاط لعل من أهمها ...مشاركة الشباب فى تطوير مجتمعاتهم وفى الحياة السياسية لدى دولهم والاستماع الى افكارهم ومشاكلهم وتبادل الثقافات بينهم والعمل على زيادة الوعى العالمى بأهمية دورهم ....ولا شك ان الشباب فى جميع دول العالم يهتم بهذا اليوم من منطلق انه اليوم الوحيد فى كل عام يتم فيه الإحتفال والإهتمام بهم.
أما فى مصر فقد كان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى هو أول رئيس دولة مصرى وعربى يعلن عن إهتمامه بالشباب المصرى بحسبان انه يمثل ما يصل الى 60% من الشعب وانه ركيزة الحاضر وأمل المستقبل ....كان إهتمام سيادته جامعاً شاملاً فى جميع المجالات خاصة السياسية حيث أعلن المبادرة تلو الاخرى لتثقيف وتدعيم الشباب من خلال إطلاق البرنامج الرئاسى لتخريج المئات منهم بعد تأهيلهم لتولى مناصب قيادية خلال المستقبل القريب وكذلك الأكاديمية الوطنية للتدريب لإعداد الكوادر الشبابية العاملين فى الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة للعمل على تطوير تلك الجهات وإطلاق افكارهم للإنطلاق بالبلاد الى مرحلة جديدة يقودها شباب اليوم ورجال المستقبل ...كما جاءت تنسيقية شباب الاحزاب كأحد روافد الحياة الحزبية الجديدة فى مصر حيث تبنت العديد من شباب الوطن وإعدادهم للمشاركة فى المجالس النيابية لخلق روح جديدة للإداء البرلمانى والتشريعى حيث خرج من هذا الكيان العشرات من الشباب الذين إنضموا الى مجلسى النواب والشيوخ وجميعنا يرى اداءهم المتميز الذى يجعلنا نطمئن الى مستقبل البلاد.....من ناحية اخرى كانت الدولة المصرية حريصة على شبابها من القوات المسلحة والشرطة وقامت بتدعيمهم مدنياً وتدريبياً ونفسياً لتأهيلهم لمواجهة جحافل التنظيمات الارهابية ومحاولات تصدير الإرهاب و الدمار من خلال عمليات ارهابية خسيسة مدعومة من اعداء الوطن ....ولاشك ان كل ما تقوم به الدولة تجاه شبابها من القوات المسلحة والشرطة كان له أكبر الأثر فى القضاء على الإرهاب فى ربوع البلاد حتى و إن سقط العديد من الشهداء الأبطال فإن ذلك كان دافعاً لزملائهم لاستكمال مسيرة تطهير الوطن من هؤلاء الخونة والمأجورين وذلك فى دلالة واضحة ان اهتمام الدولة بهم هو الدافع الرئيسى لإستعداداهم للتضحية بأرواحهم فداء لوطنهم.
تبنت مصر ايضاً مؤتمرات تضم شباب العالم فى شرم الشيخ والاسكندرية واسوان حيث وفد اليها الآلآف من شباب العالم ليشاهدوا مدى إهتمام السيد الرئيس والدولة بشبابها على كافة الاصعدة ....وأصبحت مصر قبلة لشباب العالم يفدون اليها ليتواصلوا مع أشقائهم وأصدقائهم من الشباب المصرى ويتبادلون معهم الأفكار والإبتكارات والإختراعات التى تنطلق بمجتمعاتهم الى الأفضل.
لم ينتظر السيد الرئيس إذن مناسبة الاحتفال باليوم العالمى للشباب لكى يعلن عن إهتمام الدولة بشبابها ...بل كان سيادته سباقاً فى هذا الصدد حيث التحم بإبنائه من الشباب وحاورهم ووقف على مشاكلهم وعلى احلامهم وطموحاتهم وعمل على توفير فرص عمل لهم وكذلك ضمان المسكن اللائق بهم كما كان حريصاً على دعوتهم فى جميع المناسبات الوطنية والإجتماعية التى تحتفل بها البلاد.
لقد أكد السيد الرئيس ان الشباب هم عماد الدولة وهم الطاقات التى سوف تحدد مستقبل وطنهم وهم الاسرة الصغيرة التى سوف تشكل كيان المجتمع المصرى فى الجمهورية الجديدة.... ومن هنا كان اهتمام سيادته بصحتهم ووعيهم ودعمهم لقناعته بإننا كلما زاد اهتمامنا بالشباب كلما كان مستقبل الوطن افضل .... فهم طاقات الغد وامل المستقبل لان تطور المجتمعات يعتمد فى الاساس على قوة شبابه وتعليمه وتأهيلة وتوعيته وتشجيعه على ممارسة الحياة ومواجهة صعوباتها والعمل على التغلب عليها.
وعلى الرغم من كل ذلك فإننا مازلنا نأمل فى ان يستوعب الشباب مدى اهتمام الدولة بهم ومدى تحملها الكثير لكى توفر لهم الحياة الكريمة والمستقبل الملائم .
ان علاقة الدولة بشبابها هى علاقة تبادلية يجب ان يعى الشباب ذلك فهم مطالبون بالحفاظ على مقدرات الدولة وتعظيمها وحمايتها والبعد عن الافكار الهدامة والسلوكيات المعيبة التى تؤثر على صحتهم ومستقبلهم.
فإذا كان العالم يحتفل اليوم فقط بالشباب ....فإن الدولة المصرية تحتفل به كل يوم لقناعتها انهم القادرون على استكمال مسيرة العطاء وانهم امل المستقبل المشرق لها بإذن الله.. تحيا مصر.