أحمد على سليمان يحصد المركز الأول جمهوريًا فى خدمة الدعوة والفقه الإسلامى
حصل الدكتور أحمد علي سليمان عضو المكتب الفني بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على المركز الأول على مستوى الجمهورية، في خدمة الدعوة والفقه الإسلامي، بجائزة وقف المستشار محمد شوقي الفنجري؛ في موضوع: (إبداع الفكر الإسلامي للطب الوقائي ومجابهة الأوبئة والجوائح) التي تنظمها هيئة قضايا الدولة.
وتسلم جائزتها من المستشار محمد بكر رئيس هيئة قضايا الدولة، ظهر يوم السبت 15 محرم 1444هـ/ 13 أغسطس 2022م، بحضور عدد من قيادات هيئة قضايا الدولة.
واشتمل البحث على عدد من الموضوعات المهمة والمتميزة بتفردها، والتي تضيف إلى المكتبة الإسلامية والدراسات العالمية رؤية جديدة لإبداع الفكر الإسلامي للطب الوقائي ومواجهته للأوبئة والجوائح، حيث يشتمل التمهيد على عناوين بارزة منها: "كورونا.. وتساؤلات حائرة"، و"الوبــاء والابتلاء: تأملات في فقه الأزمة"، و"سبق الإسلام في تأسيس الطب الوقائي قبل العالم بمئات السنين".
وتضمن البحث ثلاثة فصول عميقة، نجح الباحث في الوصول إلى رؤية جديدة حولها، حيث ربط فيها بين الماضي والحاضر والمستقبل، بعمق الفكرة، وسلاسة اللغة، ورشاقة السرد، وقوة التحليل، وحبكة تشويق القارئ للوصول إلى النهاية، بحيث إذا بدأ القارئ تصفحه لن يتوقف إلا بعد الانتهاء من الفصول الثلاثة، حيث يتحدث الفصل الأول عن إبداع الإسلام لمنظومة الوقاية من الأمراض قبل حدوثها، ويحتوى على عدد من العناوين المهمة، منها: (معالم الطب الوقائي في الإسلام)، من خلال: الوقاية بحماية عناصر البيئة من التلوث (الأرض - الماء - الهواء)، والوقاية بالحفاظ على ديمومة النظافة العامة للإنسان واستدامتها، والوقاية بالذبح الصحي وحماية الأطعمة والأشربة من التلوث، والوقاية بالابتعاد عن الممارسات الجنسية غير المشروعة، والوقاية بتحريم تناول المحرمات أو مخالطتها، والوقاية بالبعد عن وسائل نقل العدوى، والوقاية بالصيام، والوقاية بالغذاء الجيد والاعتدال في المأكل والمشرب، والوقاية بممارسة الرياضة والنوم الجيد، والوقاية بالإيمان والدعاء والتحصين بالأذكار والأمل والتفاؤل.
ويطالع القارئ في الفصل الثاني معالجة المؤلف لمنهجية إبداع الإسلام في مظاهر تيسير العبادات ورفع الحرج والمشقة عن العباد والبلاد أثناء الوباء، ولقد أكد الباحث أنه نموذج مثالي لعالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، وبرهان على قدراته الذاتية الخلّاقة على إدارة الكون وإسعاد الحياة.
كما أرَّخ الباحث لتكامل جهود علماء الدين، والدول الإسلامية وتوحد رؤاهم إزاء صلاة الجماعات والجُمع في الوباء، وكيف تطور انتشار الفيروس وتحول إلى وباء عالمي، وتفعيل الرخص في الأذان والصلاة والصيام والزكاة والحج، وبداية تعليق الجُمع والجماعات في المساجد.
ونجح الدكتور أحمد علي سليمان في الفصل الثالث في توثيق فريد وتحقيق جديد لكيفية إبداع الإسلام في مواجهة الأوبئة والطواعين بعد حدوثها، حيث أشار إلى أنه "سبق حضاري في التعاطي مع الجوائح والأزمات الصحية الكبرى"، مؤكدًا أن الإسلام كان سبَّاقا إلى ابتكار منهجية الحجر الصحي، والتباعد الاجتماعي؛ لحصر الوباء في أضيق نطاق، وإبداع قادة المسلمين في إدارة أزمة طاعون عمواس (أول تطبيق عربي للتباعد الاجتماعي)، والخبرة الإسلامية المبكرة المتراكمة (علمية وعملية وفقهية) في إدارة أزمات الأوبئة والطواعين.
كما تعرض لقيم وآداب التعامل مع الأوبئة والشدائد، وإبداع الإسلام في ترسيخ منظومة المسئولية إزاء الأوبئة والشدائد، وتعاظم مخاطر الشائعات وقت الأوبئة والأزمات.
إضافة إلى ما سبق أكد الدكتور أحمد علي سليمان في بحثه الفائز بالمركز الأول على مستوى الجمهورية، أنه من عظيم فضل الله سبحانه وتعالى على المسلمين أنه اختصهم بالقرآن العظيم، حيث إن المدقق في كتاب الله الخالد يجد أن أول ما نزل من القرآن يدعو للعلم، وثاني ما نزل يدعو للنظافة، فقال في الأول: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، وقال في الثانية: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾، لافتًا إلى أنه من هنا كانت خصيصة أمة الإسلام منذ ولادتها أمة علم وأمة نظافة، مشيرًا بذلك إلى إبداع الإسلام وسبقه في مجالي: (التعليم، والصحة) مؤكدًا على أن الإسلام سبق الحضارات والثقافات الأخرى في الطب الوقائي بأساليب متعددة، لها صفة الدورية والتتابع والاستدامة، قبل معرفة الجراثيم والميكروبات وما تسببه من أمراض وأوبئة، بأربعة عشر قرنًا، إذ إن أغلب الأمراض الخطيرة سببها الأساسي انحدار مستوى النظافة أو عدمها، المسمى في لغة الشرع بالنجاسة.
واختتم بحثه بعدد من التوصيات المهمة كان أبرزها: إطلاق قمر صناعي إسلامي يدعم الربط بين مراكز البحوث في العالم الإسلامي، ويوفر خدمات الإنترنت لغير القادرين، وأيضًا استثمار المواطنة العالمية التشاركية لتفعيل المسئولية الكونية تجاه شتى دول العالم.
واقترح أيضًا إنشاء مجلس أعلى لإدارة أزمات العالم الإسلامي، يُعنَى بإدارة الأزمات والمشكلات الكبرى التي يتعرض لها عالمنا الإسلامي بشكل متكامل، ويولي عناية خاصة بالدراسات التنبؤية والمستقبلية.
كما أوصى بترجمة منهج الإسلام الرائد في الطب الوقائي وإبداعه في مواجهة الأوبئة قبل العالم بمئات السنين، إلى اللغات العالمية، ونشره بشكل واسع، وتفعيل القواعد الفقهية وتطبيقها في الواقع الحياتي للمسلمين، بحيث تصبح ثقافة تجديدية أصيلة في المجتمع الإسلامي والعالمي.