بين الإنصاف والاستخفاف.. سيرة سلمان رشدي في عيون النقاد العرب
تعرض الكاتب سلمان رشدي مساء أمس الجمعة، للطعن خلال مشاركته في فعالية بمدينة نيويورك الأمريكية.
قد يكون الأمر متوقع لرجل عاش ما يقرب من 30 سنة ما بين التخفي والحماية المشددة، والتي جاءت عقب نشر روايته “آيات شيطانية” التي أثارت جدلًا في الأوساط الثقافية، والتي تبعها فتوى من آية الله الخميني بإهدار دم سلمان رشدي.
صبري حافظ: رواية "أطفال منتصف الليل" أعطت لجائزة الناشرين الإنجليزية أهمية
فاز سلمان رشدي بجائزة الناشرين الإنجليزية عام 1981 عن روايته المهمة "أطفال منتصف الليل"، ويقول الناقد والأكاديمي صبري حافظ إن فوز سلمان رشدي آثار زوبعة أدبية ونقدية وكبيرة، فقد انتزعت روايته الجائزة وقتها من روايتين كبيرتين هما "القوة الأرضية" للكاتب الإنجليزي الكبير أنتوني بيرجيس، ورواية "الفندق الأبيض" للكاتب دزم توماس، وحظيت باهتمام جمهور واسع من القراء، برغم تعقد بنائها، وجدية موضوعها، وتشابك عالمها، وردت هذه الرواية إلى الجائزة اعتبارها وحولتها بالفعل إلى جائزة مهمة وكبيرة.
وحظيت باهتمام جمهور واسع من القراء برغم تعقد بنائها، وجدية موضوعها، وتشابك عالمها، ردت هذه الرواية إلى الجائزة اعتبارها وحولتها بالفعل إلى جائزة مهمة وكبيرة.
ولفت صبري حافظ إلى ان رواية "أطفال منتصف الليل" بعد تحصلها على الجائزة وزعت ما يقرب إلى مائتي ألف نسخة، قبل صدور الطبعة الشعبية التي ارتفع معها الرقم إلى نصف مليون، وهو رقم لم يسبق تحقيقه في تاريخ هذه الجائزة.
يوضح صبري حافظ عبر مقالته المنشورة بمجلة “إبداع” وتحمل عنوان الكاتب سلمان رشدي "ميراث الماضي.. ولعبة تغيير المنظور الروائي".
وأشار حافظ، إلى أن "سلمان رشدي ولد في بومباي في يونيو عام 1947، أي قبل شهرين فقط من منتصف الليل الذي تتحدث عنه روايته، منتصف ليلة 15 أغسطس عام 1947، أي اللحظة التي بدأ بها استقلال الهند، في هذه اللحظة التاريخية المهمة ولد 1001 هندي، وكان سليم سناي بطل "أطفال منتصف الليل" أحد أبناء الهند الذين جاءوا في موعد تاريخي مع القدر، ليكونوا أول الهنود الذين ولدو أحرارا، فهل عاشوا أحرارًا؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه الرواية، وحتى تجيب عنه تطرح مجموعة أخرى من الأسئلة المهمة مثل: هل يمكن التحرر من ميراث الاستعمار الثقيل؟ وما هو الثمن؟ أهو امتياز أ، يملك أبناء منتصف الليل عنان الأمر بأيديهم؟ أم تراخًا لعنة لأنها مزقت الأمة الهندية إلى شطرين؟ هل هؤلاء الأحرار الجدد حقًا سادة أمورهم؟ أم هم ضحية تواريخ لا يستطيعون الفكاك منها؟.
وتابع كل هذه الأسئلة وغرها كثير تدور على امتداد رواية سليمان رشدي التي تنهض على الجدال الدائم بين التاريخ والواقع، وبين الرواية والاثنين معًا في الوقت نفسه، كما تنهض أيضًا من الناحية البنائية على لعبة تغير المنظور الروائي بصفة مستمرة.
إسماعيل المهدوي: عن “آيات شيطانية”.. هل هي رواية؟
يرى الكاتب الراحل إسماعيل المهدوي عبر مقال منشور له بمجلة “إبداع” تحت عنوان "كتاب سلمان هل يعتبر رواية؟" قال فيه الحقيقة أن كتاب سلمان رشدي، يعتبر مجموعة أو مجموعات من الحكايات، لكن ذات اتجاه مضاد للإسلام ولتاريخ فجر الإسلام، وفي تركيبات من الخطرفة اللاعقلية واللامنطقية غير المفهومة وغير المبررة.
ولفت المهدوي، إلى أن الحملة المذكورة استهدفت استفزاز المسلمين لتشويه صورتهم وتوريطهم في فتاوي وأحكام القتل والإهدار ضد الخارجين على العقيدة الدينية، مع استفزازهم في الوقت نفسه وتوريطهم في الدفاع عن معتقداتهم بالوسائل المناسبة، أو بوسائل التشويه التي تشبه وسائل هؤلاء الأعداء المصنوعين بالمواصفات اللاعقلية.
حسونة المصباحي لماذا لم يفهم العرب سلمان رشدي
وقال الكاتب والناقد التونسي حسونة المصباحي عبر مقال تحت عنوان "لماذا لم يفهم العرب سلمان رشدي؟ اعتقد أن غضب إيران والمتعاطفين معهم من جميع انحاء العالم هو الذي حجب القيمة الفنية المهمة الفنية العالية لهذه الرواية الضخمة، والصعبة في آن واحد لتتقلص إلى مجرد شتيمة للإسلام والمسلمين، وهو ما يمكن اعتباره تحامل ظالم عليها، وعلى صاحبها، وإذا ما كان موقف المتزمتين والظلامين منسجمًا مع أفكارهم، وأطروحاتهم وحقدهم على كل أدب جريء فإن موقف البعض من الأدباء العرب، والمسلمين من الرواية المذكورة كان مشينًا حقًا، فقد اندفع هؤلاء غاضبين، ومسعورين مثل ذئاب ضارية لنهش لحم سلمان رشدي دون أن يجهدوا أنفسهم لقراءة صفحة واحدة من روايته.