يوسف.. رحلة مشقة من البحيرة للإسكندرية لكسب قوت يومه
بألوان مبهجة يسير يوسف على كورنيش عروس البحر المتوسط، يحمل على كتفة عصا خشبية علقت عليها بالونات فاقعة ألوانها وألعاب شاطئية تجذب أنظار كل من يراه.
فمن البحيرة إلى الإسكندرية انتقل يوسف الشاب الثلاثيني ليلون حياته بذات الألوان المبهجة التي حملها على كتفيه لتزيل عنه هموم أثقلت خطوات حياته، ومشقة أيام لا يجد فيها لقمة عيش.
وليستغل الفترات الصيفية وينتقل من عروس البحر المتوسط، ممتلئًا بالأمل لبيع مستلزمات البحر ثم الى الساحل الشمالي لبيع المأكولات الخفيفة معلقا " الصيف شغله واسع وكل واحد وشطارته".
وليترك قريته الصغيرة التي كان يعمل بها في مهنة النجارة ليتخذ لحياته البسيطة مسارا جديدا يبني بها يوما تلو اليوم الآخر كما يبني أدوار خرسانية صماء لغيره.
يقول إن اختيار الإسكندرية نظرا لكونها مدينة ساحلية مصيفية يقصدها عدد كبير من زوارها لقضاء إجازتهم، فدائما نحن أصحاب رزق اليومي نبحث عن المناطق المزدحمة بالزوار لشراء مالدينا وإكسابنا عددا من الجنيهات.
ولتغرز قدميه في رمال الشاطئ تاركا أثارا يملأها الجد والمشقة ليعمل ما يقرب ١٢ ساعة يوميا، صباحا على شواطئ الإسكندرية وليلا يفترش رصيف الكورنيش لبيع المثلجات لزوار المدينة الساحلية من المصطافين.
لدى يوسف أسرة صغيرة مكونة من زوجته وطفلين صغيرين ليتأمل الأب أنه كلما بعدت المسافات كلما كان الصبر في كسب رزق يومة ليحلم الأب أن يكون لدى أبنائه تعليم جيد يجعلهم يفتخرون بوالدهم فيما بعد.
ويحلم الشاب الثلاثيني، بأن يكون له محل صغير يكسب منه رزقه ورزق أبنائه بدلا من مشقة التنقل من مكانا لآخر دون أي شعور بالاستقرار، وأن يضمن لأبنائه مسارا تعليميا يجعل حياتهم أفضل من حياة أبيهم.