الإفريقية «سيرينا ويليامز».. التى ضحكت أخيرًا وكثيرًا
هناك العديد من عبارات التنمية البشرية التي تعرض بشكل دائم سواء من قبل المدربين أو الملهمين، ومن ضمن تلك العبارات «إذا قدرت على الحلم.. ستقدر على التنفيذ»، ولكن على الرغم من أن تلك العبارة تم ابتزالها، ولكنها صحيحة بشكل كبير، على الأقل في حكاية الإفريقية سيرينا ويليامز، كونها الأولى في جنسها وجنسيتها وثقافتها التي تحقق ما حققته، ولهذا أصبحت مثلًا أعلى للكثيرين، ولذلك عندما يفكر المرء في اعتزال سيرينا ويليامز الرياضة، وهي التي كرست حياتها لذلك حسبما ذكرت لمجلة «فوغ» بأنها «ستتطور بعيدًا عن التنس، نحو أشياء أخرى تهمها»، واعتقدت الكاتبة «ناتاشا هنري» أنها ستميل إلى أنها ستترك أيضا إرثًا في مجالات أخرى.
لا توجد طريقة يمكننا من خلالها تجاهل سجلها، فقد حصدت 23 لقبًا في البطولات الأربع الكبرى (حتى الآن)، و14 لقبًا مزدوجًا في البطولات الأربع الكبرى، وأربع ميداليات ذهبية أوليمبية على سبيل المثال لا الحصر.
لكن أعظم إنجاز لها لا علاقة له ببطولة ويمبلدون أو أي بطولة كبرى أو أي مضرب تنس، بل هي الطريقة التي تواصل بها محاولة خلق عالم لا تحتاج فيه الفتيات الصغيرات اللواتي يشبهنها من إفريقيا إلى المعاناة من الأشياء التي فعلتها أو الشعور بالاستبعاد من العوالم التي كن في كثير من الأحيان ممنوعات من الحلم حتى بالتواجد فيها، في عالم لا يقبل المختلفات ولا يفتح لهم ذراعيه.
لذا فإن الطريقة التي دخلت بها سيرينا عالمًا لا يشبهها فيه أحد، ورغم هذا أثبت باستمرار أن لها الحق في التواجد هناك، لم يكن فوزًا لها فحسب، بل كان فوزًا لكل شخص من نفس العرق الإفريقي؛ لأنها فتحت الطريق لهن.
لسيرينا الكثير من الحكايات، مثلًا عندما أخبروها أن ملابسها ستكون ذات لون فاقع لا يليق ببشرتها، وعندما طالبوها بتغيير شكل شعرها، رفضت وردت عبر الفوز بالمزيد من الألقاب، كأنها تقول لهم إنها مختلفة ورغم ذلك قادرة على المنافسة في عالمهم.
في عام 2014، سخر شامل تاربيشيف، رئيس الاتحاد الروسي للتنس، من سيرينا وشقيقتها فينوس بوصفهما «الأخوين ويليامز»، وصفته اللاعبة بأنه متحيز جنسيًا للغاية وعنصري، وواصلت صنع التاريخ، عندما ادعت إيون سرياك، لاعبة التنس الأوليمبية السابقة ومديرة بطولة مدريد المفتوحة في العام الماضي فقط، أنه يجب أن تتمتع بـ«اللياقة» للتخلي عن هذه الرياضة بسبب «عمرها ووزنها»، كانت قوية وغير مضطربة عندما كانت دائمًا في المحكمة، من أرادوا تشويهها كانوا دائمًا هناك، لكنهم كانوا دائمًا في المرتبة الثانية بعدها.
وقد لا يعرف الكثيرون أن التزامها تجاه المجتمع والشمولية ينتشر عبر ملاعب ويمبلدون، كانت واحدة من أوائل المستثمرين في فريق كرة القدم للسيدات أنجل سيتي في لوس أنجلوس، وتشارك عائلتها في العديد من الجمعيات الخيرية، وتعاونت مع منظمات أخرى لحماية الأطفال أثناء الوباء.