البابا فرنسيس: وجودنا على الأرض هو زمن التنشئة على الحياة التي تجد كمالها
أجرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء، مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وتابع تعليمه حول الشيخوخة .
استهل قداسة البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي مسلطا الضوء على خطاب وداع الله لتلاميذه بحسب إنجيل يوحنا.
وأشار البابا إلى أن الوقت المتبقي في الحياة للتلاميذ سيكون حتما عبورا من خلال ضعف الشهادة ومن خلال تحديات الأخوّة.
وقال البابا فرنسيس، إن الشيخوخة هي الزمن الملائم للشهادة المؤثرة والفرحة لهذا الانتظار، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن في الشيخوخة، أعمال الإيمان التي تقرّبنا نحن والآخرين من ملكوت الله تتجاوز قوة الطاقات والكلمات واندفاع الشباب والنضج. وتجعل هكذا وعد الهدف الحقيقي للحياة أكثر شفافية: مكان على المائدة مع الله، في عالم الله. ومن المثير للاهتمام رؤية ما إذا كانت هناك في الكنائس المحلية إشارة خاصة تهدف إلى إنعاش خدمة انتظار الله هذه، من خلال تشجيع المواهب الفردية والميزات الجماعية للشخص المسن.
وأكد البابا فرنسيس أن الشيخوخة التي تُعاش في إحباط بسبب الفرص الضائعة تحمل الإحباط لنفسها وللجميع، أما الشيخوخة التي تُعاش في احترام الحياة الواقعية فتزيل بشكل نهائي الفكرة الخاطئة لقوة تكتفي بذاتها وبنجاحها. وأضاف أنه حين نتحرر من هذا الادعاء، فإن زمن الشيخوخة الذي يمنحنا إياه الله يكون في حد ذاته من بين تلك الأعمال "العظيمة" التي يتحدث عنها يسوع. كما وأشار إلى أن حياتنا ليست للانغلاق على ذاتها في كمال أرضي وهمي، فهي موجهة إلى أبعد من ذلك عبورا بالموت. فمكاننا الثابت، نقطة وصولنا ليست هنا، إنما في جوار الرب حيث يقيم إلى الأبد.
وقال البابا فرنسيس إن الشيخوخة التي تُعاش في انتظار الرب تستطيع أن تصبح "الدفاع" عن الإيمان الذي يعطي للجميع دليل ما نحن عليه من الرجاء وإن الشيخوخة هي مرحلة الحياة الأكثر ملاءمة لنشر البشرى السارة أن الحياة هي تنشئة من أجل اكتمال نهائي المسنون هم وعد، هم شهادة لوعد.
وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين، توجه قداسة البابا فرنسيس بفكره إلى الشعب الأوكراني الذي لا يزال يتألم بسبب الحرب القاسية – كما قال الأب الأقدس - ودعا أيضا إلى الصلاة من أجل المهاجرين الذين يصلون بشكل مستمر.