تغطية خاصة من داخل غزة..
بكاء 6 شقيقات على قتل الأب والأم بالقصف الإسرائيلى.. «الدستور» تكشف حقيقة الصورة المُفجعة
في هجومٍ دموي على قطاع غزة شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم 5 يوليو الماضي، لتستهدف من خلاله مواقع حركة الجهاد الإسلامي داخل المنطقة، لم يسلم أحد منه، طال الصغير والكبير، الرجال والنساء، حتى الحيوانات الأليفة كانت إحدى ضحاياه.
الخراب حّل فجأة مرة أخرى على غزة التي ظلت 55 عامًا تحت القصف الإسرائيلي، لا يعرف أهلها طعم النوم في سلام، حياتهم مهددة طوال الوقت، الأمهات يصرخن وجعًا على فقدان فلذات أكبادهن، الأطفال يهرولون في الشوارع ويحتمون خلف الجدران، ورغم ذلك لم يسلموا من الرصاصات الغاشمة لجنود الاحتلال.
وفي صباح اليوم التالي من القصف الأخير، انطلقت جنازة أحد الشهداء الفلسطينيين في مدينة خان يونس، لتظهر صورة مُفجعة يدق القلب فور رؤيتها، وتدمع العين حزنًا على مآساتها، لتتطاير إلى مختلف الوكالات العربية والأجنبية، ويتداولها رواد التواصل الاجتماعي معبرين عن غضبهم الموقوت.
وداعٍ أليم
«6 أخوات فقدن أمهن وأبيهن بالقصف الإسرائيلي».. ذلك كان عنوان الصورة التي لا تحتاج إلى وصفٍ، فالدموع اللاتي انهالت من أعينهن كانت كافية لتوضح مدى وجع الفراق، وقلوبهن المرتجفة في تلك اللحظة كانت كافية لتنقل إلينا جميعًا مدى قسوة المشهد.
«الدستور» بحث عن هذه العائلة ليعرف مصير الأطفال بعد فقدان الأب والأم في لحظةٍ واحدة، وتّبين خلال رحلة بحثنا أن الصورة التقطت خلال تشييع جنازة الشهيد تميم حجازي، الذي ارتقى إثر القصف الإسرائيلي، قرب الساعة التاسعة صباحًا، يوم السبت الماضي.
وبعد ساعاتٍ من التقصي، تواصلنا مع ابن عم الشهيد سهيل يوسف حجازي، الذي كشف لنا حقيقة الصورة المُفجعة: «هؤلاء الفتيات هن بنات خال الشهيد، والأخريات من بنات الجيران، وذويهن جميعهم بخير».
المعلومة التي أخبرنا بها عن الفتيات الباكيات، صاحب الـ28 عامًا، كانت تعود لعلاقتهن القوية بشهيد القصف، الذي رحل في وقتٍ كان يخطط فيه لزفافه، وحرمه العدو الصهيوني من لحظة الفرح التي طالما انتظرها.
انقلب الفرح لعزاءٍ
«كان عنده فرح أخته بعد أيام قليلة، لكن انقلب لعزاء»، عبّر «حجازي»، في حديثه لـ«الدستور»، عن الصدمة الكبيرة التي أصيبت بها عائلة الشهيد، بعد أن سقط قتيلًا إثر هجوم الطائرات دون طيار، مثل الرجال والنساء والأطفال الذين راحوا ضحية الهجوم الشنيع.
وتّغير الوضع تمامًا داخل المنزل الذي كان على مشارف الاستعداد للزفاف، ليستقبل عزاء الشهيد تميم حجازي، وفي ذات اليوم حاولت أسرة الشهيد أن تحافظ على الوافدين، معلنة إغلاق المنزل في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً، بسبب الوضع الأمني الراهن، حفاظًا على أرواح الأهالي، وحتى لا يفجعوا على فقدان أحد من أحبتهم.
تعرفنا من خلاله بعد ذلك على شخصية « تميم حجازي»، صاحب الـ23 عامًا، والحاصل على شهادة علاقات عامة بجامعة فلسطين: «الشهيد كان عاطلًا عن العمل بسبب الظروف الصعبة في قطاع غزة، لديه شقيق وشقيقة أكبر منه، وشقيق آخر أصغر منه».
«أذِن للذين يقاتلون أنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقدير»، كانت تلك آخر الكلمات التي كتبها الشهيد عبر حسابه الشخصي بموقع «فيسبوك» قبل أن يفارق الحياة غدرًا، ويترك فجوة كبيرة داخل كل مُحب لشخصه، وعلى رأسهم الفتيات الباكيات في الصورة المؤلمة التي انتشرت مؤخرًا.
تدخل مصرى
حاولت الدولة المصرية التدخل لإنهاء حالة التوتر الراهنة في قطاع غزة، وكثفت اتصالاتها مع كافة الأطراف لاحتواء التصعيد الحالي، كما دعت مصر إلى وقف إطلاق النار بشكل شامل، بداية من مساء أمس، وتحديدًا في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت فلسطين.
لم تمر لحظات قليلة حتى عادت الأمور إلى نصابها، وأصبحت الحياة في غزة هادئة لحين إشعار آخر، بعد وقف إطلاق النار أمس، وفي الوقت نفسه أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، عن أنه إذ لم تلتزم إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار فسوف يتم استئناف القتال مرة أخرى.