صورة وتعليق.. القصة الحقيقية للوحة «اليدين المصليتين»
تداول عدد كبير من الأقباط، لوحة ليدين تصلي، وشرح الفنان جرجس فهمي قصة اللوحة قائلًا: «إن اسمها لوحة «اليدين المصليتين»، وهي لوحة شهيرة».
قصة اللوحة
وقال «فهمي»، في تصريح له، إن في قرية قريبة من بلدة نورمبرج الأوروبية، وتحديدًا في القرن الخامس عشر، عاشت عائلة مكونة من أب وأم وثمانية عشر طفلًا، لذا كانت ظروفهم المادية في غاية الصعوبة، ولكن ذلك لم يمنع الأخوين الأكبرين من حلم كان يراودهما، فالإثنين موهوبان في الرسم، ولذا حلما بالانضمام إلى الدراسة في أكاديمية الفنون في نورمبرج.
وأضاف: «كان حلمًا لأنهما علما أن والدهما لن يستطيع أن يتكفل باحتياجاتهما المادية وقت الدراسة، وأخيرًا، توصلا إلى حل بعد مناقشات طويلة امتدت لساعات الفجر المبكرة ولأيام عديدة، أن يُجريا قرعة، الخاسر يذهب للعمل في المناجم ويتكفل بمصاريف أخيه الفائز لمدة أربع سنوات هي فترة الدراسة في الأكاديمية، وبعدها يذهب الآخر ليدرس ويتكفل به أخوه ببيع الأعمال الفنية أو بالعمل في المناجم لو اقتضت الضرورة».
وتابع: «أُجريت القرعة، فاز بها ألبرت دورير، وهكذا ذهب إلى الأكاديمية، وأما أخوه فذهب إلى المناجم ليعمل فيها أربع سنوات، ومنذ البداية كان واضحًا أن ألبرت سيكون له شأن عظيم في عالم الفن، وعندما حان وقت تخرجه، كانت لوحاته وتماثيله تدر عليه دخلا وفيرًا».
وأكمل: «عاد ألبرت إلى قريته بعد غياب 4 سنوات وسط احتفال هائل، وصنع له أهله وليمة كبيرة، وعندما انتهوا من الطعام، وقف ألبرت وقال: «يا أخي الحبيب، الله يباركك ويعوضك عن تعبك لأجلي، لولاك لما استطعت أبدًا أن أدرس في الأكاديمية، الآن حان دورك في الذهاب، وأنا سأتكفل بمصاريفك، فلديّ دخل كبير من بيع اللوحات»، واتّجهت الأنظار صوب الأخ منتظرة ما سيقوله».
ووأردف: «أما هو فهز رأسه ببطء وقال: «لا يا أخي، أنا لا أقدر على الذهاب الآن، انظر إلى يديّ وما فعلته بهما 4 سنوات من العمل في المناجم، لقد تكسر الكثير من عظامها الصغيرة، لا يا أخي، فإني لا أقدر على الإمساك بريشة صغيرة والتحكم الخطوط الدقيقة».
واستطرد: «وذات يوم مر ألبرت على حجرة أخيه، فوجده يدعو ويداه مضمومتان، فاستوقفه المنظر وشعر برهبة شديدة، وهنا أخذ أدواته ورسم تلك اليدين، كتكريم للمحبة الباذلة التي لا تفكر في نفسها، وأطلق على اللوحة اسم «اليدين»، وأما العالم فأذهله الرسم وأعاد تسمية اللوحة بـ«اليدين المصليتين».