الصدفة الأليمة.. انهيار الصوامع يجدد آلام ذكريات انفجار مرفأ بيروت
اليوم، في لبنان أدبر الليل في وضح النهار وتكاثرت السحب السواء التي غيمت السماء وقبضت القلوب معاً، إذ انهار جزء من صوامع مرفأ بيروت والذي أشعل نيران الذكريات في عقول الشعب اللبناني لاسيما مع قرب حلول الذكرى السنوية الثانية للانفجار الضخم الذي وقع في المرفأ وتسبب في خسائر بشرية ومادية ضخمة.
وفي بضعة لحظات، انهار الجزء الشمالي من الصوامع بالمرفأ وجاء هذا الانهيار بعد حريق شب في الصوامع منذ 3 أسابيع وعجزت السلطات عن إخماده، ليرسل الجيش اللبناني مروحيتين لرش المياه على الصوامع بعد الانهيار الجزئي، لمنع انتشار الغبار الذي من الممكن أن يحتوي على بقايا مواد سامة ناجمة عن انفجار شحنة النترات قبل عامين.
المآساة
في أغسطس من عام 2020، وقع انفجار مدمر بمرفأ بيروت، وأسفر عن وقوع مئات من الضحايا إذ أودى الحادث بحياة نحو 200 شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف شخص.
ولكن حينها بقيت صوامع المرفأ صامدة على الرغم من تضررها الكبير في الانفجار الذي نجم عن وجود كميات ضخمة من نترات الأمونيوم، لتصبح شاهدة اليوم عن انفجار جديد.
شهود عيان: من يعيد سويسرا الشرق
لم تسطع ريم جبر، إحدى الشهود العيان عن انفجار الصوامع، عن منع انهيار دموعها كما لم تسطع منع انهيار المرفأ أو الصوامع على مدار العامين، معلقة: "لم نكن في حاجة إلى ما يذكرنا بالحادث، ولكن اليوم أصبح لدينا ذكرى جديدة أليمة تذكرنا بما هو أشد ألمًا".
"مع اقتراب ٤ آب انهيار ورا انهيار، بعد انفجار المرفأ في العام الماضي، ها هنا اليوم أمام حادث جديد وسقوط جزء من الصومعتين الغربيتين من جهة البحر من إهراءات مرفأ بيروت المدمّرة".
"لبنان يعيش بمآساة"، هكذا بدأت حسناء كمال حديثها بعدما سمعت صوت دوي انفجار ضخم وقد علمت أنه بسبب سقوط صوامع مرفأ بيروت.
تقول حسناء: " نريد لبنان التي كانت توصف بسويسرا الشرق، نريد من يعيدها كسيرتها الأولى، لبنان بحاجة إلى إعادة إعمار مرة أخرى، ونرغب أيضًا فيمن يعيد تشغيل المرفأ بكامل طاقته لصالح لبنان وشعبها".
الأهم تجاريًا في السبعنيات
مرفأ بيروت هو الميناء البحري الرئيسي في لبنان يقع في الجزء الشرقي من خليج سان جورج على ساحل بيروت شمال البحر الأبيض المتوسط وغرب نهر بيروت، مرحلة بناء اهراءات الحبوب في مرفأ بيروت.
وضع الرئيس شارل حلو وأمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح, حجر أساس بناء المرفأ في 16 ايلول 1968، وقد كان خلال السبعينيات من القرن العشرين أهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية المحيطة حتى تضرره.
خطر السقوط
وحذرت السلطات اللبنانية قبل أيام من أن الجزء الشمالي المتصدع جراء الانفجار معرض لـ "خطر السقوط".
وامتصت الإهراءات البالغ ارتفاعها 48 متراً والتي كانت تتسع لـ120 ألف طن من الحبوب، القسم الأكبر من عصف الانفجار المدمر لتحمي بذلك الشطر الغربي من العاصمة من دمار مماثل لما لحق بالجزء الشرقي من الصوامع.
وقبل نحو أسبوعين كان اندلع حريق في القسم الشمالي من الإهراءات، والذي توقع عدد من السلطات والخبراء أنه نتج عن تخمر مخزون الحبوب مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة.
في انفجار العام الماضي، اعتمد ميشال عون، الرئيس اللبناني، مبلغ يُقدر بنحو 100 مليار ليرة لبنانية خُصص حينها للظروف الاستثنائية، وذلك بعد انفجار مرفأ بيروت والذي تسبب بدمار كبير.