أطباء عن «بيرسينج الأنف»: طريق العدوى بالتهاب الكبد وكورونا وجدري القرود
تقليعة جديدة يهرع إليها عدد من الشباب والفتيات، وهي البيرسينج Piercing أو "ثقب الأنف"- إدخال الاكسسوارات والحلقان الصغيرة في هذا الثقب- في محاولة لإظهار جمالهم والسير وراء تقاليع الموضة الغربية والغريبة.
تلك التقاليع أثبتت خطورتها لتسببها في نقل العديد من الأمراض خاصة في الوقت الذي تنتشر فيه الأوبئة عالميًا مثل وباء "كورونا" و"جدري القرود" وغيره من الأمراض والفيروسات.
دكتور مناعة: يسبب نقل عدوى جميع الفيروسات
وهذا ما أكده الدكتور فايد عطية أستاذ الفيروسات الطبية والمناعة الذي أوضح أنه لا جدال على أن ثقب الأنف يتسبب في نقل عدوى جميع الفيروسات ومنها فيروس التهاب الكبد الوبائي، وكذلك فيروس "كورونا" وجدري القرود، مُشيرًا إلى أنه ثبت أن ثقب الأنف حاله حال الثقب في أي مكان بالجسم.
وأضاف في تصريح لـ"الدستور" أن العدوى تحدث بالفيروس أو البكتيريا من خلاله سواء في حال استخدام أدوات عامة أو خاصة، مُشيرًا إلى أنه في حال استخدام أدوات عامة تنتقل العدوى من شخص مُصاب إلى أخر، أما في حال استخدام أدوات خاصة قد تنتقل العدوى من خلال تطاير البكتيريا في الجو وتلوث المكان المحيط.
استشاري الأنف والأذن والحنجرة: تسبب إنتان الدم والتورم الدموي
كما أكد الدكتور محمد سمير استشاري الأنف والأذن والحنجرة أن الأنف يقع في منتصف الوجه ويسميه الأطباء مثلث الخطر، موضحًا أن الشرايين والأوردة التي تمر بالأنف تمر كذلك بالجيوب الأنفية، لذا أي إجراء يتم في هذه المنطقة يعرض الشخص لخطر الإنتان.
وأوضح أن الإنتان هو تعفن الدم ويشير إلى حالة مرضية خطيرة عند الإنسان والحيوان تتميز بتفاعل التهابي معمم نتيجة عدوى جرثومية وظهور جراثيم ونواتج استقلابها في الدم والأنسجة.
وتابع أن خرم الأنف في عدة مواضع، مثل الفتحات له عدة مخاطر منها خطر النزيف، كذلك يمكن أن يتسبب الثقب فيما يعرف بالورم الدموي إذ قد يتقيح ويتلوّث أو يبقى في الأنف ويشوّه المظهر الخارجي.
كما أشار إلى أن مصطلح الورم الدموي طبى يصف تجمعاً موضعياً للدم خارج الأوعية الدموية ويكون عادةً بصورته السائلة متخللاً الأنسجة وهو يتخلل أنسجة العضلات، مضيفا أن هذا الثقب قد يسبب كذلك ضررًا بالأعصاب المجاورة لمكان الإجراء مما ينتج عنه خدرًا وألمًا مكانه.
لا علاقة لها بجلب الطاقة وتختلف عن الإبر الصينية
إضافة للرغبة في إظهار الجمال وتقليد الثقافات الغربية اتجه الكثيرون إلى ثقب الأنف اعتقادًا أن ذلك يعد مصدرا من مصادر الطاقة وسببًا من أسباب تحقق الأمنيات حسب ما ادعى بعض من روجوا أنفسهم على أنهم مدربين طاقة، وهم في هذا ينسبون إجراء تلك الثقوب إلى العلم الصيني.
وهو الأمر الذي نفاه الدكتور فايد عطية موضحًا أن ذلك الأمر لا صلة له على الإطلاق بالعلم الصيني والإبر الصينية، مُشيرًا إلى أن علم الإبر الصينية هو علم يدرس، ويجرى وفق قوانين علمية واضحة ولا يسير وفق إجراءات عشوائية.
وكشف عن أن ثقب الأنف كما هو معروف لا يسبب أي فائدة بل أنه ينتج عنه العديد من الأضرار والمخاطر التي قد تصل بالنهاية إلى الوفاة.