«ملتقى الحوار» يصدر تقريرا حول «تفشي التنمر داخل المجتمع»
أصدرت وحدة البحوث والدراسات بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان اليوم، الثلاثاء 26/7/2022، تقريرًا بعنوان "تفشي ظاهرة التنمر داخل المجتمع".
ورصد الملتقى ظاهرة التنمر كعائق يحول دون التمتع بحياة أمنة وكريمة خالية من مظاهر العنف والكراهية.
وسلط التقرير الضوء على ان التنمر يعد من السلوكيات السلبية في المجتمع، والتي تتنافى مع المبادئ والقيم والأخلاق الإنسانية الرفيعة ومبادئ الأخوة والمساواة بين البشر، وهو فعل يسبِّب الأذى لكثير من الناس الذين يتعرضون لفعل التنمر ويعِّرض حياتهم لخطر التدمير، إضافة إلى الأذى النفسي الكبير الذي يصيبهم والعديد من الأضرار الأخرى التي تلحق بمن يتعرَّض لفعل التنمُّر.
كما أن هناك علاقة واضحة بين مفهوم العدوان والعنف والتنمر، فالبعض يعتبر العنف صورة متطرفة من العدوان، فالتنمر هو عدوان عام ومتعمد، قد يكون ماديا أو لفظيا او جسديا أو من خلال استخدام التكنولوجيا، وعلى ذلك فالتنمر هو أحد أشكال السلوك العدوانى.
وتناول التقرير عدد من المحاور أهمها:
أولا: أنواع التنمر.
فإذا كان التنمر يصنّف حسب نوع السلوك الخاطئ من المتنمر، فإنّ أنواعه قد تنحصـر في التنمر اللفظي، والجسدي، والاجتماعي، ويندرج تحت كل نوع تصنيفات فرعية أخرى كالتنمر الاجتماعي،الجسدي، اللفظي، الاسري، المدرسي.
ثانيا: أسباب التنمر.
إن معرفة ما هي أسباب التنمر وطرق علاجه قد تساعد على التخلص من تلك الظاهرة بشكل تدريجي، حيث يرجع ظهور ظاهرة التنمر بين الطلاب لعدد كبير من الأسباب التي قد لا يتوقع البعض أنها قد تؤدي إلى وضع أحد الطلاب في تلك الحالة، فلا يمكننا الجزم بأن هناك أسباب محددة أو معينة تدفع الشخص للتنمر علي غيره من الاشخاص، وهناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الأشخاص للتنمر، قد تكون اسباب نفسية، أسرية، مرتبطة بالمدرسة او اسباب تكنولوجية.. إلخ.
كما تطرق التقرير لبعض الحالات التي تعرضت في الفترة الأخيرة للتنمر بأنواعه سواء تنمر بدني، لفظي، إلكتروني، أسري.. إلخ.
ثالثا: الآثار والنتائج المترتبة على التنمر.
يؤثر التنمر على الجميع: على الضحية، وعلى المتنمّر، وعلى المشاهدين. تأثيرات التنمّر كثيرة ومنها الصحة العقلية والنفسية العاطفية، واستخدام العقاقير، والانتحار.
يؤدي التنمر إلى مشاكل نفسية وعاطفية وسلوكية على المدى الطويل كالاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق، فقد يلجأ الفرد للسلوك العدواني نتيجة للتنمر، ومن الممكن أن يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمر أو إلى إنسان عنيف، ومن آثار التنمر قلة النوم أو النوم بكثرة، كما يعاني من يتعرض للتنمر إلى الصداع وآلام المعدة وحالات من الخوف والذعر، كما يزداد انسحاب الفرد من الأنشطة الاجتماعية الحاصلة في العائلة أو المدرسة، حتى يصبح إنساناً صامتاً ومنعزلاً، وقد يوصل التنمر الضحية إلى الانتحار.
رابعا: الجهود المصرية لمكافحة التنمر في مصر.
ناقش التقرير دور المجلس القومي للامومة والطفولة في التصدي لظاهرة التنمر بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، ودورالقانون المصري في إدخال بعض النصوص التشريعية لتجريم التنمر، أيضا الاهتمام بالمواد الدراسية التي تُعلى القيم والأخلاق، وتؤكد على ضرورة احترام الآخر.
واختتم التقريربأن التنمر ظاهرة لا بد من علاجها، حيث التنمُّر من الظواهر التي يجب على المجتمع أن يسعى إلى علاجها بمختلف الوسائل الممكنة، والتي تبدأ من بناء الأجيال على الأخلاق الحميدة والقيم الحسنة والمساواة بين الناس على اختلاف ألوانهم وأعراقهم وانتماءاتهم ومعتقداتهم، وبثِّ تلك القيم والأخلاق بين مختلف أفراد المجتمع، إضافة إلى توجيه حملات التوعية بشكل مستمر تبيِّن مخاطر التنمُّر وتحذِّر الناس من مختلف أساليب العنف الجسدي أو اللفظي، ويجب تجريم فعل التنمُّر من خلال القوانين الرادعة وإعلاء الثقة بالنفس عند الأطفال.