جامعة الدول العربية: نتحرك لحماية مصالح المنطقة من تبعات الأزمة الروسية - الأوكرانية
أكد المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، أن أهمية زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف إلى الجامعة العربية، تتمثل في كون المنطقة العربية ليست بمعزل عن قضايا العالم.
وأضاف: «الجميع يلمس تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية، ووصلت إلى المنطقة في أكثر من صورة سواء وضع الأمن الغذائي أو وضع الأزمة الاقتصادية العالمية، أو غير ذلك من أمور».
وتابع «رشدي» في تصريحات لـ«الدستور»: «منذ اللحظة الأولى من اندلاع الأزمة فكان هناك محاولات من قبل الوفد الوزاري العربي التابع للجامعة يقوم بمجموعة من جهود الوساطة، حيث زار موسكو والتقى الوزير لافروف هناك، وأيضاً في نفس الإطار تم الالتقاء مع وزير الخارجية الأوكراني، في إطار الجهود المستمرة من أجل القيام بدور الوساطة».
وأشار إلى أنه بالرغم من هذه الجهود فالجميع يعلم مدى تعقيد هذا النزاع، وسيره في اتجاهات مسدودة، معلقاً: «ما يعني أن جهود الوساطة سواء من الجامعة أو من غيرها لم تأت ثمارها نظراً لتعقيد المشهد والنزاع بين الطرفين، ولكن محاولات الوساطة في حد ذاتها تشير أن الجامعة العربية أظهرت الاهتمام بهذا النزاع الدولي ذو التأثر على مصالح الدول الأعضاء بالجامعة».
واعتبر أن تواجد لافروف في الجامعة كان فرصة لاستماع الوزراء العرب لرواية الجانب الروسي.
ولفت إلى أن قبل عرض لافروف روايته على الوزراء العرب، كان هناك اجتماع ثنائي بينه وبين الأمين العام أحمد أبوالغيط، حيث جرى العديد من المباحثات بين الطرفين، جميعها تهدف للاستماع إلى رؤية الجانب الروسي بالتفصيل، بالإضافة إلى طرح "أبوالغيط" بعض الشواهد العربية بخصوص النزاع وتداعياته على المنطقة، كالاتفاق الأخير، والذي يطلق عليه "اتفاق اسطنبول"، والذي يسمح بخروج شحنات غذائية من أوكرانيا.
وقال: «وهذا الاتفاق كان مبشراً لأن الأزمة الغذائية، هي أكثر تداعيات الحرب خطورة على المنطقة، فكان هناك فرصة مع لافروف للاستماع عن تطبيق هذا الاتفاق، كونه من أهم شواغل الجانب العربي».
ولفت إلى أن في هذا السياق يجب التأكيد أن الجامعة كل ما يهمها هو طرح شواغلها من تداعيات الأزمة، والبحث عن مصالحها، وكيفية حماية هذه المصالح، عبر تقليل الآثار السلبية على المنطقة من هذا النزاع.
وعن استضافة الجامعة العربية إلى أطراف من الجانب الأوكراني، فأكد المتحدث باسم الأمين العام، أن الجامعة تفتح أبوابها للجميع بلا استثناء، وعندما قدم الوزير لافروف طلبًا لتنظيم لقاء من المندوبين، كان هناك تطلع لذلك، وفي حالة طلب الجانب الأوكراني نفس الأمر، فأن الجامعة ستفتح أبوابها للاستماع إلى كافة الأطراف.
وتابع: «بالفعل الجامعة العربية التقت بالجانب الأوكراني من قبل عبر الوفد الوزاري المكون من سبعة وزراء، بالإضافة إلى الأمين العام احمد أبوالغيط، للاستماع إلى روايته».