«الست» على مائدة المركز الدولي للكتاب السبت المقبل
يجتمع فريق المناقشة، في الخامسة مساء يوم السبت المقبل، لمناقشة رواية "الست" للروائية سمر نور والصادرة عن دار العين للنشر، بالمركز الدولي للكتاب؛ وذلك ضمن فعاليات موسم مناقشة الكتابة المصرية المعاصرة، الذي أطلقه فريق المناقشة كتيمة عامة للنصوص التي سيتم مناقشتها خلال الموسم الجاري.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "بدأ الشغف بالألوان غريبًا، وساحرًا. لم أكن أعرف أنه سيتحول إلى سلاح في يدي وأنا أواجه الوحش، مثله مثل صوت أم كلثوم الذي تسلل إلى بيتي الجديد خلسة، من نافذة غرفة النوم. كنت أهرب من عيني الوحش وألصق عيني في شاشة اللاب توب، حين باغتني صوتها وهي تجلجل في السكون: الله محبة، الخير محبة، النور محبة، يا الله! كيف لم أكن أنصت إلى هذا الصوت من قبل؟! كانت تكمل تلاوتها فتلين عيناه الذئبيتان. يتوه توحشهما في شك ما، نعم كان شكًّا، هذا الذي دفعه للهروب. لم يخف الوحش. لم يحترق كشياطين الأفلام، إنه فقط تشكك في قدرته على محاصرتي. هرب من سكينتي المفاجأة، من غياب التحدي في عيني الهاربتين فوق شاشة اللاب توب. شك في كوني عدوًا مفترضًا، لكنه أيضًا، لم يتأكد من كوني صديقًا. لم أهزم الوحش ولم يهزمني، حتى هذه اللحظة لم يحدث إلا أننا روضنا بعضنا البعض. لا يمكنني القول إنني كنت أعرف هذا حين باغتني وباغته صوت "الست" لأول مرة. كنت أعتقد آنذاك أنني هزمته، ومع كل ليلة يتسلل فيها الصوت المتمكن ويهرب أمامه الوحش كنت أعتقد أنني وجدت تعويذتي، وأنه غادرني بلا عودة".
في رواية "الست" تواجه الكاتبة الواقع متسلحة بالخيال، من خلال امرأة تستقل في بيت لأول مرة في حياتها لتجد نفسها وجهًا لوجه مع مخاوفها، تذهب إلى كهف الوحش لمواجهته وترويضه بجرأة، ومن خلال هذه المواجهة تعاين الأحاسيس المكتومة عن كثب: الجسد في مسراته وخوفه، الحواس في تداخلاتها، الحب في لعبته المراوغة، البهجات الصغيرة، والتفاصيل اليومية، أيضا العلاقة مع الكون: النجوم، البحر، السماء، الألوان، الفنون في تشابكاتها بين الموسيقى واللوحة بين الشاشة والكلمة، كلها تتحد داخل جدران البيت، وفي قلب الست.
سمر نور روائية وصحفية وتعمل كرئيس قسم الأدب في جريدة الأخبار، صدر لها مجموعة قصصية وتشكيلية بعنوان "معراج" عن سلسلة إبداعات بالهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2004، مجموعة قصصية "بريق لا يحتمل" دار ملامح للنشر عام 2008، رواية "محلك سر" دار النسيم للنشر عام 2013، مجموعة قصصية "في بيت مصاص دماء" الهيئة العامة للكتاب عام 2016، رواية بعنوان " السِّت" دار العين للنشر 2018، ورواية "تماثيل الجن" مركز المحروسة 2022.
وشاركت بقصة "حفلة بينوكيو" في كتاب مختارات قصصية صدر بمناسبة ذكرى نجيب محفوظ عام 2012 بمشاركة مائة كاتب مصري، وسبق لها نشر قصة "أحزان فرح" في الكتاب الفضى الصادر عن نادى القصة بمناسبة حصول نفس القصة على جائزة نجيب محفوظ عام 1999، ونشرت قصصها في العديد من الجرائد والمجلات المصرية والعربية مثل جريدة أخبار الأدب وجريدة الحياة اللندنية، ومجلة الدوحة وغيرها.
حصلت على جائزة ساويرس في القصة القصيرة فرع كبار الكتاب دورة عام 2017، كما تعمل كمدير تحرير سلسلة حواديت للأطفال الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، وسبق لها العمل في جرائد ومجلات مصرية وعربية منذ عام 1998، وحصلت على جائزة التفوق الصحفي فرع الصحافة الثقافية من نقابة الصحفيين المصرية عام 2008.