وزير الأوقاف: الدولة العظيمة هى التى تحفظ حق جيرانها ولا تعتدى عليهم
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، خطبة الجمعة بمسجد "البحر" بدمياط بعنوان "الجار مفهومه وحقوقه"، بحضور اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور إسلام إبراهيم نائب محافظ دمياط، الدكتور أسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة: إن "الإسلام عُني عناية خاصة بالعلاقات الإنسانية وعمل على إقامتها على أسس من التراحم والتكافل والتسامح والتعاون، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأهله، وخير الناس لأزواجه وخير الناس لأبنائه وخير الناس لأحفاده وخير الناس لأصحابه وخير الناس لجيرانه وخير الناس للناس أجمعين، وقد عني (صلى الله عليه وسلم) بالجار عناية خاصة من منطلق المنهج الإسلامي الرباني".
واستشهد الوزير بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "ما زالَ جبريلُ يُوصِينِي بالجارِ حتى ظننتُ أنَّهٌ سيورِّثُهُ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ"، قيل: مَن يا رسولَ اللهِ؟ قال: "الذي لا يأمنُ جارُهُ بوائِقَهُ"، ولم يقل (صلى الله عليه وسلم) الذي لا يؤذي جاره، أو الذي لا يقع منه أذي وإنما "الذي لا يأمن جاره بوائقه" أي الذي يتوقع منه الأذى، فإذا كان الجار يُخشى منه الأذى فقط، ولا يطمئن جاره إليه فهذا يقع تحت قوله (صلى الله عليه وسلم): "واللهِ لا يؤمنُ، واللهِ لا يؤمنُ".
وتابع: "جاءَ بعضُ الناسِ إلى سيدِنَا رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) وذكرُوا له امرأةً صوامةً قوامةً، تصومُ النهارَ وتقومُ الليلَ إلَّا أنَّها تُؤذِي جيرانَها بلسانِهَا، قال (صلَّى اللهُ عليه وسلم): "هي في النّار"، ويقول سبحانه: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ"، وهنا بدأ النص القرآني بذكر عبادة الله سبحانه وعدم الإشراك به والتوصية بذي القربى واليتامى والمساكين".
وبين وزير الأوقاف أن معنى قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ" قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ قال "جارٌ لا يأمنُ جارُهُ بوائقَهُ" قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُهُ قال "شرُّهُ" أي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) نفى الإيمان ليس عمن يؤذي جاره فحسب بل عمن يخشي جاره منه الأذى، فالجار إن خشي منك الأذى فهناك خلل في إيمانك لا بد أن يأمن الجار جاره وإلا لتحولت حياتنا إلى توتر لا ينتهي.
وأكد على أن "كل ما جاء في حق الجار في القرآن الكريم أو في سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) جاء عامًّا ليس خاصًّا في حق الجار المسلم فقط، فحق الجار عامٌ في كل الجوار سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، كما كان سيدنا عبدالله بن عمر (رضي الله عنه) وغيره من الصحابة والتابعين يفعلون من الإحسان إلى جيرانهم سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، فكل ما جاء في الكتاب والسنة لا يخص المسلمين وحدهم وإنما جاء عامًا في مطلق الجوار".
وأضاف أن "الجوار كما ينبغي أن يحفظ بين الأفراد ينبغي أن يحفظ بين الدول، فالدول العظيمة هي التي تحفظ حق جيرانها، فلا يؤتى جيرانها من قبلها، ولا يؤذى جيرانها من قبلها، ولا تتطاول على جيرانها أو تعتدي عليهم ، ولا تسيء لجيرانها، بل تكون لجيرانها عونًا وسندًا وداعمًا، فحق الجوار الدولي لا يقل حرمة وأهمية عن حق الجوار الشخصي".