محللون: قمة جدة تعكس تحول الدول العربية إلى صنّاع قرار
شدد عدد من المحللين السياسيين العرب، على أهمية قمة جدة للأمن والتنمية فى تأكيد أهمية المنطقة العربية بالنسبة للولايات المتحدة، وتعكس تحول دول المنطقة إلى «صناع قرار».
واعتبر المحللون العرب، فى حديث مع «الدستور»، أن القمة بمثابة تصحيح مسار من إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، التى أصبحت تدرك أهمية المنطقة العربية، بعد فترة من التقليل من تلك الأهمية.
عمر قايد: تُجدد التكامل الإقليمى.. والنتائج إيجابية
وصف الإعلامى السعودى عمر سيف قايد نتائج «قمة جدة» بأنها «إيجابية للغاية»، خاصة مع حضور العديد من القادة، ومن بينهم ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، والملك الأردنى عبدالله الثانى، والرئيس الأمريكى جو بايدن، ورئيس الوزراء العراقى. وأوضح «قايد» أن أبرز نتائج تلك القمة هى تأكيد الشراكة التاريخية وتعزيز التعاون بين الدول وبعضها البعض، وتجديد التكامل الإقليمى والوحدة العربية، مشيرًا إلى أن القادة رحبوا بوجود الرئيس الأمريكى جو بايدن فى المملكة العربية السعودية، وشراكة الولايات المتحدة الاستراتيجية والممتدة لعقود مع الشرق الأوسط، إلى جانب التزام واشنطن الدائم تجاه شركائها، وإدراكها الدور المركزى فى المنطقة، لربط المحيطين الهندى والهادى وأوروبا وإفريقيا.
عباس الجبورى: تعزز عودة بغداد للصف مرة أخرى
شدد عباس الجبورى، المحلل السياسى العراقى، على أن «قمة جدة» جددت وحدة الصف العربى والقواسم المشتركة بين دول المنطقة، خاصة بالنسبة لبلاده العراق. وأوضح «الجبورى» أن بغداد كانت قد انقطعت عن الإقليم منذ نحو ٢٠ عامًا، بسبب الإرهاب والتحديات التى واجهتها، لكنها عادت إلى المحيط العربى والإقليمى باعتباره منبعًا استراتيجيًا، من خلال المشاركة فى العديد من القمم ومن بينها «قمة جدة». وأضاف: «هذه القمة ومن قبلها العديد من اللقاءات، ساعدت على عودة وتعزيز العلاقات السعودية العراقية»، معتبرًا أن القمة نجحت بفضل المشاركة الرفيعة من القادة العرب. وواصل: «حضور بايدن كان له دور كبير فى نجاح الحدث، إلى جانب القادة العرب وعلى رأسهم الرئيس السيسى والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى ورئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، وقادة الخليج».
على التميمى: دليل على أن دولنا باتت تملك قرارها
رأى على التميمى، المحلل السياسى العراقى، أن «قمة جدة» مهمة عالميًا وعربيًا، وتعكس تحول الدول العربية إلى صناع قرار، وأنها باتت تمتلك قرارها، وهذا تحول إيجابى كبير بالنسبة للمنطقة على النطاق الدولى.
وقال «التميمى» إن الدول العربية تتميز بحجمها الكبير من حيث الموارد البشرية والطبيعية، ومن حيث الاقتصاد والتنمية والإعمار والاستثمار، وهذا ما يمنحها ثقلها السياسى.
واعتبر أن مشاركة العراق فى هذه القمة من النقاط المهمة، خاصة فيما يتعلق بملفى الطاقة ومكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن القمة مثلت تعزيزًا مهمًا للتعاون بين السعودية والعراق.
محمد الصواف: تصحيح مسار من بايدن فى المنطقة
قال محمد خلفان الصواف، المحلل السياسى الإماراتى، إن زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن للمنطقة جاءت على خلفية ورطته والمأزق الإقليمى الذى وضع نفسه فيه، من خلال اتباع سياسات حاول من خلالها التقليل من أهمية المنطقة فى السياسة الأمريكية.
وأضاف «الصواف»: «واشنطن انسحبت من أفغانستان، وتسعى حثيثًا نحو توقيع الاتفاقية النووية مع إيران، دون أن تضع فى اعتبارها مواقف الدول الرئيسية فى المنطقة، وهذا هو المأزق الإقليمى، ودوليًا، تركت واشنطن الفرصة لمنافسيها، وهما روسيا والصين، لملء الفراغ الاستراتيجى فى المنطقة، والاستفادة من أخطاء السياسات الأمريكية».
مايكل مورجان: مكاسب عربية كبيرة بتغير موقف واشنطن
اعتبر مايكل مورجان، المحلل السياسى الأمريكى، أن رحلة الرئيس الأمريكى إلى الشرق الأوسط كانت حاسمة للغاية.
وقال «مورجان»: «رغم نفى الرئيس بايدن مرارًا وتكرارًا احتمال حدوث أى لقاء بينه وبين ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فإن معظم اجتماعاته، إن لم تكن كلها، تضمنت وجود ولى العهد، كما حدث لقاء ثنائى بينهما».
ورأى المحلل الأمريكى أن نقص إمدادات الطاقة عالميًا، وارتفاع معدلات التضخم، دفعا الإدارة الأمريكية إلى تغيير موقفها من التعامل مع المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن ولى العهد السعودى حصل على مكاسب سياسية هائلة خلال هذه الزيارة، التى كانت لها جوانب كثيرة مخفية أكثر مما يراه المراقبون.