كاتبة أمريكية: النيل يكشف سحر مصر الحقيقى برحلات الأقصر وأسوان
سلطت صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية، الضوء على الرحلات النيلية وكيفية كشفها الجمال الحقيقي لمصر وسحر مدنها، من خلال رحلة للكاتبة الأمريكية إيرين كلير براون.
وقالت إيرين: "على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من الرصيف في بلدة إسنا الصغيرة بجنوب مصر، يقوم طاقم السفينة أديلايد ببراعة برفع الأشرعة المخططة باللونين القرمزي والأبيض، وأثناء انتفاخها بفعل الرياح الجنوبية القوية بدأ القارب في الانطلاق بلا صوت في اتجاه التيار، شعرت في هذه اللحظة بشيء بداخلي يسترخي ويتوسع أيضًا".
وتابعت: "كنا بصدد الانطلاق في رحلة لمشاهدة بعض المواقع الأكثر شهرة في صعيد مصر عبر الممر المائي الذي جعل كل ذلك ممكنًا، على نوع من السفن التي أبحرت في نهر النيل لآلاف السنين".
رحلة ممتعة
وأضافت أن الرحلة التي يبلغ طولها 230 كيلومترًا من الأقصر إلى أسوان، والتي تستغرق عادةً ثلاث ساعات بالسيارة، ستمتد بدلًا من ذلك على مدى ستة أيام فاخرة على سطح القارب، وهو قارب شراعي تقليدي مزدوج الصاري يتسع لحوالي اثني عشر راكبًا، يديره نور النيل.
واستطردت قائلة: "بعد عقود من الإبحار في النيل على متن سفن صغيرة، حيث ينام الركاب على سطح السفينة ويستحمون في النهر، تعاون إنريكي كانسينو وإيلونور كامير مع صانع القوارب المصري سيد خليفة لإحياء فن الدهبية، وكما أخبرني كانسينو (دع الناس يتمتعون بهذه التجربة القريبة من النهر، فقط بإضافة دش ساخن ومرحاض)".
وتابعت: "كنت أحلم بهذا اللقاء الوثيق مع النيل منذ أن قرأت رواية أجاثا كريستي (موت على النيل) قبل سنوات، قامت كريستي بنفسها بالرحلة في عام 1933، حيث سافرت على متن سفينة SS Sudan، وهي سفينة بخارية فاخرة نقلت الطبقة العليا لأوروبا على طول النهر لتقديم عرض أكثر روعة ساعدتها التجربة، إلى جانب فصول الشتاء العديدة التي قضتها على الحفريات الأثرية في البلاد، في رسم مشاهد رائعة للعالم القديم، ممزوجة بسحر المجتمع الراقي، والتي استحوذت على خيال القراء وهوليوود لأجيال".
وأكدت الصحيفة أن الرحلة النيلية تحمل جزءًا من السحر في مصر وقليلًا من المغامرة، ففي هذه الرحلة يستمتع الزوار بالطبيعة الحميمية لمصر، ووجبات تقليدية رائعة، فالنيل هو مصدر الرزق الأكبر لمصر، فعندما توقفت الرحلات السياحية جراء وباء فيروس كورونا والثورة كان النيل يدفع رواتب العمال، بسبب أشجار المانجو والموز الكثيفة التي تحيط النهر، حيث يعتمد جنوب مصر بشكل كبير على الاقتصاد الزراعي وهو قطاع لا يتأثر بالاضطرابات السياسية أو الصحية.