آرثر كونان دويل بدأ بكتابة الرواية التاريخية وكره الشخصية التى جلبت شهرته
يعد الطبيب الأسكتلندي آرثر كونان دويل، والذي تحل اليوم ذكري رحيله عن عالمنا، حيث توفي في مثل هذا اليوم من العام 1930، من أشهر كتاب أدب الروايات البوليسية والمشوقة الغامضة.
وتعد روايته “شيرلوك هولمز”، من أشهر روايات الجرائم الغامضة في تاريخ الأدب الإنساني العالمي. ومن بين رواياته الأخري نذكر روايات: الكلب آل باسكرفيل، دراسة في اللون القرمزي، لغز العصابة الرقطاء، إبهام المهندس، علامة الأربعة، العالم المفقود، مغامرات شيرلوك هولمز، مذكرات شيرلوك هولمز، فضيحة في بوهيميا، وادي الخوف، مغامرة الجوهرة الزرقاء، مغامرة الرجل الأحدب، عصابة ذوي الشعر الأحمر، أرض الضباب، الحكاية الأمريكية، صديقي القاتل، الفأس الفضية، عشية عيد الميلاد المثيرة، المشكلة الأخيرة، الجماعة البيضاء، قضية هوية، الرجل ذو الشفة المقلوبة وغيرها.
قادت أعمال آرثر كونان دويل الروائية والأدبية إلي المجد وجعلته ملء السمع والبصر وقادته حيث القصر الملكي، حيث ركع وقال له الملك: “قم فأنت فارس”، ثم رفعه إلي قمة المجد الأدبي والاجتماعي في العالم أجمع.
ــ آرثر كونان دويل الأب الحقيقي الأول للرواية البوليسية الحديثة
تعد شخصية “شيرلوك هولمز” من أشهر الشخصيات الروائية في العالم، وبالرغم من هذا قال مبتكرها السير آرثر كونان دويل: لم أكره في حياتي أحد بقدر ما كرهت هولمز.
وعن سر كرهه لهذه الشخصية التي خلدت أسمه في تاريخ الأدب العالمي يوضح آرثر كونان دويل: لم أكن أود أن أشتهر به، لم أتمني يوما أن أتسلق إلي قمة المجد الأدبي بروايات تافهةو بطلها هذا التافه “هولمز”. بغضي لــ شيرلوك هولمز هو العقدة النفسية التي نغصت علي حياتي، لقد عشت أسيره، يفعل بي ما يشاء، ويحرمني من كل ما أحببت، ولم أسترح إلا بعد أن دفعته تلك الدفعة القاتلة من أعلي شلالات راشن باخ.
ــ كيف حول آرثر كونان دويل مسار حياته من الطب إلي الأدب؟
لم يخط ببال آرثر كونان دويل الاشتغال بالأدب. ففي مقتبل شبابه افتتح عيادة في بورتسموثو وكان يساعده في العمل بها ابن عم له في السابعة عشرة من عمره. إلا أن لا أحد ارتاد العيادة أو اقترب منها، وكان يقضي الساعات بهذه العيادة في انتظار المرضي دون جدوي لا عمل له، فعكف علي القراءة، ثم عن له أن يكتب القصة القصيرة، وكان مثله الأعلي في الكتابة هو "والتر سكوت"، فبدأ يقلده في أسلوبه الأدبي.
أرسل آرثر كونان دويل قصته الأولي كأي كاتب مبتدئ إلي الصحف والمجلات فأعيدت له دون نشر، لكنه لم ييأس أو يستسلم، وكان يكتب بشراهة ويرسل المرة تلو الأخري إلي الصحف علي أمل أن يهتم أحد يوما بقصصه وينشر بعضها. وبدأ حياته بكتابة الرواية التاريخية.
يقول “دويل” عن كتاباته في هذه الفترة: كانت موهبتي الحقيقية في كتابة الرواية التاريخية، وكنت أطمع أن أشتهر بهذا اللون، ولكن المؤسف أنني لم أشتهر إلا بروايات ذلك التافه شيرلوك هولمز.
ــ من أين استوحي آرثر كونان دويل شخصية دكتور واتسون؟
وبالمثابرة نشرت له أول قصة من ذلك اللون الأدبي في مجلة “كورنيل”، ومنها اكتسب أول مبلغ من عمله الأدبي، مما شجعه علي تحويل مسار حياته من الطب إلي الأدب، خاصة مع عدم تردد أي مرضي علي عيادته، وصارت غرفة الفحص، غرفة تحضير شخصيات رواياته، والمسرح الذي تقع عليه الأحداث، ويدور فوقه الحوار، ولكنه لم يهجر الطب تماما وتابع دراسته العليا في طب العيون، وذهب إلي فيينا في أحد المؤتمرات الطبية وهناك قابل أستاذه القديم، دكتور "جوزيف بيل"، وبعد هذه المقابلة خطر في باله أن يكتب رواية بوليسية، بطلها دكتور “بيل” لما يتمتع به من نوادر طريفة يذكرها له آرثر كونان دويل خلال فترة الدراسة الجامعية. حيث كان “بيل” يتمتع بموهبة عظيمة في الملاحظة وأسلوب التفكير المنطقي، وكان يثير ابتهاج تلاميذه في عيادته بالتعرف لا علي علل المرض فحسب، بل وعلي أصولهم العنصرية وحرفهم ومناطقهم الجغرافية.
يقول آرثر كونان دويل عن أستاذه دكتور جوزيف بيل: أذكر أنه قال لأحد المرضي: “أنت يا سيدي صف ضابط تم تسريحك حديثا من الجيش، ولقد عدت لتوك من جزر الباربادوس، وأنت تعاني من داء الفيل” وسأله دويل عن كيفية معرفته لهذه المعلومات عن مريضه، فأجابة “بيل”: لو أنك لاحظت مشيته لأدركت أنها مشية عسكرية، فهو إذن ملتحق بالجيش، وعدم خلعه قبعته عند دخوله إلي غرفة الفحص يوحي بإحساس السلطة لديه، ومثل هذا الإحساس لا يبدو مبالغا فيه إلا عند ضباط الصف. كما أن بشرته التي لوحتها الشمس والمرض الذي يشك منه علي أنه جاء من منطقة استوائيةو وتحديدا من جزر الباربادوس لأن هذا المرض منتشر هناك.