«الاشتراك فى الأضاحى».. فتاوى مهمة عن أضحية العيد
أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى الذي ينتظره المسلمون في كل أرجاء العالم، وفي مثل هذا التوقيت من كل عام يرسل إلى دار الإفتاء العديد من الأسئلة المهمة حول قواعد تقديم الأضحية. نسلط الضوء على أبرزها خلال السطور التالية:
هل الأضحية بالوزن أم بالسن؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول: "هل الأضحية بالوزن أم بالسن وما سن الأضحية؟"، ليجيب عن السؤال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال: "فيما يتعلق بالغنم فأقل شيء 6 أشهر على مذهب السادة الشافعية، أما الماعز فأقل سن هو عام، أما الأبقار فأقل عمر سنتين، والإبل 5 سنوات".
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "لكن أجازت دار الإفتاء المصرية، إذا وصل البقر إلى منتهى اللحم أي تجاوزت 350 كيلو فيجوز الأضحية حتى ولو لم يكن قد أتم السنتين، وذلك بناء على أن طريقة العلف تطورت وأصبح هناك وسائل جديدة تجعل الأبقار تأكل كثيرا وتنضج ويكمل لحمها حتى دون أن تصل لعمر السنتين فإذا كان ذلك متحقق فلا مانع شرعا من الذبح كأضحية حتى لو لم يكن قد وصل السنتين".
ثواب الأضحية
واحد من الأسئلة التي جاءت لدار الإفتاء عن ثواب ذبح الأضحية، قالت دار الإفتاء إن للأضحية ثواب عظيم عند الله تعالى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله أصحابه عن الأضاحي: "سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ. قَالُوا مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ".
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الأضحية من السنن المؤكَّدة، وشرعت شكرًا لله تعالى، وإحياءً لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، كما أن فيها تعظيمًا لشعائر الله سبحانه.
شروط الأضحية
أكدت دار الإفتاء أن للأضحية شروط يجب أن تتوفر فيها، بعضها يرجع إلى الأضحية ذاتها، وبعضها يرجع إلى الـمُضحي، فمن شروط الأضحية ذاتها أن تكون من الأنعام، أي الإبل والبقر والجواميس والغنم، سواء كانت الغنم ضأنًا أو ماعزًا، فلا يجزئ غير ذلك من الدواب والطيور؛ لقوله تعالى "لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ".
وأضافت دار الإفتاء أن من شروط الأضحية كذلك أن تكون خالية من العيوب الظاهرة التي تنقص اللحم أو الشحم، وأن تكون قد بلغت سن التضحية، فليس كل الأنعام يصح جعلها أضحية يتقرب بها إلى الله عز وجل، فقد اتفق جمهور الفقهاء على أنه لا يجزئ من الإبل والبقر والمعز إلا الثَّنِي فما فوقه، ويجزئ من الضأن الـجَذَع فما فوقه، والـجَذَعة ما بلغ سنة، والثَّنِي من الإبل ما بلغ خمس سنين، ومن المعز والبقر ما بلغ سنتين.
الاشتراك فى الأضحية
أجازت الفتوى اشتراك أكثر من شخص في ذبح بقرة واحدة بنيات مختلفة -كما هو مذهب جمهور العلماء، كما يجوز أن يذبح الشخص الواحد بقرة واحدة بنيات متعددة.
الأكل من الأضحية
وذكرت دار الإفتاء في فتواها أنه يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب ويتصدق منها على الفقراء ويدخر منها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم يوم عيد الأضحى لأصحابه «كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا» وقال العلماء الأفضل أن يأكل الثلث، ويتصدق بالثلث، ويدخر الثلث، وليس المقصود تحديد الثلث بالضبط وإنما على وجه التقريب، كما يسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول باسم الله، الله أكبر، اللهم هذا عن فلان، ويسمي نفسه، فإن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة «يَا فَاطِمَةُ، قُومِي فَاشْهَدِي أُضْحِيَّتَكِ، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ مِنْ دَمِهَا كُلُّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ، وَقُولِي "إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ"، قَالَ عِمْرَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا لَكَ وَلأَهْلِ بَيْتِكَ خَاصَّةً، فَأَهْلُ ذَاكَ أَنْتُمْ، أَوْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟ قَالَ بَلْ لِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً» وقال العلماء يجوز نقل الأضحية من بلد إلى آخر.
ترك مخلفات الأضاحى
وأكدت دار الإفتاء أن ترك مخلفات ذبح الأضاحي والصدقات في الطرقات العامة، وعدم القيام بتنظيفها والتسبب في أذى المواطنين وتعريضهم لمخاطر الإصابة بالأمراض حرام شرعًا وهو عمل غير شرعي، ويعتبر من السيئات العظام التي يجب البعد عنها وتجنبها، وذلك لما نصت عليه الأدلة من الكتاب والسنة المطهرة.