نقاد وكتاب عن 30 يونيو: ثورة الحفاظ على الهوية المصرية
جاءت ثورة 30 يونيو للحفاظ على الهوية المصرية الخالصة، وضد ما كانت تخطط له الجماعة المحظورة في طمس معالم الهوية المصرية، ولعب المثقفون المصريون دورا رئيس في إندلاع الشرارة الأولى للثورة المصرية عبر اعتصامتهم بوزارة الثقافة المصرية ومطالبهم باقالة وزير الثقافة المتعاطف مع الجماعة المحظورة ,من ثم جاءت مطالبة المثقفين باقالة النظام السياسي التابع للجماعة المحظورة، في التقرير التالي يكشف كتاب ونقاد ما قدمه المثقفين للثورة المصرية ولماذا ارتبطت 30يونيو بمثقفي مصر.
يسري عبد الله: ثورة يونيو جاءت دفاعا خالصا عن الهوية المصرية
يقول الكاتب والناقد والأكاديمي الدكتور يسري عبدالله "تعد ثورة ٣٠ يونيو دفاعا خالصا عن قيم الهوية الوطنية المصرية التي تعرضت لمحاولات تشويه متعمدة على يد الجماعات المتطرفة، ولعل محاولات الأخونة التي سعت إليها جماعة الإخوان الإرهابية دليل بارز في هذا السياق، فالجماعة تسفر دائما عن وجهها القبيح حينما تعتقد في قدرتها على التمكين.
وأشار عبد الله إلى ان "تحمل ثورة الثلاثين من يونيو وجها ثقافيا بارزا، يبدأ من المعنى الذي تنطوي عليه، بوصفها استعادة لمفهوم الدولة الوطنية، وتعبيرا دالا على التلاحم الوطني بين الشعب، ومؤسساته الوطنية، وفي المتن منها القلب الصلب للدولة المصرية.
ويتابع عبد الله " 30 يونيو إذن انعكاس دال على ترابط القوة الناعمة المصرية ممثلة في الثقافة الوطنية، والقلب الصلب للدولة المصرية، والحراك الجماهيري الهادر الذي جعلنا أمام ثورة شعبية بامتياز.
ويؤكد عبد الله "قد مثل اعتصام المثقفين حجر زاوية في البعد الثقافي للثورة، كما تمثل رفض جموع المثقفين المصريين لأخونة الوزارة وهيئاتها، وسجن الثقافة في حيز أحادي ضيق، تعبيرا ثقافيا لا تخطئه عين في مسار مشاركة المثقف المصري المدرك معنى المثقف العضوي، وحتمية المسئولية المجتمعية في اللحظات الفارفة التي تمر بها الأمم الكبرى.
ويلفت عبد إلله إلى ان "أما عن مصير الثورة ومألاتها، فإن القارئ المدقق العارف للتاريخ المصري، ولسيكولوجبة الشعب المصري، ولعمق علاقته بجيشه الوطني سيعرف على الفور أن هذه الثورة العظيمة في تاريخنا المعاصر لم يكن يقدر لها سوى النجاح؛ لأن الروح المصرية الحقة حرة طليقة، تحيا بقيم المحبة، والتسامح، وترفض التعصب، والتمييز الطائفي، والإخوان لم يكونوا سوى داعين للفاشية الدينية، وموظفين إياها في القتل، والترويع، وتمزيق أواصر النسيج الوطني، و كراهية كل ما هو حر، وإنساني، ووطني، وتقدمي، ونبيل.
ويلمح عبد الله إلى إن "ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن إقصاء لنظام فاشي فحسب، قدر ما كانت إقصاء لنمط من التفكير الخرافي الذي يمزج المقدس بالدنيوي، واستبعادا لدولة الوصاية الدينية حيث كل شيء يكمن تحت سيف الفقيه، ومنطق القرون الغابرة هو الحاكم.
ويختم عبد الله "لم تكن ثورة يونيو ثورة ثقافية بحكم الحراك الثوري الذي صنعه المثقفون آنذاك فحسب، ولكن لكونها دفاعا حقيقيا عن الهوية الحضارية المصرية، ووعيا بتنوعها الخلاق أيضا.
سامح محجوب : كنت أول المشاركين في اعتصام وزارة الثقافة
ومن جانبه يرى الكاتب والشاعر سامح محجوب "منذ اللحظة الأولى لظهور الدين في الشارع وأنا أستشعر الخطر! نظرًا لمعرفتي العميقة بخطورة التمترس خلف المقدس لتمرير السياسي والاجتماعي والثقافي فالتاريخ لم يقصر في تدوين عشرات الحقب السوداء التي عانت من الحكم الثيوقراطي، كما كنت أدرك أيضًا منذ اللحظة الأولى أن الفعل الثقافي لابد أن يتصدر المشهد السياسي لأننا نواجه عدوًا اختطف منا الشارع- بالمساجد والمستوصفات والمدارس الإسلامية - منذ عقود طويلة وأن السبيل الوحيدة لمواجهته هو رفع حالة الوعي بخطورة هذا العدو لدى العوام - الرقم الصعب فى المعادلة السياسية - وأن الوعي مرتهن بالثقافة حتى لو كانت تعبوية.
وتابع محجوب "من هنا كنت أول المشاركين في اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة بل وكتبت بنفسي بيان جبهة الإبداع وأثناء الاعتصام -الذي أعتبره المقدمة الحقيقية لثورة الثلاثين من يونيو - كشف المثقف المصري عن قدرته المذهلة فى القيام بدور المثقف العضوي في تثوير الوعى الجمعي لدى جماعة إنسانية تم تجريف عقلها وإنسانيتها على مدار عقود طويلة من التعامل معها كرقم فى بطاقة الهوية الشخصية ، تحية كبيرة للمثقف المصري في الميلاد التاسع لثورة الثلاثين من يوليو التي قادها باقتدار دفاعًا عن الهوية الوطنية المصرية التي هي غرفة سر المصريين الأعظم.
يسري عبد الغني
ومن جانبه أشار الكاتب والناقد والأكاديمي يسري عبد الغني "الإنجازات الثقافية التي حققتها ثورة يونيو 2013 لبنة أولى في سبيل تحقيق المشروع النهضوي الثقافي الذي نحلم به جميعاً، والذي يتزامن مع عملية الإصلاح الداخلي، في نفس الوقت الذي تقوم به بالرد علي من يقولون بغياب السياسات الثقافية عن أجندة الدولة.
دار الكتب باب الخلق
أشار الناقد والأكاديمي يسري عبد الغني إلى ان "يوم 3 فبراير 2019، افتتح مبنى دار الكتب بباب الخلق بعد ترميمه وتطويره عقب الحادث الإرهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة في يناير 2014، بحضور كل من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة الذي قدم منحة الترميم والتطوير.
متحف جمال عبد الناصر
وتابع عبد الغني " يوم 28 سبتمبر 2016، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، متحف الزعيم جمال عبد الناصر بالتزامن مع ذكرى الـ 46 على رحيلة، يقع المتحف على مساحة إجمالية 13.400 م، تشمل مبنى من دورين على مساحة 1.300م والباقى حديقة خاصة، المتحف عبارة دورين، تم الاحتفاظ بالقاعات الرئيسية المتمثلة فى مكتبى الرئيس بكل من الدورين الأرضى والأول والصالونات الملحقة بها، بالإضافة إلى غرفة نوم الرئيس وغرفة المعيشة وصالونين بالدور الأرضى، وبالأضافة إلى قاعتى للمقتنيات والأوسمة.
ويضم المتحف العديد من الوثائق والمقتنيات الشخصية لعبد الناصر، إضافة إلى صوره الشخصية والعائلية وملابسه وكاميراته الفوتوغرافية وأقلامه وملابسه والأوسمة والنياشين والهدايا التذكارية التى حصل عليها الرئيس، إضافة إلى أثاث منزله الذي يتضمن غرفة المعيشة وغرفة المكتب، وغرفة النوم والصالون الخاص به.
نقل معرض الكتاب من مدينة نصر إلى التجمع الخامس
وأشار عبد الغني إلى أن من ضمن أبرز الإنجازات الثقافية جاء في "يوم 22 يناير 2019، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى، معرض القاهرة الدولى للكتاب فى يوبيله الذهبى، بعدما تم نقله من أرض المعارض بمدينة نصر إلى مركز المعارض بالتجمع الخامس ليكون بالشكل اللائق عالمياً، واحتفت وزارة الثقافة بهذه الدورة الاستثنائية باختيار جامعة الدولة العربية ضيف شرف الدورة.
ملف الدمى اليدوية التقليدية فى قائمة التراث غير المادي باليونسكو
واستطرد عبد الغني أن من ضمن إنجازات ثورة يونيو في مجال الثقافة "نجحت وزارة الثقافة، فى إدراج ملف الدمى اليدوية التقليدية "الأراجوز" بقائمة الصون العاجل للتراث غير المادي بمنظمة اليونسكو، وذلك خلال الاجتماع السنوى للجنة الحكومية الدولية للمنظمة العالمية في مدينة بورت لويس بجمهورية موريشيوس.
ويعد تسجيل الأراجوز بقائمة الصون العاجل للتراث غير المادى يعد إنجازاً جديدًا للجهود الرامية إلى الحفاظ على الموروثات الشعبية غير الملموسة، وهو في الوقت ذاته نصر غالٍ فى ميدان حماية الهوية، ويأتى بعد عامين من تسجيل فنون التحطيب الفرعونية بذات القائمة.
استرداد 4 مخطوطات قبل بيعها بالمزادات العالمية خارج مصر
ولفت عبد الغني إلى أن "نجحت وزارة الثقافة فى استرداد 4 مخطوطات من الخارج قبل بيعها في المزادات العالمية، ومنها مخطوط نادر عمره أكثر من 500 عام، كان معروضًا للبيع في صالة مزادات ببريطانيا، وهو الجزء السادس عشر من مخطوطة الربعة القرآنية الخاصة بالسلطان قنصوة الغوري، أحد سلاطين مصر في العصر المملوكي.
واختتم عبد الغني: بالتاكيد على أن "لا يمكن تجاهل موكب المومياوات، ومتحف الحضارة بمصر القديمة، وتطوير طريق الكباش بالأقصر ومدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة.