ناشرون: «إعادة طبع الكتب بترجماتها القديمة سرقة مكتملة الأركان»
دأب بعض دور النشر على سرقة الترجمات الكلاسيكية، وكل ما تفعله هو أنها تنزع اسم المترجم وتكتب أي اسم آخر ليحق لها إصدار الترجمة من خلاله، الأمر الذي يُشكل خطرًا حقيقيًا على حقوق المترجمين وعلى آليات الترجمة في مصر، حتى في حال سقوط حقوق الملكية الفكرية بالتقادم عن بعضها بمرور 50 عامًا على نشرها- وفقًا لمواد قانون حقوق الملكية الفكرية- فهذا لا يمنح أحدًا الحق الحق في سرقة جهود المترجمين، ولا التعامل مع الأمر على أنه مستباح.
«الدستور» التقت بعدد من الناشرين لرصد تعليقاتهم على الظاهرة..
شريف بكر: اهتمام الناشرين يذهب بالسوق إلى مكان أفضل
في هذا الصدد، قال شريف بكر مدير دار العربي للنشر والتوزيع: بالنسبة للترجمات و"البابليك دومين" فهناك حركة جيدة في السوق وبها نوع من أنواع النضوج، السوق يضبط نفسه في فكرة الحقوق وشرائها، حقيقي أنه كان هناك نوع من "اللخبطة" إلى أن فهمت دور النشر ما هو "البابليك دومين" لأن دور النشر كانت تتعامل مع كل الترجمات على أنها متاحة.
وأضاف: "حاليًا هناك دور متخصصة في "البابليك دومين"، لأنه لا يدفع له حقوق وبالنسة إليهم هي فكرة الترجمة، وهم يحضرون مترجمين أو يحضرون ترجمات قديمة، وحتى على مستوى الترجمات الجديدة فهناك مشاكل في جودة الترجمة والمصطلحات، والحل الآخر للمترجم أنه يجلب ترجمة يعمل عليها، بمعنى يغير كلمات أو يحافظ على خطوط ولو لم يمكنه ذلك لأحضر الأصل في الترجمة، وحاليا هناك قضية تحدث مدى الفروقات ما بين الترجمات وهل هي تشابه أو نقل حرفي أو نقل بتصرف، كلها أمور صعب الجزم فيها بشكل أو بآخر لأن هناك "فوت نوتس" فالهوامش تظهر الترجمات أو تغير الأفعال بمرادفات.
وتابع: "سيتم تلافي هذا لأنه حين تحدث مشاكل فيلجأ الناشر للطريق الصحيح، ولكن هناك مرحلة انتقالية حتى تنضبط الأمور واهتمام الناشرين بالترجمة وما يصلح ولا يصلح يقول إن السوق تتحرك وتذهب لمكان أفضل.
إسلام عبد المعطي: هي ليست منتجا مجانيا
قال إسلام عبد المعطي مدير دار روافد للنشر والتوزيع: من المؤكد أن ترجمة ونشر الأعمال الكلاسيكية العالمية هو جهد محمود ولكن ما يحدث في مصر والعالم العربي بهذا الشأن يفسد الأمر ويحوله إلى "مولد" يختلط فيه الحابل بالنابل.
وتابع: كون هذه الأعمال تقع في نطاق الملكية العامة، صور للبعض أن الأمر لا يخرج عن كونه عملية طباعة وتسويد للأوراق، بعض هذه الأعمال تقع ترجماتها كذلك في نطاق الملكية العامة فتعامل معها الناشرين على أنها منتج مجاني مباح بغض النظر اتفقوا أو اختلفوا مع مضمون ما تقدمه، فهم يطبعونها لأنها تحقق مبيعات حتى لو كانت عكس قناعاتهم وتوجهاتهم.
وأضاف: “الكارثة تقع عندما لا تقع الترجمات في نطاق الملكية العامة حينها يتحول ناشرو هذه الأعمال إلى لصوص ومدلسين بالمعنى الحرفي، فما يفعلونه هو إعادة صياغة الترجمات القائمة بمنطق "قلب الشراب" وظهرت عندنا مهنة جديدة هي الترجمة من العربية إلى العربية بكل صفاقة ودون خجل من وضع اسم مجهول أو معلوم لا يشترط فيه معرفة أي لغة، فقط يقبل يوضع اسمه على عمل ربما لم يقرأه مادام سيحقق مبيعات إضافية حتى لو تم تشويه العمل الأصلي فليس هناك من يراجع أو يحاسب.
وأكمل: "المضحك في الأمر أن بعض الناشرين يتباهى بإنجاز ما يطلقون عليه ترجمة في غضون أسابيع لا تكفي لقراءة العمل أساسا فما بالك بترجمته لدرجة أن بعض مرتكبي هذه الجرائم يعجز عن نطق أسمائها وأسماء مؤلفيها بشكل صحيح"، مُضيفًا أنه ينتظر اليوم الذي يصبح فيه "لينين" الأكثر مبيعا وقتها ستتسابق دور النشر بما فيها دور النشر الدينية على نشر الماركسية اللينينية.
محمود عبد النبي: سرقة مكتملة الاركان
وبدوره قال مدير منشورات إبييدي محمود عبد النبي: “مهنة النشر لها قوانين وضعت ولها أصول وأعراف ، ولا يمكن أن يكون سلوك بعض الناشرين معمم علي الكل، يوجد بالفعل بعض من الناشرين اللذين يقومون بنشر بعض الأعمال المترجمة "التي وقعت في الملك العام" ويقومون بنسخها كما هي ووضع اسم مترجم قد يكون اسم وهمي ليس له وجود من أجل تحفيز القارئ أن هناك من ترجم نفس العمل بترجمة أو صياغة أخرى، ولكنها سرقة وأيضا يعاقب عليها القانون "قانون حقوق الملكية الفكرية رقم ٨٨ لعام ٢٠٠٢" وأيضا قانون حماية حق المؤلف.
وأكد: طالبنا مرارًا وتكرارًا أن يتم تعديل تلك القوانين وأن تغلظ العقوبات المفروضة على الشخص السارق أو الكيانات الاعتبارية التي تقوم بتلك الأفعال المشينة في حق المهنة قبل حق المترجم والمؤلف.
واصل: أعتقد أن هناك مشروع تعديل هذا القانون مطروحًا الآن بأروقة مجلس النواب للبت فيه، ومن ثم ظهور هذا القانون سوف يقلل من كم السرقات التي تجور علي دور النشر وعلى حقوق المترجمين والمؤلفين.
ومما لا شك فيه أن الأعمال التي تتم سرقتها بهذا الأسلوب لا تجد رواجًا في الأسواق كما يظن الناشر، لأن بعض الأعمال المنشورة قديمًا أخذت من الشهرة والصيت الكثير والكثير وتربي عليها أجيال فمن السهل جدًا معرفة ترجمة علي الجارم من صفحة واحدة.
وحتى هناك بعض الناشرين الذين يقومون بتحريف وتحرير العمل المترجم من قبل كي يظهر بأن هذه الترجمة جديدة وغير الموجودة في آلاف الطبعات.
وهذا يؤدى إلى تغيير في النص الأصلي ويؤدى إلى تلف العمل الأصيل، وبالتالي خسرنا العمل الأصلي والمترجم.