علاء الغطريفي: المؤسسات الإعلامية لديها مفاهيم خاطئة عن البث المباشر
قال علاء الغطريفي، رئيس التحرير التنفيذي لمجموعة "أونا" للإعلام، إن المهنة في لحظة صعبة وقاسية جدًا، خاصة أن الصورة الذهنية عن الصحافة أصبحت سيئة جدًا ونحتاج إلى مكاشفة.
وأضاف خلال جلسة حوارية نظّمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لمناقشة كيفية مواجهة نشر العنف والفتن على مواقع التواصل الاجتماعي: رأينا مشكلات مهنتنا في البث المباشر، لأنَّه تعبير جيد عن أزمتها، فهناك أميَّة متعلقة بالمحررين أنفسهم وأخرى متعلقة بمن يُدير غرف الأخبار وإدارة المؤسسات الإعلامية، التي ظنّت أنَّ البث المباشر عبر «فيسبوك» والاستخدام غير الرشيد لمنصات التواصل الاجتماعي وتجاوزها، مصدرًا رئيسيًّا للإيراد رغم أنها غير ذلك، لاسيما في ظل وجود من يُروِّج لأن هذه المؤسسات تحصل على مليون دولار أو 100 ألف دولار شهريًّا، وهذا أمر غير صحيح، لأنَّ أي مؤسَّسة إعلامية لديها دراما وبرامج لا تحصل على أكثر من 30- 40 ألف دولار شهريًّا، وبالتالي هذا المبلغ لا يصلح لتشغيل مؤسسة كبرى، لأنها تحتاج 4- 5 ملايين جنيه شهريًّا.
وتابع: "الإشكالية تكمن في أننا نحتاج أن نُعيد الصحافة إلى الصحافة والعودة إلى الجذور، لأنها هي الوحيدة الآمنة سواء لنا أو للمجتمع، ونحمي الناس من ممارسة مبنيَّة في الأساس على الجهل والاستسهال وغياب الجدارة والكفاءات، وهذه هي المشكلة الأساسية، وأتفق مع كل الإعلاميين الذين تحدثوا عن دعم الحريات الإعلامية، لأنها مسألة مهمة جدًا ويجب أن يكون هناك تنوع وهي ضرورة ملحة.
وأشار إلى أن كلية الإعلام بجامعة القاهرة خلال العام الماضي، أصدرت مسودة لميثاق إعلام رقمي عظيم، وبها ضوابط وأكواد مهمة لمعالجة المساوئ، خاصة في ظل وجود مَن يتم اغتياله معنويًّا والضحية تتحوَّل إلى متهم والمتهم يتحول إلى ضحية في البث المباشر، لافتًا إلى أن بعض الصحفيين يُقدِّمون آراءهم خلال البث على أنها الحقيقة، ما يُعتبر أمرًا غير صحيح.
وأكد أهمية العودة إلى القيادات الوسطى والمحررين من الأجيال الأصغر، لأنه يجب أن يتعلموا المعايير ويعرفوا ما هي الدقة والاستقامة والنزاهة وما هي أنماط الانحياز.
وشدد على ضرورة وجود ميثاق مع تفعيل الأكواد، خاصة أنَّ هيئات التنظيم وجدت لكي تُنظم المهنة وليس لكي تقيد المهنة، وجزء كبير متعلق بإدارة المؤسسات وجلب المعارف وصناعة بروتوكولات مع هيئات غربية متطورة في المهنة، لأنَّ هناك إشكالية في فهم كيفية الحصول على الإيراد، وهو لا يأتي من «فيسبوك» وقد يأتي من أمور أخرى عبر المهنة وتعدد مستخدميها والولائية من الذين يهتمون بمحتواها.
وأوضح أن المهنة في لحظة صعبة وقاسية جدًا، خاصة أن الصورة الذهنية عن الصحافة أصبحت سيئة جدًا والناس يعلمون من يخطئ.