ماذا أعد «القومى للترجمة» عن جابر عصفور قبل انطلاق الملتقى الدولى بـ«الأعلى للثقافة»؟
تحت رعاية الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، ينظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، الملتقى الدولي "جابر عصفور.. الإنجاز والتنوير"، وتنطلق فعاليات الملتقى في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 26 يونيو الحالي، وتمتد الفعاليات حتى يوم 27 يونيو الحالي بمقر المجلس الأعلى للثقافة.
وذلك في إطار حرص المؤسستين على الاحتفاء بالرموز الفكرية والثقافية التي أثرت في الحركة الثقافية في الوطن العربي ومن بينهم العالم والناقد الراحل الكبير الدكتور جابر عصفور، لعرض جزء من إسهاماته في الحقل الثقافي وطرح رؤى لكيفية الاستفادة من منجزه الفكري.
ويتضمن الملتقى عددًا من المحاور الرئيسية وورش العمل والشهادات، بمشاركة نخبة كبيرة من النقاد والمبدعين والسياسيين من أصدقاء وتلامذة ومحبي العالم الراحل الجليل من عدد كبير من الدول وهي: ليبيا، العراق، تونس، الجزائر، السودان، المغرب، لبنان، البحرين، اليمن، الكويت، الإمارات، السعودية، سوريا، فلسطين، ومصر.
ومن بين محاور المؤتمر "جابر عصفور أستاذًا وناقدًا، جابر عصفور وقضايا التنوير، جابر عصفور رائدًا من رواد الثقافة العربية، جابر عصفور وقضايا الترجمة"، وعن المحور الأخير توجهنا إلى الدكتورة كرمة سامى مدير المركز القومى للترجمة لسؤالها حول أبرز القضايا التى تضمنها خطاب الدكتور جابر عصفور على مستوى موضوع الترجمة، وكذلك ما إذا كان المركز سيقوم بترجمة أعماله الفترة القادمة.
جابر عصفور استكمل مشروع النهضة الأول فى عصر "الطهطاوي"
في ذات السياق، قالت الدكتورة كرمة سامى، إن الدكتور جابر عصفور كان المشروع القومي للترجمة الذي بدأه الرواد حلمًا يراوده ليستكمل به مشروع النهضة الأول في عصر رفاعة الطهطاوي، ومشروع الألف كتاب الذي يؤرخ لمسيرة أساتذته، ولهذا بدأ وهو في أوج نجاح عمله أمينًا للمجلس الأعلى للثقافة مشروعه القومي للترجمة، وصدر الكتاب الأول عام 1995 تحت عنوان "اللغة العليا" تأليف چون كون وترجمة الدكتور أحمد درويش، وندين لجابر عصفور حشده لأبرز الطاقات والخبرات في مجال الترجمة لنقل المئات من العناوين عن الثقافات المختلفة إلى العربية ليكون رصيدًا من كنوز الثقافات الإنسانية تضاف إلى المكتبة العربية، وهذه النقلة في حد ذاتها نهضة معرفية تحسب له كان هو فارسها.
وأضافت مدير المركز القومى للترجمة فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه يعد كتابه "قاطرة التقدم: الترجمة ومجتمع المعرفة" الكتاب الرئيس الذي سجل فيه مشواره مع المشروع القومي للترجمة وقدم عبره استراتيجيته المعرفية في تأسيسه ليقدمه هدية لمصر وللعالم العربي، وحرص فيه على استيفاء العديد من القضايا المحورية التي عادة ما تثار في مجال الترجمة وكأنه شهادة جابر عصفور التي يتركها للأجيال القادمة التي لم تشهد آلام مخاض هذا الحلم وميلاده.
ربط جابر عصفور الترجمة بالنهضة وهو محق في هذا، فلا يمكن لأمة أن تنهض دون أن تطلع على النتاج الثقافي لغيرها من الأمم ولا تتطور حركة ترجمة إلا بتواصل الجهود واستمرارها للحرص على متابعة المشهد الثقافي ومواكبة التطور المعرفي في المجتمعات الإنسانية.
تأسست رؤية جابر عصفور لمشروع الترجمة كما أوضحها في كتابه على تضافر العنصرين الوطني والقومي، والتعاون بين المؤسسات العلمية والثقافية والناشرين، والهدف هو توحيد الصفوف لتحقيق نهضة عربية شاملة، ولهذا اعتبر الكتاب لا غنى عنه لكل من يعمل بمجال الترجمة بما يرصده من إيجابيات في التطبيق الشامل وسلبيات في مجال الترجمة على اتساعه الرحب.
"القومى للترجمة" يترجم صلاح عبدالصبور ورواية "الطاهر عبدالله" لـ"عصفور"
اتجه المركز منذ عام ونصف العام، نحو تطبيق المشروع القومي للترجمة من العربية، وإلى جانب الأعمال الكاملة بدأنا في ترجمة مختارات من ثقافتنا من أعمال أدبية وسير ذاتية ودراسات نقدية لإتاحتها على الموقع الرسمي للمركز على شبكة المعلومات حين إطلاقه، وبالطبع يأتي على رأس القائمة أعمال جابر عصفور النقدية مثل تحليله لقصائد صلاح عبدالصبور أو دراسته لرواية الطوق والأسورة ليحيى الطاهر عبدالله.