في ذكرى رحيله.. ثنائية فنية جمعت عاطف الطيب وأسامة أنور عكاشة 12 عامًا
تحل اليوم الذكرى الـ 27 لوفاة المخرج السينمائي عاطف الطيب، ابن محافظة سوهاج، الذي ترك بصمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية، خلال 12 عامًا قضاهم في الحياة الفنية خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
كانت تربط الراحل عاطف الطيب، علاقة صداقة قوية بعميد الأدب التلفزيوني أسامة أنور عكاشة، خاصةً بعد أن قدموا سويًا عملين مهمين (كتيبة الإعدام - دماء على الأسفلت)، وكانوا على وشك تقديم العمل الثالث (فيلم الإسكندراني)، لكن الطيب، رحل فجأة.
أُصيب الراحل أسامة أنور عكاشة، يوم وفاة "الطيب" بحالة اكتئاب شديدة، كونه كان قريبًا منه للغاية، فقد كان يعاني المخرج الراحل من مرض أخفاه عن الجميع لمدة أربع سنوات، حتى يتمكن من العمل ولا يستبعده المنتجون بسبب مرضه.
ثنائية فنية رائعة شكلها أسامة أنور عكاشة، مع المخرج عاطف الطيب، في السينما عام 1992، في فيلم "دماء على الأسفلت"، الذي قدموه كتحية إلى روح نجيب محفوظ، في رحلة جمعتهما سويًا وحملت حملت الكثير من قراءة تغييرات المدينة وانعكاس ثقافة الانفتاح علي الأفراد.
التجربة الوحيدة التي ظلت حبيسة هي فيلم "الإسكندراني" الذي كان من المخطط المخطط أن يقوم ببطولته الراحل محمود عبدالعزيز، وكان يحمل العمل قراءة لتحول مجتمع الإسكندرية من تعدد الهويات الدينية والثقافية إلى امتداد المدرسة السلفية، ولم يكتب للعمل الظهور للنور، لكن ظلت قراءته مهمة لتطور مشروع أسامة أنور عكاشة، الفكري.
"لما يبدع عاطف الطيب في الإخراج، وأسامة أنور عكاشة في الكتابة، محدش هيفهم غير جيل العظماء"، تلك كانت الكلمات التي ظلت تتداول بين المشاهدين منذ إطلاق فيلم "كتيبة الأعدام"، الذي شكل تأثيرًا قويًا داخل القلوب، ومازال الجميع يتذكره حتى وقتنا هذا.
في 23 يونيو 1995، توفي عاطف الطيب، في ريعان شبابه، بعد إجراءه لعملية في القلب، لكنه استطاع أن يقدم خلال 12 عامًا ما يقرب من 20 فليمًا، بالتعاون مع وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة، ومعظمها يعزز المدرسة الواقعية التي تستلهم عناصرها من واقع المجتمعات.