على خطى «الإفتاء».. قصص المستفيدين من دورات التأهيل قبل الزواج
مع ارتفاع معدلات الطلاق في مصر سنويًا، أصبح هناك حالة من اللاوعي بأهمية الزواج وقدسيته بين الطرفين، والتي تؤدي إلى تلك النهاية، ويدفع ثمنها الأبناء الذين لا ذنب لهم، بسبب حالة التشتت الأسري والتفكك التي تصيب الأسرة عقب الطلاق، لاسيما أن مصر أصبحت مؤخرًا تحتل مراتب عليا في معدلات الطلاق.
ولذلك تحاول الدولة كل فترة إيجاد حلول للحد من إشهادات الطلاق في مصر التي ما إذا قورنت بعقود الزواج تصبح أعلى بمعدلات ضخمة، من خلال إطلاق برامج التوعية الطرفين قبل الإقدام على خطوة الزواج.
وأحد تلك المحاولات ما أعلن عنه الأزهر الشريف في مصر وهو إطلاق برامج تأهيل المقبلين على الزواج، حيث افتتح برنامج "توعية الأسرية والمجتمعية"، والذي يعقده مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بمقره في مشيخة الأزهر الشريف.
ويتضمن عددًا من الدورات التدريبية المجَّانية لتأهيل وتدريب المقبلين على الزواج لغير المتزوجين، حيث تتضمن الدورة عشر محاضرات بواقع محاضرتين في اليوم، يحاضر فيها نخبة من المحاضرين المتخصصين الشرعيين والنفسيين.
وتهدف الدورات إلى التعرف على المفاهيم الدينية، والمجتمعية، واكتساب مهارات التعامل بين الزوجين، وضوابط العلاقات الأسرية، كما تراعى محاورها الأبعاد الدينية والنفسية والاجتماعية والطبية.
وسبق وأطلقت دار الإفتاء مثل تلك الدورات للمقبلين على الزواج. «الدستور» حاورت عدد منهم لمعرفة أهمية تلك الدورات والاستفادة التي عادت عليهم وما الذي تضمنه يصب في مصلحة الطرفين واستقرار الأسر فيما بعد.
“حسام.ح” أحد الذين كان لهم تجربة في دورات الإفتاء للمقبلين على الزواج، والتي خاضها برفقة خطيبته التي أصبحت زوجته الآن خلال العام ٢٠١٩ حين تم الإعلان عن بدأ تلك الدورات بشكل مجاني في دار الإفتاء المصرية.
يقول: «الطرفين في بداية العلاقة بيكونوا مش فاهمين بعض وعشان يكملوا لازم يكون فيه نوع من التفاهم بينهم، عشان كده أول ما تم الإعلان عن دورات الإفتاء شاركت فيها عشان أطرح على المتخصصين كل الأسئلة اللي بتدور في ذهني».
يضيف: «الدورات بتكون عبارة عن حصص للطرفين بتقعد فيها مع استشاريين نفسيين واجتماعيين وبعض الشيوخ أو الأئمة عشان لو فيه اي مواضيع تخص الشرع والناحية الدينية تكون واضحة لينا، وكمان فيه حصص مع متخصصين في العلاقات الأسرية علمونا مهارات التعامل بين الأزواج».
يوضح: «الدورات مفيدة للطرفين في حال الالتزام بها، غير أنهم بيدونا رقم تليفون للمشورة في حال حدوث أي مشاكل أو خلافات، وحاليًا إحنا متجوزين من ٢٠٢٠ ومعانا ولد وبنت وعايشين حياة هادية».
بحسب الجهاز المركزي للإحصاء فهناك ارتفاعًا مستمرًا في عدد حالات الطلاق السنوية في مصر خلال الفترة من 2008 وحتى آخر تقرير صادر عن معدلات الطلاق في 2020، فقد بلغ إجمالي حالات الطلاق خلال عام 2020، 222 ألفا و36 حالة طلاق متنوعة ما بين طلاق، وطلاق نهائي وخلع.
ووفق مؤشرات الجهاز وصل عدد حالات الطلاق خلال 2019 حوالي 225.9 ألف حالة، وفي 2018 بلغت حالات الطلاق 211.6 ألف حالة، وخلال 2017 بلغت 198.3 ألف حالة، وفي 2016 وصلت إلى 192.1 ألف حالة.
“بسمة.م” إحدى الفتيات اللاتي كان لهن تجربة مع دورات تأهيل المقبلين على الزواج في دار الإفتاء، حيث أنها كانت صاحبة الفكرة، بعدما حاولت الخضوع لأي كشف طبي نفسي تابع للحكومة للمقبلين على الزواج إلا أنها وجدته غير مفيد.
تقول: «دورات الإفتاء كانت مفيدة للغاية لأنها شاملة ومتنوعة وفيها أكتر من شق يخص المتزوجين خاصة استشارات العلاقات الأسرية، وفيها محاور نفسية واجتماعية ودينية وثقافية والمختصين عندهم قدرة على الاستماع والإقناع».
واختتمت: «تجربتي أنا وزوجي كانت مفيدة للغاية، عرفنا من خلالها إزاي تقدر نبدأ حياة زوجية جديدة وطرق التعرف على بعض وكيفية حل أي مشكلة تواجهنا دون تدخل الأهل، وفيه جزء يخص الحمل وتربية الأبناء سواء كانوا بنات أو رجال».