كيف يختار الخطيب «خليفة موسيمانى» لإعادة «مارد الأداء والنتائج»؟
مهاجم جالطة سراى التركى أكدت إدارة ناديه برئاسة دورسون أوزبك أنه لن يتم الاستغناء عنه، إلا إذا كان هناك عرض مغرٍ للتعاقد مع اللاعب خلال الصيف الجارى.
«افهم جمهورك أولًا».. تلك هى القاعدة الأهم والأساسية لنجاح أى مدرب فى العالم، حسبما يؤمن البرتغالى جوزيه مورينيو، وكثير من أساطير لعبة كرة القدم.
حينما جلس الجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى يتفاوض على تدريب نادى الأهلى قبل موسمين، كان الهدف الأساسى هو التتويج بدورى أبطال إفريقيا على حساب الزمالك.
حقق الانتصار حينها، ولما شاهد الاحتفالات والحفاوة آمن منذ تلك اللحظة، وربما قبلها، بأن هذا الجمهور لا يرضيه غير البطولات.
صحيح أن جمهور الأهلى لا يستطيع العيش والتنفس دون انتصارات ولا ألقاب، وصحيح أنه يجيد فعل ذلك حتى لو لم يكن الطرف الأفضل فى بعض الأوقات، لكن ما لا يرضاه ولم يستوعبه «موسيمانى»، أن تفتقد إلى الهوية الهجومية وشخصية «الكبير» التى تفرضها على الجميع أينما ذهبت.
أراد «موسيمانى» أن يلعب مباراة بمباراة، أن يحقق الانتصار الآنى حتى ينجو من الحساب اللحظى، وفى سبيل ذلك لم يطبق فلسفة لعب ثابتة وحاول تطويرها والدفع نحو استقرار الفريق وعناصره المهمة. ركز أكثر على المباريات الإقصائية، وبذل فيها كل الجهد من أجل الألقاب القارية، وراهن على الوقوف جيدًا دفاعيًا، وهجوميًا على الأفراد والفوارق الفردية التى صنعوها فى أوقات الانتصار، وحضرت الأزمات حينما غاب هؤلاء.
ربما كان الاتفاق المبكر بين الإدارة و«موسيمانى» الحصول على دورى أبطال إفريقيا بأى ثمن، بصرف النظر عن التفاصيل وشكل الأداء، وربما كان ذلك مناسبًا للظرف حينها، لكن ما لم يكن سليمًا أن يستمر بنفس الفلسفة طويلًا، وهو ما ذهب به إلى خسارة الدورى وإفريقيا بعد ذلك، وكان مزيد من الخسائر فى انتظاره إذا استمر.
من هنا يجب أن يكون مدخل مجلس إدارة نادى الأهلى فى اختيار مديره الفنى الجديد هو الإجابة عن سؤال: «ماذا يريد جمهور الأهلى؟».. تلك هى القاعدة الأساسية التى يجب أن يبنى عليها محمود الخطيب ورفاقه فى مجلس إدارة «القلعة الحمراء» مشروعهم مع المدير الفنى الجديد.
فالتجربة أثبتت أن البطولات وحدها لا ترضى الأهلاوية، والأرقام القياسية إن لم تكن مصحوبة بشخصية الأهلى، فلن تكون شفيعة لا لاستمرارية النتائج ولا المدرب.
يحب جمهور الأهلى رينييه فايلر لأنه حقق المعادلة.. الانتصار والأداء معًا. هذا ما يحتاجه جمهور الأهلى فى المدير الفنى الجديد، مدرب عصرى يلعب كرة شاملة ولديه دراية كاملة بالحداثة الخططية وأساليب اللعب الجديد.
أمام تكتلات العشرة مدافعين فى الدورى المصرى، ومع تقارب مستويات اللاعبين وضيق الفجوة، بات ضروريًا أن تمتلك مزيدًا من الابتكار والحلول الهجومية الخلاقة.
الأهلى ليس بحاجة إلى مدير فنى صاحب اسم كبير، بقدر ما هو بحاجة إلى مدير فنى صاحب فكر جديد ومتطور، حتى لو كان شابًا لا يمتلك كثيرًا من الخبرات.
كرة القدم الحديثة تقوم على العلم والتخطيط أكثر، هذا الأمر يحتاج إلى شخص دارس ومؤهل أكثر من الشخص المتمرس الذى لا يمتلك العلم والوعى الكافيين بالتغييرات الكبيرة التى جرت على اللعبة.
فى ألمانيا يصنع شباب المدربين معجزات قبل وفى أوائل الثلاثينيات، ويكونون تحت أصعب الاختبارات، ومع ذلك فإن نجاحهم يأتى بفعل التأهيل السليم والدراية التامة بالحداثة الخططية وما دخل على الجوانب التكتيكية من تعديلات جذرية. حينما جاء «فايلر» لم يلق قبولًا لدى الأهلاوية، ولم يكن اسمه معروفًا لنا فى الشرق الأوسط، لكن مع ذلك برهن «الخطيب» ومجلسه على أنه اختار الصواب شبه المطلق بحسب آراء الجماهير ذاتها، وهذا الأمر يجب أن يدفع المجلس نحو اختيار مماثل، وعدم التأثر بالجمهور فى اختيار اسم كبير صاحب تجارب كثيرة.
نعم أنت بحاجة لمدير فنى يلعب بالشكل الذى يرضى الجمهور ويحقق النتائج، لكن الجمهور لا يفهم من هو المدرب الأقدر على تحقيق تلك العوامل.