فيبى فوزى: المعارضة جزء من النسيج الوطنى.. ولا مكان لمن تلوثت أياديهم بالدماء
شددت النائبة فيبى فوزى، وكيل مجلس الشيوخ، على أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لإطلاق الحوار الوطنى تعبر عن مرحلة مختلفة من العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى على جميع الأصعدة، مشيرة إلى أن توقيت الدعوة للحوار الوطنى مناسب جدًا، لأنها جاءت بعد أن تأكد الرئيس السيسى من نجاح الدولة فى مواجهة جميع المخاطر والتحديات التى كانت تهددها، على رأسها الإرهاب الأسود.
ونبهت وكيل «الشيوخ»، فى حوارها مع «الدستور»، إلى ضرورة تشكيل لجان متخصصة لمناقشة كل محاور الحوار الوطنى بشكل وافٍ، حتى لا يتحول هذا الحدث المهم الاستثنائى إلى مجرد «مكلمة»، مؤكدة أن المعارضة مرحب بها كأى فصيل سياسى، ومن حقها طرح رؤيتها الخاصة لتحقيق التطوير والتغيير، ومن المهم أن يحاول الجميع الوصول إلى صيغة تفاهم بما فيه مصلحة هذا الوطن.
■ بداية.. كيف ترين دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للحوار الوطنى؟
- دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لحوار وطنى شامل ترسخ مبادئ الجمهورية الجديدة، التى تعبر عن مرحلة مختلفة من العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى على جميع الأصعدة.
ومما يلفت النظر بشدة فى دعوة الرئيس السيسى تعهده بإقامة حوار سياسى مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز، الأمر الذى ينبئ بما تحمله المرحلة المقبلة من انفتاح على مختلف القوى السياسية.
كما أننى تابعت اقتران دعوة الرئيس السيسى لإطلاق الحوار الوطنى مع التوجيه بإعداد تقارير وافية عما توصل إليه المشاركون فى هذا الحدث الاستثنائى، وعرضها عليه شخصيًا، لمناقشة كل الحلول القابلة للتنفيذ، بما يؤدى لتحقيق هدف الحوار الوطنى المتمثل فى وضع خارطة طريق لمستقبل مصر، كجزء لا يتجزأ من المشروع الوطنى الشامل الذى تتبناه الجمهورية الجديدة، وهو أمر يستحق الإشادة.
■ ما رأيك فى توقيت الدعوة؟
- توقيت الدعوة للحوار الوطنى مناسب جدًا، لأنها جاءت بعد أن تأكد الرئيس السيسى من نجاح الدولة فى مواجهة جميع المخاطر والتحديات التى كانت تهددها، على رأسها الإرهاب الأسود، ومحاولاته على مدار سنوات لتقويض دعائم الدولة.
لكن هذه المحاولات الخبيثة فشلت بفضل القيادة السياسية الحكيمة والتماسك المجتمعى والتفاف الجميع حول الرئيس، لإيمانهم بأنه يبذل مجهودات كبيرة لإنقاذ الدولة من الانهيار.
■ وماذا عن ردود الأفعال والاستجابة لتلك الدعوة؟
- ردود الأفعال إيجابية جدًا، فجميع الفئات والأطياف السياسية رحبت بالدعوة واستجابت إليها، وهذا يؤكد عدة أمور، أولها ثقة الكل فى جدية وصدق من وجه الدعوة إليهم، فالجميع يعلم أن الرئيس السيسى يستهدف تحقيق مصلحة الوطن، ويسعى لتوفير مستقبل مشرق للأجيال الجديدة.
كما أن هذه الاستجابة الكبيرة من الأحزاب وجميع القوى السياسية لدعوة الرئيس السيسى تؤكد أن الجميع يؤمن بأن الوطن هو الأولوية، وأن النية صادقة لإيجاد حلول للمشكلات التى تواجه كل فئاته.
وأرى أن كل هذه الطوائف مستعدة للتعاون والعمل بروح الفريق، وأن علينا ألا نعمل بأسلوب «المغالبة»، لأن مصلحة الوطن أهم من المصالح الشخصية والمكاسب السياسية الضيقة.
وأشدد هنا على أن المعارضة جزء لا يتجزأ من النسيج الوطنى، وأنا أقصد بالطبع المعارضة التى لا تتطلع إلا لتحقيق مصلحة الوطن، وتساند أى جهود من شأنها الارتقاء بمستوى معيشة المواطن وتعزيز الخدمات المقدمة إليه فى جميع المجالات، فلا مكان هنا لمن تلطخت أياديهم بدماء المصريين.
المعارضة مرحب بها كأى فصيل سياسى، ومن حقها طرح رؤيتها الخاصة لتحقيق التطوير والتغيير، ومن المهم أن يحاول الجميع الوصول إلى صيغة تفاهم بما فيه مصلحة هذا الوطن.
وأرى أن حضور المعارضة حفل «إفطار الأسرة المصرية» فى رمضان الماضى عكس سعى الرئيس السيسى إلى تحقيق التوافق بين الجميع، وإعلاء مصلحة الوطن على أى شىء آخر، لذلك تمت دعوة كل الأطياف للمشاركة فى الحوار الوطنى، للوصول إلى أنسب الطرق لدفع عجلة التنمية ووضع أجندة الأولويات خلال المرحلة المقبلة.
■ كيف يمكن أن تحقق الأحزاب أكبر استفادة ممكنة من الحوار الوطنى؟
- عدد الأحزاب على الساحة الحالية كبير جدًا، وأرى أن الحوار الوطنى فرصة ذهبية أمامها جميعًا لطرح رؤاها حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على تحقيق مصلحة المواطنين، عبر طرح أفكار قابلة للتنفيذ وتعبر عن احتياجات الشارع والمواطن.
وأمام المعارضة فرصة ذهبية أيضًا لطرح تصوراتها عن المستقبل، وهو ما كانت تنادى به دائمًا، ويمكنها من خلال الحوار كذلك أن تقدم نفسها للمواطنين، ليتمكن كل مواطن من الاستماع إلى مختلف الآراء والمفاضلة بينها، ونتمنى أن نرى على ضوء ذلك رؤى مختلفة لاختيار الطريق الأفضل خلال المرحلة المقبلة.
■ كيف تستعدون فى حزب «الشعب الجمهورى» الذى تنتمين إليه للمشاركة فى الحوار الوطنى؟
- حزب «الشعب الجمهورى» مكون أصيل ضمن المنظومة الحزبية والسياسية المصرية، وقيادات الحزب أعلنت عن ترحيبها بدعوة الرئيس السيسى للحوار الوطنى، وقال المهندس حازم عمر، رئيس الحزب عضو مجلس الشيوخ، إن حجم التحديات والأزمات التى تواجه الدولة والقيادة السياسية تُلزم الجميع بالإسراع فى تلبية دعوة الرئيس السيسى من أجل المساهمة فى حل ومواجهة هذه التحديات، مشددًا على أن القيادة السياسية الحكيمة تنطلق دائمًا من دافع وطنى راسخ، ومفاهيم غاية فى الذكاء.
ووصف رئيس الحزب المبادرة الرئاسية بأنها دعوة لشحذ همم جميع فئات الشعب المصرى، من أجل الالتفاف حول قضايا الوطن فى هذه المرحلة الصعبة، والوصول إلى أجندة عمل وطنية شاملة ومتكاملة بتوافق كل فئات الشعب، ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة.
كما أعلن الحزب عن عقد سلسلة من الاجتماعات خلال الفترة المقبلة، لتقديم رؤية متكاملة له خلال الحوار الوطنى، إيمانًا منه بأهمية العمل الجماعى والتحاور، التزامًا بالديمقراطية فى مرحلة من أهم المراحل فى تاريخ مصر.
■ ما الذى ينبغى أن تتضمنه محاور الحوار الوطنى؟
- أتوقع أن تستهدف محاور الحوار الوطنى فى الأساس تحقيق مصلحة الوطن، وينبغى أن تخضع جميعها إلى فحص دقيق، حتى لا نهدر الطاقة والوقت فى أمور قد لا يكون لها تأثير على واقع بلدنا خلال المرحلة الراهنة.
ولذلك أتمنى تشكيل لجان متخصصة لتناقش بشكل وافٍ كل محور من هذه المحاور، على أن تضم لجنة للقضايا السياسية وأخرى للاقتصادية، وثالثة ورابعة للقضايا الاجتماعية والثقافية.
ومن الضرورى جدًا أن نراعى التخصص فى تشكيل هذه اللجان، حتى يكون الحوار مثمرًا ولا يتحول إلى «مَكلمة»، خاصة أنه خلال الفترة الماضية، سمحت وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعى لغير المتخصصين بالحديث فى مختلف القضايا.
■ بشىء من التفصيل.. ما القضايا التى ينبغى مناقشتها خلال الحوار الوطنى؟
- هناك تحديات كثيرة تواجه الدولة، وأرى أن الحوار الوطنى فرصة مناسبة لطرح حلول للكثير من هذه المشكلات والتحديات، على رأسها ما يتعلق بالأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، التى أصابت بتداعياتها السلبية مختلف الدول.
وفى سبيل ذلك، ينبغى أن نناقش سبل إفساح المجال للقطاع الخاص، حتى يضطلع بدوره فى المجتمع، الأمر الذى تحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، إلى جانب التفكير فى كيفية زيادة الاستثمارات الأجنبية والعربية، عبر تفعيل القوانين الموجودة حاليًا، التى أراها مناسبة جدًا، وتحتاج فقط إلى تطبيقها على أرض الواقع.
■ وماذا عن المحورين السياسى والاجتماعى؟
- فيما يخص المحور السياسى، يطرح البعض مقترحات مثل ضرورة إعادة النظر فى القوانين المنظمة لممارسة الحقوق السياسية، وإفساح المجال بصورة أكبر أمام الأحزاب السياسية، والنظر فى القوانين المنظمة للمحليات.
وفى المجال الاجتماعى، تحدث الرئيس السيسى عن ضرورة إعداد قانون للأحوال الشخصية ينصف الأسرة المصرية ويحقق استقرارها، وأتصور أننا نحتاج أيضًا إلى وضع خطة للتعامل مع الزيادة السكانية العشوائية بشكل أكثر تطورًا.
كما أن هناك تحديات على الصعيد الثقافى، مثل الاستمرار فى إعادة بناء الإنسان المصرى، وتجديد الخطاب الدينى، وغيرها من التحديات التى تواجه المجتمع.
■ هل اختيار الأكاديمية الوطنية للتدريب من أجل تنظيم الحوار قرار صائب؟
- الأكاديمية الوطنية للتدريب هيئة لها خبرة كبيرة فى العمل مع العديد من فئات المجتمع، خاصة الشباب، وهى تبذل جهدًا كبيرًا فى زيادة وعيهم وتعليمهم أساليب القيادة ومواجهة التحديات، والتفكير بطريقة مبتكرة لإيجاد حلول عملية للمشكلات المجتمعية.
لذا أرى أن الأكاديمية الوطنية للتدريب تمتلك القدرة والخبرة اللتين تؤهلاها لرعاية مثل هذا الحدث الاستثنائى، وسوف يتحدث التاريخ عن هذا الحوار الوطنى، الذى يعكس صدق المصريين فى حب وطنهم واستعدادهم لبذل كل غالٍ من أجل رفعته.
وأعتقد أن الأكاديمية سوف تؤدى دورًا مهمًا فى صياغة وبلورة ما يثمره الحوار الوطنى من نتائج وتوصيات، فى جميع المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى ستتم مناقشتها خلال جلساته، وهو أمر مهم جدًا.
■ ما رأيك فى إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى؟
- أرى أن قرار إعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسى مهم جدًا، خاصة أنه جاء بالتزامن مع الدعوة إلى الحوار الوطنى، كما أن الإفراج عن دفعات جديدة ممن شملهم العفو الرئاسى خلال الأيام الماضية خطوة تؤكد أن الوطن يتسع للجميع، وأن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، طالما أن الأمر لا يتعلق بدماء المصريين، لأن أرواح المصريين أمر لا تهاون فيه.
فلا مكان بيننا لمن أراق دماء المصريين وحاول هدم الوطن الغالى. أما من أساءوا التصرف نتيجة الحماس الزائد أو المعلومات المغلوطة، فيمكن أن نمنحهم فرصة ثانية للعودة إلى حضن الوطن، وهو أمر فى غاية الأهمية من أجل بناء الثقة مجددًا، والتكاتف جميعًا لتحقيق مصلحة مصر.
■ ما تقييمك لما تحقق من إنجازات فى مصر خلال السنوات الماضية؟
- حَرص الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اليوم الأول لتوليه المسئولية على تنفيذ برنامج تنمية طموح يهتم بالعمل والإتقان والبناء، وأثمر هذا البرنامج عن تغيير حياة المصريين إلى الأفضل، حتى يعجز الوصف عن توضيح أبعاد ما تحقق من إنجاز.
وطبق الرئيس السيسى استراتيجية وطنية متكاملة تتضمن أبعادًا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعسكرية وأمنية دبلوماسية، واهتم بتدشين مشروعات قومية كبيرة لتطوير البنية التحتية والصناعة وتوفير الخدمات، وأطلق مبادرات صحية مختلفة، مثل مكافحة الالتهاب الكبدى الوبائى «سى»، وصحة المرأة، ومواجهة الأمراض السارية، ومكافحة أمراض العيون ومسببات العمى وضعف الإبصار.
كما حرص الرئيس السيسى على تطوير التعليم، ضمن الاهتمام بالعنصر البشرى، وحققت الدولة فى هذا السياق إنجازات كبيرة، وسيرى المصريون ثمار هذه الجهود قريبًا، إلى جانب مجهودات كبيرة أخرى للقيادة السياسية فى ملف تمكين المرأة وذوى الاحتياجات الخاصة، فضلًا عن توفير اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» بمختلف أنواعها.
كما نفذت الدولة برنامج الإصلاح الاقتصادى، وهو برنامج متكامل أنقذ مصر من الإفلاس، والآن أصبحت لدينا مدن جديدة وكبارى وشبكة طرق عالمية، فضلًا عن قناة السويس الجديدة وغيرها من الإنجازات التى جعلت المصريين يشعرون بأمان كبير.
وإجمالًا، تسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى السلطة فى مصر حينما كانت «شبه دولة» على حافة الانهيار سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، والآن هى دولة قوية عزيزة، استعادت مكانتها دوليًا، وأصبحت تحظى باحترام وتقدير كل دول العالم.