رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حفل توقيع ومناقشة «ذلك الغريب» لـ مريم هرموش بأتيلية القاهرة (صور)

مناقشة  ذلك الغريب
مناقشة ذلك الغريب لمريم هرموش

أقيمت مساء أول أمس حفل مناقشة وتوقيع رواية «ذلك الغريب»، للكاتبة مريم هرموش بحضور الكاتب والناقد الأكاديمي شريف الجيار والفنان التشكيلي أحمد الجنايني، والكاتب الصحفي مصطفى عبدالله، وقدّم الندوة الشاعر والإعلامي هشام محمود.

بدأت الندوة بالفنان أحمد الجنايني، الذي قدم رؤية نقدية لافتة ألقت الضوء على الجوانب السيكولوجية لشخوص الرواية، وتطرق إلى إشكالية هامة وهي استجابة العقل للمحفز العشوائي، والتي تأسست عليها دراما «ذلك الغريب».

وقال الجنايني: «لقد كان مدحت أكثر شخوص الرواية تعرضًا لاستجابة عقله للمحفز العشوائي ليس فقط عبر الصورة المدفوعة إليه بل أيضا عبر الأصوات التي يعيشها وتطارده وتدفع به نحو دائرة المرض النفسي، هاهو يحاول اكتشاف وجهه الذي اغترب عنه حيث تبدلت ملامحه فأصبح يرى في المرآة وجهًا آخر لا يعرفه».

يقول مدحت عبر قناته السردية: «أطلت النظر إلى نفسي في المرآة كنت أحاول اكتشاف ذلك الوجه الجديد أحدق في عيني أتأمل نظراتي اخترقها، لم أكن أنا، كانت المرآة تحمل فوق صفحتها شخصًا آخر يرمقني بنظرات مخيفة كأنه شيطان يثير الفزع في نفسي».

شريف الجيار 

وبدوره تحدث الناقد الدكتور شريف الجيار عن التوصيف الدقيق الذي غاص في أعماق شخصيات «ذلك الغريب» التي جمعت عددًا من الثنائيات بكل ما لهذه الثنائيات من أدوار ودلالات في البناء الدرامي المتماسك للرواية مثل «أريج، مدحت، أريج، ذلك الغريب، وغيرهم».

وأضاف الجيار أنها رواية اجتماعية تلاقت وتباعدت فيها مشاعر إنسانية مركبة جمعت بين الحب والكراهية، الصداقة والعداء، القوة والضعف، صقيع الغربة ودفء الوطن، والدور الذي لعبته عولمة الفيروسات في نثر بذور الخوف في النفوس حيث توحد العالم أجمع لأول مرة، كما ذكرت الرواية على «الخوف».

وتابع: تأتي رواية «ذلك الغريب» عبر نسق سردي ما بعد حداثي، ولغة بصرية، ومشهدية سينمائية، وبنية روائية مفعمة بالبوح وتعدد الرواة، لتطرح واقعا مأساويا للمرأة في ظل هيمنة ذكورية تعاني من العقد الأبوية منذ الطفولة، فتتجلى الزوجة الفنانة التشكيلية أريج في واقع سوسيو نفسي مأزوم، لا تخرج من سطوته إلا بالحب لذلك الغريب الفنان الذي رحل، وتعرج بنا الرواية إلى الهزة الإنسانية التي أصابت الكوكب في ظل جائحة كورونا، لا سيما في أوروبا، ذلك الفيروس الذي وحد البشر لحماية أنفسهم من شبح الموت، وتنقلنا الرواية عبر رواتها المتعددين من مصر إلى كندا ثم إيطاليا، لتجسد عالما مأزوما، وأنفس متشظية، لا مخرج لها في هذه الحياة إلا بالحب.

كان من أبرز المداخلات الكلمة التي شارك بها الكاتب والناقد والصحفي القدير مصطفى عبدالله، حيث ألقى الضوء على جوهر الرواية والعمق الفلسفي الذي جسدته في طرحها لقضايا وجودية وأهمها التعامل مع الخوف والموت.

ومن جانبه، قال السفير رضا الطايفي: «انتهيت من الاستمتاع بقراءة رائعة الأديبة مريم هرموش "ذلك الغريب"، التي بهرتني منذ البداية بغلافها العبقري المعبر للفنان القدير بامتياز أحمد الجنايني.. استمتعت بالسياق العام للرواية بأحداثها وشخصياتها، وسعدت بالأسلوب الأدبي الرفيع والرصين الذي صيغت به الرواية فخرجت مقطوعة أدبية بما حفلت به من أحداث ووقائع مثيرة نجحت الكاتبة في تجسيدها بتمكن وبراعة مدهشة بسرد مثير ومشوق وتوصيف دقيق غاص في أعماق شخصيات الرواية التي جمعت عددا من الثنائيات بكل ما لهذه الثنائيات من أدوار ودلالات في البناء الدرامي المتماسك للرواية مثل أزيح ومدحت، أزيح والغريب، أزيح ودولتشي (كلبها الوفي)، نادر ونسرين، نادر وسيلفيا، نسرين وطارق، ليلى ووالدها.. وغيرهم».

وتابع: «هي رواية اجتماعية تلاقت وتباعدت فيها مشاعر إنسانية مركبة جمعت بين الحب والكراهية، الصداقة والعداء، الإيثار والأثرة، الوفاء والخيانة، كرم المشاعر وبخلها، نكران الذات والأنانية، التسامح والانتقام، القوة والضعف، المثالية والواقعية، دفء الوطن وصقيع الغربة، الحرب والسلام».

وقالت الدكتور هبة الغنيمي: «كفنانة تشكيلية ما أضعه على الورق من خط ولون وتشكيل هو تسجيل لانطباعات عالمي الداخلي تجاه أحداث، شخصيات وتجارب، وكثيرا ما يتحدث الأدب عن خيال مصور لفنان أو إنسان يرصد ما يحدث حوله، ليشعر القارئ بالتماهي الشعوري مع إبداع الأديب وربما يرى نفسه والآخرين ممن كانوا أو لا زالوا قريبين من محيطه. من هنا جاءت التجربة الشخصية الفريدة لقراءتي لرواية مريم هرموش ودارت لوحاتي كشريط فيلم أمامي ليعبر ما تقوله الأديبة المبدعة عن هذه اللوحة أو تلك وكأنها تستنطق لوحاتي بكل ما بداخلها من معاناة وحنين، غربة واغتراب، ألق وفكر».

وأضافت: «وصوتي الداخلي يقول: لوحاتي تقرأ... أستطيع قراءة لوحاتي مصاغة في كلمات وخيال إبداعي ونص سردي ذو شفافية وعمق، لقد تجسد ذلك الغريب ليمثل الحب، العودة إلى الذات رغم الغربة، النبض الحي والشغف البكر، عالم الحلم النقي والخلاص بالإنسانية نحو حياة متجددة خارج حدود المادة وهو النور الذي بداخلنا، وتلك تماماً هي المعاني التى صورتها أعمالي منذ سنين مضت، ومن هنا نشأت فكرة الإدماج بين الرواية والفن التشكيلي تحت نفس العنوان: ذلك الغريب».